الزيارة الوحيدة للشاعر الراحل نزار قباني إلى مدينة حمص كانت عام 1971 م للمشاركة في الحفل التأبيني الكبير الذي أقيم للشاعر وصفي قرنفلي (1911- 1971 ) وكان نزار من المعجبين بشعر قرنفلي أحد فرسان القصيدة الرومانسية . وقد وجهت الدعوة من قبل وزارة الثقافة السورية التي أقامت الحفل … وغنيّ عن القول إن نزاراً كان الشخصية الأبرز التي شاركت في تأبين قرنفلي .
لقد ألقى نزار قباني ( 1923-1998 ) كلمة ارتجالية في الحفل جاء فيها : ( لقد انطفأ وصفي قرنفلي كشمس شتائية … إنني أبحث عن حادثة فرح واحدة في الشعر العربي فلا أرى إلا حشرجات عبد السلام عيون السود أو سقوط عبد الباسط الصوفي منتحراً في كوناكري أو انطفاء وصفي قرنفلي كشمس شتائية ، فهل كتب على حمص ، منذ ديك الجن إلى اليوم أن تقدم وحدها ضحايا الشعر وأطهر قرابينه …؟!».
وتابع نزار قباني يقول : ( في طريقي من بيروت إلى حمص كان سؤال شرس ونزق ولئيم يثقب جمجمتي : لماذا يجتمع الشعراء العرب على مائدة الموت ولا يجتمعون على مائدة الحياة …).
وفي أثناء إلقاء نزار هذه الكلمة الارتجالية ، في مسرح سينما الأوبرا ، حيث أقيم الحفل ، قام بعض الحضور بكتابتها ومنهم الأديب الراحل يوسف الحاج الذي كتبها كاملة وبدقة وكان حاضراً حفل التأبين .
ولم تنس حمص نزار قباني ، وزيارته اليتيمة .. فقد دعي إليها للمشاركة في مهرجانات شعرية … لكنه كان يعتذر لوجوده الدائم خارج سورية ، في بيروت او لندن . وعندما رحل نزار قباني في لندن .. قرر مجلس مدينة حمص ، بالإجماع ، إطلاق اسمه على الشارع الممتد في غرب المدينة والذي يخترق البساتين متجهاً شمالاً ليصل إلى قرب مطعم ديك الجن على العاصي حيث يلتقي بطريق حمص مصياف .
رحل نزار في الثلاثين من نيسان عام ثمانية وتسعين وتسعمائة وألف في أحد مشافي لندن …
واحتل خبر رحيله العناوين الرئيسة في الصحف العربية وقد قال احد الأدباء العرب ( هذه المرة يتقدم خبر الشعر على أخبار الساسة العرب …).
ولا بد أن نذكر بمناسبة ذكرى رحيل نزار التاسعة عشرة مكرمة الرئيس المؤسس حافظ الأسد ، الذي أمر بإرسال طائرة خاصة لنقل جثمان نزار من لندن إلى دمشق حيث أقيمت له جنازة رسمية وشعبية .. ودفن في مقبرة باب الصغير بدمشق .
نزار قباني بن توفيق قباني وفايزة آقبيق … شاعر الياسمين .. شاعر دمشق … شاعر المرأة والسياسة
رؤيا ..نزار قباني .. في حمص !!
العدد:
14846
التاريخ:
الثلاثاء, نيسان 25, 2017
الفئة:
المصدر:
العروبة