عبد الرحمن منيف يكتب عن مرحلة باريس
رأى الروائي «عبد الرحمن منيف» أن نبعة “ذهب إلى باريس” وهو يمتلك حصيلة فنية ورؤية، وهذا ما جعله «محصناً»، إذا صح التعبير، في مواجهة التيارات الفنية الكثيرة التي يمكن أن تقتلع من لا جذور له أكثر مما تفيده، والتي كثيراً ما عصفت بعدد من الفنانين الشباب، فلا أصبحوا هم أنفسهم وما قدروا أن يصلوا إلى الآخر. ذهب نبعة إلى هناك لكي يرى بعيون مدربة وبعقل مفتوح، ولذلك اكتسب خبرات إضافية هامة، دفعته إلى البحث والتجريب، ولأن يصل، في بعض المراحل، إلى تجريده الخاص، إذ بعد أن امتحن الاحتمالات التي يمكن أن تعطيها التكعيبية والسريالية والتعبيرية. واستفاد من نتائج بحثه، وصل إلى أسلوبه الخاص، إلى لغته الخاصة”.
أما نذير نبعة فيقول عن تلك المرحلة: “في الواقع كانت هذه التجربة بحثا مدرسيا بحتا. فقد حاولت في هذه الفترة أن أقدم بحثا عمليا مدرسيا حول موضوع التصوير. وقدمت مجموعة أعمال تطرق موضوعاً واحداً من الواقع هو «التفصيل النباتي» ومن هذه الأشكال النباتية ابني هذه الأعمال حول تأليف تقديم موضوع المنظر دون اللجوء إلى العيون، الفم… حاولت أن أعطي تجريدا للموضوع من خلال إحساسي بالمنظر، بالوجه، أو الشخص. إحساسي بالطبيعة الصامتة، وهي المواضيع التي ينحصر فيها موضوع التصوير. أعتبر هذه الفترة نوعا من البحث المدرسي وسعت أفقي في عملي ونلت عليها شهادة تخرجي من المدرسة الوطنية للفنون في باريس”.
ما سبق يفسر الحديث منذ البداية عن ثلاث مراحل في تجربة نذير نبعة، واعتبار فترة الدراسة الباريسية حدثاً تخلل تلك المراحل، لا مرحلة مستقلة بذاتها.