فنانة عشرينية تنحت روح التماثيل بالطين
إيمان مجدي
فتاة بمقتبل العمر وجهها مبهج وروحها طفولية تلمس بأناملها الرقيقة الطين فتحوله لكائنات شبه حية مليئة بالحيوية والحركة وحين النظر إليها تشعر وكأنها تحدثك، فتضفي عليها من شخصيتها المرحة ما يجعلها مختلفة، كان مشروع تخرجها بداية لمعرفة الناس بها.
باتت موهبتها بمثابة جوهرة ثمينة مدفونة بالأعماق لم يكتشفها أحد وبمجرد أن تم التنقيب بداخلها ظهرت ولمعت سريعًا، تخرجت من كلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، وبالسنة الأولى درست كل الاقسام وأنواع الفنون المختلفة ومن بين تلك الفنون فن النحت الذي لم تندمج معه وشعرت بالكراهية نحوه لعدم تمكنها من التعامل معه فهذه المرة الأولى التي تلمس يدها الناعمة الطين غير مقتنعة بأنه يمكن أن يخرج من الورق أو الطين شيء مجسم يصل من خلاله رسالة هادفة.
“ما محبة إلا بعد عداوة” مقولة جسدت علاقة راندا منير تلك الفتاة العشرينية بفن النحت بالطين، لم يخطر ببالها أنها ستتقن الفن وتتشربه لهذا الحد، فكانت منذ نعومة أظافرها تقلد رسم اللوحات ويشجعها والداها، حتى اختارت كلية الفنون صَرحًا لها، وباستمرار التعامل مع الطين عشقت ملمسه وتخصصت به وزاد عشقها له حين بدأت تجسد منه واقعًا حيًا، تماثيل طينية تنبض بالحياة وزاد تمسكها به مع مرور الوقت حين لاقت استحسانًا من الاساتذة وزملائها.
تطورت بصورة سريعة جدا، فاستطاعت أن تنحت أجمل التماثيل بصورة جمالية فتضفي على تماثيلها روحها الطفولية المرحة، كما أنها انفردت بأسلوب خاص بها يُمكنها من نحت أي شيء دون تقليد لغيرها من الطلبة أو الفنانين، فمع كل تمثال تنحته تضيف عليه لمستها الخاصة، “شيء منها” لتشعر بترابط بينه وبينها، بجانب أنها تقبل النقد البناء لأي عمل لها.
الحركة والروح المرحة والملمس الخشن والعشوائية المنظمة الجميلة تلك سمات تماثيل الفنانة الشابة، فتلاحظ بأغلب تماثيلها أنها ابتعدت عن نحت الملمس الناعم لأنه يوحي بالهدوء والسكون، وهذا ما لا تميل له راندا.
لم تنتهِ رحلة دراستها للفن عند محطة التخرج إنما قررت أن تغوص فيه بصور أكثر عمقًا لتكمل حاليًا الماجستير، وفي نفس الوقت تعمل وتشارك في العديد من المسابقات الفنية.
وعن مشروع تخرجها الذى حدث ضجة وإعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي”فيس بوك” قالت إنها تعشق كل ما يرتبط بالأطفال، وتبنت بمشروعها روح الطفولة وعلاقة الأجداد بأحفادهم وبرزت خلالها الجدة وهي تلعب” الاسكوتر”، ويساندها الجد، وركزت في المشروع على أسلوبها التعبيري لإظهار الملامح والروح بصورة حية وطبيعية توصل الفكرة.
تفكر راندا بمستقبلها بصورة كبيرة، ولكنها تعطي وقتًا لكل شيء، فهى تريد أن تنشأ معرضًا خاصًا بها، إنما بعد أن تحصل على خبرة كبيرة في المجال وتتعرض للعديد من المراحل العلمية والعملية لتثقل موهبتها ودراستها بشكل أكبر وحتى يتعرف عليها الجمهور أكثر، وحين تشعر أنها أصبحت على قدر كبير من المسئولية ستنشئه على الفور. وفقا لما نشر بصحيفة الوف