التكوين او Composition بالانجليزية معناه: الطريقة التي يتم فيها وضع الأشياء مع بعضها البعض أو جمعها، مجموعة الأجزاء والعناصر التي تكون شيئاً ما, شيء يكون ذا معنى جمالي او ضمني بمعنى ارسال رسالة جمالية تستمتع بها العين او رسالة بمحتوى معين يستمتع بها العقل.
أهلاً بكم إلى عالم التكوين في التصوير الفوتوغرافي المذهل، وبمفهومه العام فإن التكوين الفوتوغرافي هو فن تركيب صورة عبر الإطار، وهنا تكمن المشكلة، كيف يكون الأمر الذي يتفق الجميع على أنه ضروري لنجاح الصورة ذاتياً بالكامل – فن بداخل نفسه – ومحدد بقواعد يتفق الجميع على أنه يجب ويمكن خرقها بشكل منتظم، و بنجاح كبير؟ لا يمكنني أن أجيب عن هذا السؤال و لكن عوضاً عن إعطاءكم المقدمة القديمة المتوقعة عن التكوين اسمحوا لي بتقديم أفكار مبتكرة حول هذا الموضوع:
1 – (اللوحة) الفارغة :
إن الفنون البصرية الأخرى تبدأ بورقة فارغة (اللوحة) أما في فن التصوير فإن اللوحة موجودة مسبقاً وعملنا هو وضع العناصر داخل الإطار أو استبعادها، إن الفنون البصرية الأخرى (رسم اللوحات، الرسم، التصميم الجرافيكي)، الفنون الأدائية (التمثيل، الموسيقى)، الفنون الكتابية (النثر والشعر) كلها تسمح للفنان بالبدء بلوحة فارغة، لا يوجد هناك ملاحظات على الورقة الموسيقية، لا توجد علامات على اللوحة القماشية، ولا يوجد أي كلمات على الصفحة، إن الفنانين يضيفونها بشكل متعمد ومنهجي.
في فن التصوير فإن المكان الوحيد الذي تبدأ فيه بلوحة فارغة هو في الأستوديو حيث تتحكم بما يوجد داخل الإطار و الإضاءة و بالموضوع بحد ذاته، أما خارج الأستوديو فإن اللوحة قد تم تشكيلها بالفعل، إنها ما يوجد أمامك، وعمل المصور هو أن يختار ما الذي سيتم استبعاده من اللوحة وما الذي سيتم إضافته.
2 – التمركز :
كيف تغير ما يوجد أمامك؟ أحياناً يمكنك تحريك الأشياء في الموقع حرفياً ولكن هذا الخيار ليس متوفراً دائماً، لذا يوجد لديك احتمالان آخران: تعديل التكوين عن طريق تحديد الإطار بتحريك نفسك و معداتك، وإن كنت تملك عدسات زووم يمكنك تقريب الصورة على جزء معزول من المشهد أو تبعيد الصورة لإضافة العناصر للمشهد، و إذا كنت تملك عدسات ببعد بؤري ثابت يجب عليك أن تحرك جسدك لوضعية أخرى ( إذا كان الأمر آمناً و ملائماً للقيام به ) لكي تعيد تكوين الصورة.
3 – القدرات الفطرية:
بالنسبة لي فإني أعتبر أن القدرة التكوينية تشبه كثيراً القدرات الرياضية الفطرية، إن قواعد اللعبة أو الرياضة يمكن أن تتعلم ولكن في مرحلة معينة يجب على الشخص أن يمتلك القدرة الجسدية و الموهبة لكي يؤدي تلك الرياضة، ولكن الاحترافية يمكن أن تكتسب بالخبرة والتدريب والممارسة ويمكن أن يتم تحسين المهارات، إن عدداً قليلاً من الرياضيين يدخلون رياضتهم بأفضل حالاتهم، إنهم يبدؤون بقدرة فريدة ثم يطورونها بالدراسة والتدريب والخبرة، هذه هي مناظرة تقدم العمر ” الفطرة ضد التدريب ” ويمكن أن يتم تطبيقها بسهولة على الفنون أيضاً، في فن التصوير هناك أشخاص يمتلكون ” نظرة ” للتركيب وهناك أشخاص يفتقدون هذه النظرة.
أحياناً يرى عقلك الباطني صورة في العدسة تبدو ممتعة لعقلك، ثم تقوم بترك زر التصوير ومن ثم تلتقط الكاميرا الصورة، وبالنظر للصورة لاحقاً سترى أن التركيب جيد وقد قام دماغك بترتيبه دون وعي، إذا حدث هذا الأمر معك فتهانينا، إنك تملك الموهبة، إنك تملك النظرة، ( أو أنك كنت محظوظاً هذه المرة ). الكثيرون سيكونون غيورين من موهبتك، و لكن لا تتوقف عند حدود قدراتك الفطرية، أنا أشجعك على دراسة فن التكوين لأن المعرفة والدراسة المستمرة للتكوين يمكن أن تساعدك في زيادة فهمك لرؤيتك الفريدة، إن هذه المعرفة يمكن أن تستخدم لصقل مهاراتك الفطرية ولتوجيهك إلى تحسين صورك.
إن كنت لا تملك النظرة لا يزال هناك أمل لك، لا تستلم، الكثير من هذا يمكن أن يتم تعلمه، إن الوعي للتكوين الجيد يمكن أن يتم تطبيقه في صورك حتى إن كنت تواجه صعوبة في رؤيتها بعقلك الباطني ( دون وعي )، و لكي أكون صادقاً تماماً، فإنه كما يوجد أشخاص لا يمكنهم التقاط الكرة في الملعب مهما حاولوا فإن الفن صعب المنال بالنسبة لبعض المصورين، ولكن الأمر السحري الرائع بشأن الفن: إن كنت تحب ما صنعته فلن يستطيع أحد أن يأخذه منك، بغض النظر عن طرقة تكوينك.
4 – أخذ الصورة بالقوة:
إعادة النظر في تشبيه اللاعب، وتطبيق دراسة عميقة على شيء قد يمتلك تأثيرات غير مرغوبة، إذا حاول اللاعب حساب السرعة في الملعب وسرعة انحراف المضرب وامتصاص الصدمة للكرة بناءً على درجة الحرارة والرطوبة النسبية والزوايا المرتبطة وتسارع الجاذبية للكوكب ومعامل الاحتكاك للكرة في الهواء وتسارع وتباطؤ الكرة في القوس المحدد فإن الفرص هي أنه أو أنها لن يكون في المكان الصحيح لكي يلتقط الكرة، إن عقل اللاعب لا يقوم بهذه الحسابات لحظياً، وبدون رياضيات فإن القفاز والكرة يلتقيان بشكل سحري.
في فن التصوير ، فإن رؤية والتقاط صورة بتركيب جيد قد يحدث من دون وعي أو رياضيات، و أحياناً يكون التفكير المبالغ فيه في التكوين عدواً لك، إن عينك ودماغك يعرفون التكوين الناجح وعملك هو وضع الصورة داخل الكاميرا لكي تطابق ما تراه، إن التحليل الزائد للمشهد يعيق المصور من اختيار تركيب جيد للصورة، وأحياناً فإن المعرفة في دماغك قد تتغلب على ما تراه و تحبه عينك، إنها معركة بين العقل وعين العقل، لا يمكنك إجبار حدوث تركيب جيد، يمكنك فقط أن تقوم بتكوينه.
كـ مصور فإنك سترى أنه هناك حالات حيث ترى عينك شيئاً وتظن أنه يجب عليك تصويره ولكن مهما حاولت لا يمكنك أخذ صورة جميلة للمشهد بالتكوين، عندما أواجه هذه الحالة إما أن آخذ صورة لكي أثبت أنني كنت هناك أو أحاول تذكر ما أريد أن أصوره ومن ثم أمشي بعيداً وأتحسّر لبقية لأنني لم أستطع أن ألتقطها.
5 – التكوين و المعنى:
إن التكوين يمكن أن يكون غامضاً، أحياناً ينجح تكوين معين ولكنك لا تستطيع تفسير نجاحه، إن العقل يحب ما يراه في الإطار الكامل للصورة، وعلى العكس هناك أوقات يمكنك الإشارة فيها إلى تكوين ناجح و معرفة سبب نجاحه تماماً، إذا وجدت نفسك بجانب شخص ما وتنظر إلى أحد صورك و تقول ” إن هذا هو مغزى الصورة و لهذا فإن الصورة تمتلك تكوينا رائعاً ” فغالباً قد خسرت المعركة للوصول إلى تكوين جدي وتكوين صورة تلائم جمهورك.
6 – التركيز على الموضوع:
إن التكوين يجب أن يساعد على تحديد وتأكيد وتكملة وعزل وتوضيح الموضوع وليس الانتقاص منه، إن الموضوع هو غالباً سبب التقاطك لهذه الصورة المحددة لذا فإن كان التكوين يعمل على جذب انتباه المشاهد للأجزاء الأخرى في الإطار فإنك قد شتت ذهن المشاهد عن الهدف الرئيسي للصورة، عندما يتعلق الأمر بكيفية وضع إطار الصورة حول الموضوع فإنك تريد أن ينجح التركيب للتأكد من أن الجمهور سيعرف ما هو الموضوع وما الهدف من الصورة.
8 – رحلة العين:
التكوين هو: ترتيب, تكوين, رؤية, تصوير, وقص، يجب على التركيب أن يقود المشاهد، إن عين المشاهد ستنظر في كل الصورة، ولكن مسار هذه العملية ليس متوقعاً دائماً، ولكن كيفية ترتيبك للعناصر في الصورة أو كيفية تصوير المشهد يمكن أن تكون دليلاً للرحلة الممتعة للعين في الصورة ، رحلة تسمح للمشاهد بفهم معنى صورتك.
8 – الاهتمام بالعناصر:
إن عناصر التكوين هي: الأنماط، البنية، التناظر، عدم التناسق، عمق المجال، الخطوط، الانحناءات، الإطارات، التباين، اللون، مركز الرؤية، المساحة السلبية، المساحة الممتلئة، المقدمة، الخلفية، التوتر البصري والأشكال. استخدم واحد أو أكثر من هذه العناصر لتكوين تركيب ناجح لصورتك، وبالطبع لن تتوفر كل هذه العناصر في كل الأوقات ولكن يجب عليك دراستهم والتعرف عليهم وتوظيفهم لكي تحسن صورك.
9 – انت تؤلف تكوين:
أشعر أن هناك ثلاث مكونات أساسية للمصور الجيد : المعرفة بالكاميرا ونظرة التكوين والرؤية الفنية. إن الكاميرات الآن تمتلك تقنيات مذهلة وتستطيع أن تقوم بكل شيء عدا تكوين صورة جيدة من أجلك، كلمة ” عدا ” تعود إلى التكوين، إن التكوين الفوتوغرافي هو القسم الذي يعتمد بشكل كامل على جهودك كمصور، إنها القسم الوحيد من فن التصوير الذي لا تستطيع الكاميرا القيام به بمفردها، لذا فإن التكوين الجيد لا يمكن أن يوجد بشراء معدات تصوير مكلفة لوحدها.
و من ناحية أخرى، يمكن أن تمتلك النظرة الأكثر ذكاءً في الكوكب ولكن إن لم تكن تملك الكفاءة لاستخدام الكاميرا بفاعلية فإنك ستفتقد القدرة على صنع الصورة التي تتخيلها في ذهنك، إن فن التصوير هو نوع من الفن الذي يعتمد على التقنية، حتى أفضل تكوين في العالم يمكن أن يدمر إن لم يتم تطبيق التركيز الصحيح في الصورة سواءً بنقص التركيز أو زيادته أو اختيار إعدادات غير مناسبة في الكاميرا. و من ناحية أخرى يمكن للمصور أن يصنع صورة ممتاز تقنياً مع تركيب ضعيف.
10 – القواعد، إذا توجب عليك ذلك:
لقد تحدثت كثيراً حتى الآن عن التكوين من دون استخدام كلمة ” قواعد ” ، ولكن لا يوجد أي نقاش كامل عن التكوين الفوتوغرافي من دون استخدام القواعد أو على الأقل المعرفة بـ قواعد التكوين, يجب أن تعلم أنه عندما يتعلق الأمر بالتكوين لا يوجد شيء صحيح أو خاطئ، و لكن قاعدة هناك عدد غير محدود من الصور التي تقوم بخرق هذه القاعدة، إن نجاح التكوين يكمن فيما إذا قام التركيب بتكميل الصورة من دون الاهتمام لاتباعك أو تجاهلك أو خرقك للقواعد ، يجب أن تعلم أنه يمكنك اتباع القواعد بدقة و الحصول على صورة ناقصة ، إن الأمر يتطلب أكثر من تركيب جيد للحصول على صورة متميزة.
11 – المقياس المتغير:
بغض النظر عن الموضوع فإن التكوين قد يصنع أو يدمر الصورة سأترككم مع بعض الأفكار حول التكوين من بعض أفضل الفنانين و المصورين و الكاتبين في العالم :
” إن الفنان لا شيء من دون الموهبة و لكن الموهبة لا شيء من دون العمل ” Émile Zola
” الآن اتباع قواعد التكوين قبل صناعة الصورة يشبه استشارة قانون الجاذبية قبل الذهاب للمشي، إن هذه القواعد والقوانين تم استنتاجها من حقيقة أنها منتجات التفكير ” Edward Weston
” القواعد أشياء غبية، استبدادية، غير عقلانية والتي ترفعك إلى مستوى من التوسط المقبول وبعد ذلك تمنعك من التطور أكثر ” Bruce Barnbaum من كتاب The Art of Photography
” لا يوجد قواعد للصور الجيدة، يوجد فقط صور جيدة ” Ansel Adams
” يجب علي عينك أن ترى تركيباً أو تعبيراً تقوم الحياة بتقديمه لك ويجب عليك أن تعرف متى تضغط زر الكاميرا بذكاء ” Henri Carter-Bresson
” فن التصوير لا يمتلك أي قواعد، إنه ليس نوعاً من الرياضة، إنه النتيجة هي المهمة مهما كانت طريقة إنجازك لها ” Bill Brandt
” عندما يتم إجبار تناسق الموضوع مع الأنماط المسبقة لا يمكن أن يوجد أي رؤية جديدة ، إن اتباع قواعد التكوين تؤدي إلى تكرار مضجر للكليشيهات التصويرية ” Edward Weston
” الصورة الجيدة هي معرفة أين يجب أن تقف “ Ansel Adams
” هذا الإدراك في الحياة الحقيقية من إيقاع للسطوح و الخطوط والقيم هو جوهر فن التصوير بالنسبة لي، إن التركيب يجب أن يكون انشغالاً ثابتاً كونه اندماجاً لحظياً ( تنسيقاً عضوياً للعناصر البصرية ) “ Henri Cartier Bresson
” فن التصوير يعتمد على الإضاءة و التكوين و الأكثر أهمية الإحساس ” Larry Wilder
” في الصورة يكون التكوين نتيجة الاندماج اللحظي و التنسيق العضوي للعناصر التي ترى بالعين ” Henri Cartier Bresson
” إنه يقوم بتصوير ما يحبه لأنه يحب ذلك، وما يكره من الاحتجاج: الحيادية التي يمكن أن ينقلها أو تصوير بأي آلية حرفية أو تركيب يريده ” Minor
” لا يوجد وقت أفضل لقص تكوين سيء من اللحظة التي تسبق ضغطك على زر التصوير ” Bryan Peterson من كتاب Learning to see Creatively : Design , Color & Composition In Photography
” إن المصور يمتلك نفس كمية التحكم في الموضوع التي يمتلكها الرسام ، يمكنه أن يتحكم بالإضاءة و الظل ، الشكل و المساحة ، النمط و البنية ، الحركة و المزاج ، و كل شيء عدا التكوين ” Andreas Feininger
” قواعد التركيب تم استنتاجها من عمل المعلمين الكبار و تم استخدامها من قبل المصورين الضعيفين لإنتاج لا شيء ” Edaward Weston
” نظريتي حول التكوين ؟ بسيطة: لا تترك زر التصوير حتى ترى في العدسة أن كل شيء في مكانه الصحيح ” Ernst Haas
” لا أعلم ما هو التكوين الجيد، و لكن أحياناً بالنسبة لي فإن التكوين يتعلق بالقليل من السطوع أو الوصول قليلاً إلى مرحلة الراحة و أحياناً يتعلق بالأخطاء المضحكة، هناك نوع من الصواب و الخطأ فأحياناً أحب الصواب و أحياناً أحب الخطأ ” Diane Arbus
” انظر إلى الصور انظر إليهم بتمعن، دع التكوين والموضوع يحددان نسبة الأبعاد، إنها النظرية المطلقة ، وليس مصنع الكاميرا و ليس مصنع الفيلم ” Brooks Jensen
” التكوين هو أقوى طريقة للرؤية ” Edward Weston
” على عيننا أن تقيس و تقيم بشكل دائم، نحن نعدل نظرتنا بانحناء بسيط في الركبة ، نحن ننقل فرصة تلاقي الخطوط بتحرك خفيف في الرأس بمقدار بضع أجزاء من الألف من الانش ، نحن نركب الصورة بنفس وقت التقاطها تقريباً ، و عن طريق وضع الكاميرا أقرب أو أبعد من الموضوع نقوم بتحديد التفاصيل ، نقوم بتقويمها أو يتم تقومينا نحن من قبلها ” Henri Cartier Bresson
” التكوين يحدث ” Todd Vorenkamp
نأمل ان تكون هذه المعلومات قد ساهمت في زيادة ثقافتك ومفهومك للتكوين سواء كنت مصور فوتوغرافي او سينمائي او مصمم او فنان في اي مجال, تابعونا باستمرار لمزيد من الشروحات والدروس المفيدة, تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي في اعلى الصفحة, شاركونا ارائكم في خانة التعليقات اسفل المقال, حتى موعد اخر نترككم في رعاية الله وحفظه.