سبق سفر نذير نبعة إلى “باريس” الإعلان عام 1970 عن تشكيل “جماعة العشرة”، التي كانت تضم إلى جانبه تسعة فنانين متميزين هم «نعيم إسماعيل» و«عبد القادر أرناؤوط» و«غياث الأخرس» و«نشأت الزعبي» و«الياس زيات» و«أحمد دراق سباعي» و«أسعد عرابي» و«خزيمة علواني» و«غسان السباعي»، وكان تشكيل تلك الجماعة – التي انضم إليها في معرضها الثاني عام 1972 «هند زلفة»، و«منذر كم نقش» و«عبد الله مراد» – تعبيراً عن توجه ظهر في أكثر من بلد عربي، وخاصة في العراق ومصر، لتجميع طاقات الفنانين التشكيليين، مع احترام الاختلاف في توجهاتهم الفكرية والثقافية، والتباين في أساليبهم الفنية. ومع أن «الجماعة» لقيت ترحيباً واسعاً من الوسط الثقافي، والتشكيلي خاصة – بسبب السوية الرفيعة لأفرادها – إلا أنها لم تتمكن من الاستمرار، كحال معظم الجماعات الفنية. وقد تعددت تفسيرات انتهاء هذه التجربة، ومن جهة نذير نبعة رد الأمر إلى عدم الاعتياد على العمل الجماعي: “التأمت هذه المجموعة من مشارب واتجاهات مختلفة لكن ما كان يجمعهم هو جديتهم بالتعاطي مع القضايا الفنية، لكن يبدو أن العمل الجماعي كممارسة أمر لم نتقنه بعد، الصلة بالآخر حتى لو كان زميلاً لا تكون ثمينة، يبدو أن الشخصية الفردية غالبة حتى اليوم، أي أن كل شخص يعمل بمفرده، وهذا برأيي على مستوى الوطن والأمة! لأنه حتى اليوم لم نستطع أن نشكل وحدة! كنا نحلم أن يكون لنا تجمع يُصلح حال الحركة الفنية في سورية، رداً على المساواة بين الصالح والطالح من قبل المؤسسة الفنية آنذاك. فأي شخص يمتلك صوتاً عالياً وبإمكانه أن يقول أنا فنان عشر مرات كان يصير فناناً! حاولنا أن نُحدث حالة تعتمد التقييم الجدي والشجاع والانتقاء السليم للفنانين وللأعمال الفنية، للمعارض والمشاركات، وحتى على مستوى عدالة توزيع الجوائز، لكننا لم ننجح!..”.