ماهي أفضل العدسات الفوتوغرافية لتصوير السفر والرحلات؟
لا يهم في أية فترة من السنة نحن الآن، دائما يمكننا التحدث عن السفر أو بالأحرى تصوير السفر والرحلات. اذا كنت من هواة التصوير الذين يخططون ويستغلون عطلهم قصد التقاط صور رائعة تبقى خير دليل على تذكر أجمل وأروع الذكريات، لابد لك من أن تفكر بشكل جيد في عدة التصوير المناسبة التي ستحملها معك خلال هذه التجربة. أهم جزء من هذه العدة يتجلى في العدسات المثالية لتصوير السفر. شخصيا أعتبر العدسة أكثر أهمية من الكاميرا نفسها، كون أن العدسات هي التي تقوم بأكبر قدر من العمل، كما أن لها علاقة مباشرة مع الجودة البصرية المحققة في النتائج النهائية وبالتالي الحصول على صور فوتوغرافية بجودة عالية.
هنا يكمن اختلاف عدد كبير من المصورين، حيث أن كل واحد منهم قد يفضل عدسة عن أخرى لمواصفات ومميزات تساعده للقيام بعمله الفوتوغرافي على أكمل وجه. من خلال مقال اليوم سوف أضعك بين يديك ثلاث عدسات يتفق عليها أغلب المصورين الفوتوغرافيين المهتمين بتصوير السفر والرحلات. هل تتخيل ماهي هذه العدسات الثلاث؟ تابع القراءة لتتأكد من ذلك.
قبل أن نخوض الكلام في الكلام على العدسات الثلاث التي سأقترحها عليك اليوم، دعني أذكرك بملخص موجز عن أهمية العدسات ذات البعد البؤري الثابت. هناك بعض المصورين الهواة يفضلون شراء عدسة ذات
بعد بؤري متغير لاستغلالها في مجمل أعماله الفوتوغرافية، كونها ستجنبه حمل عدد كبير من العدسات الثابتة، كما أن صرف ميزانية مهمة عن شراء العدسات الثابتة قد يكون سبب آخر في اختيار عدسة ذات بعد بؤري متغير. طبعا هذا تفكير خاطئ ولا يعطي نفس النتائج أبدا المنتظرة، بالاضافة إلى أن الجودة البصرية للعدسات المتغيرة أقل بكثير منها في العدسات الثابتة، هناك عامل آخر يمكن اعتباره سلبي في العدسات المتغيرة، ألا وهو وزنها الثقيل. خلال رحلتك السفرية الوزن مهم جدا في حقيبتك، ليس هذا فقط، بل وزن العدسة على الكاميرا يعرقل التصوير في ظروف مريحة، خصوصا عندما تصوير لفترات مهمة في نفس اليوم ستتعب يديك بلا أدنى شك.
المغزى من هذا الموجز هو اختيار عدد من العدسات الثابتة التي ترى فيها تحقيق رغبتك التصويرية خلال سفرك أو رحلتك لمكان معين.
عدسة عين السمكة Fisheye:
تعتبر عدسة عين السمكة، العدسة المثالية لالتقاط صور فريدة للمناظر الطبيعية أو المدن نظرها لتمتعها بتشويه مبالغ فيه الشيء الذي يسمح لها بتغيير الخطوط ونسب الصور مما يجلها تحظى باهتمام أكبر من قبل المشاهد. كما أن قدرتها الكبيرة على التقاط أكبر حيز من مشهد الصورة يجعلها مفضلة في الأماكن الصغيرة والضيقة التي غالبا ما يجد المصور فيها صعوبة خلال التصوير.
خلال السفر نقوم بالتقاط الكثير من الصور التي يمكنك أن تجد الآلاف منها على شبكة الأنترنت تشبهها تماما، مع استخدام عدسة عين السمكة ستجد فرص أكبر لالتقاط صور مختلفة من زوايا معينة تجسد فيها الجانب الأكثر اثارة وأهمية بأفكار مختلفة عن باقي المصورين الآخرين.
أثناء استخدامك لعدسة عين السمكة عليك أن تنسى كافة قواعد التصوير وتبدأ في الاعتماد على بعض الحرية المطلقة في التصوير أو ما يطلق عليها العشوائية المرغوب فيها، هذا الأمر سيجعلك تطلق العنان لنفسك في التصوير بدون قيود، كونك تبحث عن شيء فريد من نوعه في صورك.
لو كنت حقا تريد خلق شعور متميز من خلال توسيع المناظر الطبيعية أو المدن، تضخيم الأماكن الداخلية الضيقة التي تكون فيها المساحات محدودة، لاضافة لمسة فنية عليها عليك باستخدام هذه العدسة المميزة. ربما قد تشعر برغبة في التقاط بعض صور السلفي selfie عبر استخدام كاميرا DSLR بدلا من الهاتف الذكي، الفكرة مميزة والنتيجة ستكون جودتها عالية جدا.
عدسة 50mm:
هذه العدسة أبانت على كفائتها في منافسة معظم العدسات المتوفرة حاليا بالأسواق. أخذها معك في سفرك سيمكنك من التقاط صور رائعة بجودة عالية وبكلفة منخفضة جدا. أهم ما يميز هذه العدسة هو كونها سريعة جدا في الكفاءة، خفيفة الوزن، ومناسبة لجل أنواع التصوير الفوتوغرافي. الشيء الذي يجعلها مريحة في حملها معك وستكون العدسة المنقذة لك في حالة رغبتك التصوير في أماكن تكون فيها الإضاءة ضعيفة أو غير كافية. يمكنك قضاء يوم كامل وأنت تصور بهذه العدسة دون أن تمل منها.
السبب الرئيسي الذي يجعل عدد لابأس به من المصورين يعتمدون في تصويرهم على
عدسة 50mm هو تنوعها في الاستخدام، حيث أنك قادر على توظيفها في تصوير البورتريه، تصوير الشارع أو حياة المدن، التصوير في الفضاءات الداخلية وغيرها… هناك فئة من المصورين يعتمدون على هذه العدسة قصد إلتقاط صور رائعة تصنف في خانة صور بورتريه للغرباء.
عدسة 50mm ستجعلك أكثر حركة ونشاط في سفرك، كونها ستفرض عليك التحرك كثيرا قصد الحصول على الزاوية المثالية لاطار مشهد الصورة، هذا ما يطلق عليه التصوير النشيط، حيث أن المصور لا يظل في مكان واحد بل يتحرك باستمرار.
العدسة المقربة القصيرة ذات البعد البؤري الثابت:
آخر عدسة سنتطرق لها في لائحة العدسات الثلاثة التي يمكنك أخذها معك في سفرك هي العدسة المقربة القصيرة. الاختيار المثالي لمثل هذا النوع من العدسات المقربة القصيرة ينصح أن يكون 135mm، كما أن العدسة 85mm يعتمد عليها كل مصور يبحث عن راحة أكبر كونها تناسب احتياجاته.
لو كانت عدسة 50mm تساعدك في الحصول على تأثير بوكيه bokeh مميز فمع عدسة 135mm سيكون بمقدورك أخذ هذا التأثير إلى مستوى جديد. كلما كانت العدسة طويلة إلا وكان عمق الميدان فيها أقل وهذا ما ستحتاجه بالضبط للحصول على تأثير بوكيه مثالي.
العدسات المقربة تقربك للهدف المراد تصويره أكثر مع خلق تأثير معاكس بزاوية واسعة في حين تقوم بابعاد الخلفية أكثر أما العدسات المقربة القصيرة فهي تعمل على تقليل تلك المسافة وبالتالي تستطيع إلتقاط مشهد مضغوط أكثر وبأقل معلومات ممكنة التي لا علاقة لها بهدف الصورة الشيء الذي يجنبك صرف انتباه المشاهد نحوها.
باستخدام العدسة المقربة القصيرة ذات البعد البؤري الثابت يمكنك إلتقاط بعض تفاصيل الهدف في الصورة دون حاجة للاقتراب منه أكثر، بل في بعض الأحيان قد تجد بعض الحواجز التي تعيق تقدمك نحو الهدف المراد تصويره، مثل، نهر، سياج… يمكنك تصوير مباني عالية، جبال، مآثر تاريخية بتفاصيل أكثر وجودة بصرية أعلى.
السفر أو الرحلات هي موجودة في الأصل من أجل الاستمتاع بها، أفضل طريقة لذلك هو تصوير كل لحظاتها. تشجع، قم بتوثيق أسفارك ورحلاتك بكاميراتك الخاصة عبر التقاط صور رائعة ستظل كنز يحتفظ لك بكل الذكريات الجميلة التي يمكنك عيشها في تجربة سفرية. عبر عن مشاعرك وعواطفك التي عشتها خلال هذه الفترة المميزة.
عطلتك المقبلة يمكن أن تكون أفضل فرصة لك لتطوير مهاراتك ومواهبك في عالم التصوير الفوتوغرافي. جهز الكاميرا الخاصة بك وقم بشراء واحدة من العدسات التي ذكرناها في هذا المقال ومتعنا بصورك الرائعة التي نحن هنا في انتظارها.
– See more at: http://www.mosawir.org/2016/07/The-3-most-important-lenses-for-travel.html#sthash.6jnwadr7.dpuf