كان د.عبدالمنان شما في طليعة الفنانين السوريين الذين جاءوا الى موسكو في اوائل الستينيات لدراسة فن الجداريات على ايدي كبار الاساتذة في معهد سوريكوف للفنون الذي تخرج منه في عام 1965م.. وحقق الفنان في هذا المجال لدى عودته الى الوطن العديد من الانجازات التي رفدت التشكيل السوري بأعمال متميزة من الناحية الجمالية تجسد واقع الحياة في دمشق وحمص حيث مسقط رأسه بأسلوب يجمع بين التقاليد الكلاسيكية والفولكلورية. وصور في لوحاته ازقة المدينة والمقاهي والاسواق الشعبية والارياف بالاضافة الى لوحات البورتريه التي يصور فيها بسطاء الناس. ويعير الفنان اهتماما كبيرا الى اللون والسطوح التي تذكر المشاهد بتوزيع الاشكال والزخارف في لوحات الموزاييك القديمة في سورية. والفن هو جزء من كيانه كأنسان يصبو الى التعبير عما في دخيلة نفسه ومخيلته. وعبدالمنان فنان واقعي لكن واقعيته مشوبة بروح التقاليد الشرقية والتراث الشعبي ، وقد وجد طريقه في الابداع بعيدا عن التيارات التشكيلية في الغرب التي غالبا ما يقلدها الفنانون العرب دون مراعاة لظروف مجتمعاتهم.
ولد عبدالمنان شما في حمص في عام 1937م وبرزت مواهبه في سن مبكرة وتتلمذ على يد معلمه صبحي شعيب الذي شجعه على مواصلة السير في درب الفن التشكيلي مما جعله في مقدمة المرشحين لدراسة الفنون التشكيلية في موسكو عام 1958. وقد جاء اليها سوية مع الفنان ميلاد الشايب والتحق بمعهد سوريكوف الشهير فتعرف على الاساليب الاكاديمية الراقية وتابع التيارات الفنية الجديدة في اوساط الفنانين الشباب السوفيت. كما وجد الفرصة للقاء المثقفين العرب في صالون الكاتب سعيد حورانيه في شقته الموسكوفية التي كان يرتادها جمع كبير من الادباء والشعراء والموسيقيين والمسرحيين والتشكيليين والنقاد منهم المخرج المسرحي فواز الساجر والناقد السينمائي سعيد مراد والشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش. وكان يشارك في المناقشات والجدل حول مستقبل الفن والثقافة في العالم العربي. ولدى عودت الى سورية في عام 1965 عمل مدرسا للفن التشكيلي في دار المعلمين بحمص. وفي عام 1966 فاز بالمقعد الوحيد لمتابعة الدراسات العليا بموسكو والذي قدمته كلية الفنون الجميلة بدمشق. وانجز هناك رسالته حول الجداريات في سورية ومنح درجة دكتوراه فلسفة في الفن. وعاد الى دمشق في عام 1971 وانضم الى الهيئة التدريسية في معهد الفنون بدمشق . وفي عام 1972 ساهم في تأسيس اتحاد الفنانين التشكيليين العرب. وشارك في عام 1974 في الملتقى الثقافي لليونسكو الخاص بالعمارة والتشكيل الذي عقد في مدينة الحمامات في تونس.
وقد انتخب في فترة 1983 – 1975 نائبا لنقيب الفنون التشكيلية في سورية عدة مرات . وفي فترة 1976 – 2002 شغل منصب وكيل كلية الفنون الجميلة للشؤون الادارية ومن ثم اصبح عميدا لها ورئيسا لقسم التصوير.وشارك الفنان في كثير من المعارض في سورية وخارجها ، وتوجد لوحاته في المتحف الوطني بدمشق ومتحف فنون الشرق بموسكو وفي المجموعات الخاصة.وفقا لما نشر بصحيفة روسيا اليوم.