مندوباً عن وزير الثقافة رعى الأمين العام هزاع البراري مساء اليوم الثلاثاء حفل افتتاح معرض “صور من العالم الإسلامي” الذي نظّمته أمانة عمان ضمن فعاليات عمان عاصمة الثقافة الإسلاميّة، بالتعاون مع اتحاد المصورين العرب فرع الإردن.
واشتمل المعرض الذي اقيم في قاعة مجمع الاشرفية الثقافي المجاور لمسجد أبودرويش وحضره مدير الشؤون التنفيذية للثقافة في الأمانة المهندس سامر خير مندوباً عن رئيس لجنة أمانة عمان، ورئيس اتحاد المصورين العرب أديب شعبان، على العديد من المعالم الثقافيّة والحضاريّة ذات الطابع الإسلامي التي حملتها صور فوتوغرافيّة شارك بها أكثر من 16 دولة إسلاميّة وعربيّة.
في سياق المعرض، أكّد البراري أهميّة العمل الفني في التعبير عن احتفاليّة مهمة مثل مناسبة عمان عاصمة الثقافة الإسلاميّة، مبيّناً أنّ وزارة الثقافة تولي هذه الاحتفاليّة جلّ عنايتها، انطلاقاً من استحقاق عمان لحمل هذا اللقب، وتوافر الأردن على مقوماتها العربيّة الإسلاميّة، وباعتبار الأردن له رسالة حضاريّة في هذا الجانب تتضمّن حمل مفهوم الوسطيّة والاعتدال، التي نقلتها “رسالة عمان” إلى العالم، وأعرب البراري عن تقديره للجهد المؤسسي في التعبير عن هذه المناسبة فنيّاً وأدبيّاً وثقافياً ومعرفيّاً، خصوصاً في معرض فوتوغرافي يحمل إلينا عبق الحضارة والمعالم التي تدلّ على العصور الزاهرة بالفكر والإشعاع الحضاريّ الإسلاميّ.
كما تحدث خير عن عناية الأمانة بالاحتفاليّة، في التركيز على النواحي الجماليّة والحضاريّة وقراءة المنتج العربي الإسلاميّ بعين إبداعيّة في استضافة الجهود الأدبية والفنيّة للمشاركة في المناسبة قيد الاحتفاء، معرّفاً بأنّ مشاركة الأمانة هي مشاركة نابعة من مسؤوليتها الاجتماعيّة والتنمويّة بالتشارك مع الجهات ذات العلاقة والتخصص الثقافي كوزارة الثقافة وغيرها من الجهات، معرباً عن تقديره للفنانين المشاركين في هذا العمل الإبداعي الحضاريّ المميز.
بدوره، أعرب رئيس اتحاد المصورين العرب أديب شعبان عن أهميّة المناسبة التي وجدها مواتية كمحطّة جميلة في الاحتفال بالمعالم الإسلاميّة الثقافيّة في الأردن وخصوصاً في العاصمة عمان، مزجياً تحيّةً ورسالة محبّة للأردن بمناسبة احتضانه مؤتمر القمّة العربيّة، مضيفاً أن احتفالاً في الأمس القريب كان بمناسبة كون إمارة الشارقة عاصمةً للثقافة الإسلاميّة بكلّ ملامحها الحضاريّة والتراثيّة. وقال شعبان إنّ خطّاً مستقيماً يربط ما بين قلب الشارقة وقلب عمان في حصولهما على لقب عاصمة الثقافة الإسلاميّة، مبيّناً أنّ اختيار الشارقة وعمان لهذا المسمّى لم يأت اعتباطاً أو محض صدفة، وإنما جاء نتيجة مقومات تمّ اجتيازهما بجدارة، عبر شواهد كثيرة ترجمت كلّ ذلك إلى مناسبات مهمّة.
وعن مشاركة اتحاد المصوّرين العرب بهذه المناسبة، قال شعبان إنّ الاتحاد إذ يمضي قُدماً في الحرص على المشاركة في كلّ الفعاليات والمناسبات العربيّة، فإنّه تسعده هذه المشاركة من خلال وجود فرع له في الأردن. وحول عناية الشارقة بالمؤسسات الحاملة للإبداع، كون اتحاد المصورين العرب يمارس أعماله ومشاركاته من هناك، أشاد شعبان بجهود صاحب السموّ حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي في لمّ كلّ الجهود المؤسسية في الفن والأدب والفكر، حتى غدت الشارقة ملتقىً دائماً للأدباء والمبدعين ورواد الثقافة بفضل توجيهات سموّه وحرصه الدائم على العناية بالمبدعين، وذكر شعبان أعمالاً عربيّة شارك بها الاتحاد مع دول عربية، مهتمّاً بالتصوير فنّاً حضاريّاً ومعبّراً كغيره من أجناس الأدب والفن عن المناسبات والأفراح التي يعيشها الوطن العربيّ في كلّ أرجائه وعواصمه المضيئة على الفكر والتاريخ والإبداع.
وكانت تنوّعت الأعمال المشاركة في المعرض الذي شارك في حفل افتتاحه عازف الناي الفنان نور أبو حلتم، بين عدد وافر من المعالم التراثية والقديمة كالمساجد وجماليات المعمار الإسلامي والمواقع والأحداث التاريخيّة التي ظهر فيها المكان بارزاً، كما في الصين في صور لقوافل الجمال في طريق الحرير في مدن شيان ونينغشيا، وكما في القباب السودانيّة، ومسجد الكوفة الذي بناه سعد بن أبي وقاص، وجامع النور في الشارقة، ومسجد محمد علي في القاهرة، والجامع الأموي في دمشق، وجامع أبو درويش في الأردن، والكعبة المشرفة في المملكة العربية السعودية، والمسجد الأقصى في القدس، وسوى ذلك من المعالم التراثية والجمالية والدينية العربيّة والعالمية ذات الطراز العربيّ الإسلامي.