دمشق-سانا
نشأت علاقة الفنان عيسى سلامة مع فن النحت منذ طفولته المبكرة بشكل فطري وعفوي دون معلم او تلقين فكانت الطبيعة معلمه وملهمه والخامات الحجرية والخشبية تناديه ليشكل منها منحوتاته المفعمة بالشغف والحب لهذا الفن الذي يتطلب جهدا وصبرا ومثابرة للوصول لنتائج مرضية للفنان والجمهور.
وعن علاقته بفن النحت يقول النحات سلامة في حديث لـ سانا: “تربطني بالنحت علاقه حب وتكامل نشأت منذ الصغر حيث كنت التقط الحجر وانحته ولا اتركه الا بعد ان يتحول لمنحوتة تحمل شكلا محددا واستمر حبي وشغفي بهذا الفن الى اليوم دون ان اتلقى اي تعليم فني من معلم يرشدني وما زلت ملتصقا بالازميل والمطرقة وما زال زندي قادرا على نحت اقسى الصخور والحجارة بحب وشغف وكأني ما زلت طفلا يلهو ويلعب”.
النحات سلامة الذي شارك في الكثير من الملتقيات النحتية المحلية والخارجية وحاز عددا من الجوائز في عدة مسابقات يفضل خامة الحجر على بقية الخامات ويوضح ان انتماءه لبيئة جبلية تمتاز بصخورها الضخمة والقاسية اثر على توجهه الفني نحو خامة الحجر منذ بداياته وحتى اليوم مبينا ان تجربته الطويلة مع الخامة الحجرية اكسبته خبرة وحصيلة مهمة من التقنيات الفنية تساعده على انجاز اعمال ضخمة وصعبة خلال الملتقيات النحتية التي غالبا ما تكون مدتها قصيرة نسبيا لا تتجاوز الاسبوع او العشرة ايام.
ويرى ابن محافظة طرطوس أن الملتقيات النحتية التي ازدهرت في البلاد قبل الحرب على سورية كانت فرصة لتنشيط فن النحت لدينا وساهمت في إتاحة الفرصة للعديد من النحاتين ليقدموا اعمالا في غاية الجمال والحرفية كما عرفت الناس اكثر على هذا الفن ضمن اجواء تفاعلية ومشاهدة النحاتين وهم ينجزون اعمالهم الجميلة في الهواء الطلق فضلا عن مساهمتها في تزيين الساحات والشوارع بعدة مدن وقرى مما شكل ثقافة بصرية وفنية لدى الناس.
سلامة المشارك في ملتقى المحبة والسلام حاليا في مدينة اللاذقية يقول.. “سنوات الحرب على سورية اثرت على الفن التشكيلي عموما وعلى فن النحت بشكل خاص فتقلصت الملتقيات الا انها لم تتوقف وبدأت تعود بشكل تدريجي وهذا يساهم في اعادة النحاتين الى العمل وتطوير تجاربهم الفنية ويثبت قدرتنا على ممارسة الحياة والفن رغم مخططات اعدائنا الذين يحاولون فرض الموت علينا وطمس حضارتنا وثقافتنا من خلال الارهاب الا ان استمرارنا بالعمل والابداع يحبط مخططاتهم”.
ويؤكد النحات سلامة ان للنحت السوري مكانة مرموقة في الخارج حيث استطاع النحاتون السوريون ان يتركوا بصماتهم القوية في الملتقيات النحتية العالمية التي شاركوا فيها ومنها الحدائق النحتية السورية في اسبانيا التي تعتبر اهم معلم حضاري وثقافي وفني سوري خارج البلاد على أيدي عدد من أهم النحاتين السوريين.
ويشيد النحات صاحب التجربة الفنية الطويلة بالمواهب الشابة في فن النحت لدينا ويختم سلامة حديثه بالقول .. “هناك جهود شابة مهمة في فن النحت تحاول اثبات وجودها على الساحة التشكيلية وتقدم اعمالا تتسم بالحداثة وهذا يساهم في تطوير النحت السوري وارتقائه لآفاق جديدة مما يبشر بمستقبل افضل لفن النحت لدينا”.
والنحات عيسى سلامة من مواليد بانياس قرية الدريكية عام 1962 وهو عضو في اتحادي التشكيليين السوريين والتشكيليين العرب تفرغ للنحت منذ عام 1987 وأقام العديد من المعارض الفردية كما شارك في المعارض الجماعية والملتقيات النحتية في جميع المحافظات وحصل على شهادات تقدير متنوعة ونال جوائز من عدة مسابقات.
محمد سمير طحان