فوتوغرافيا
هل يمكن لصورة إنقاذ حياة ؟
Saad Hashmi | HIPA
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
بعدما أنجبت طفلةً صغيرة، تضاعف قلقها تجاه المستقبل وماقد يحمله من مفاجآتٍ وتحدياتٍ لهذه العائلة الصغيرة. كان زوجها مكافحاً يعمل بكدٍ يومياً لتأمين احتياجات زوجته وطفلته، وطالما حدّثهما معاً عن ثقته بمخططاته وأهدافه المستقبلية التي سترسم لهم جميعاً غداً أجمل من كل النواحي.
لكن ثمة غصّة مزعجة تقضّ مضجع الزوجة وتسيطر على خيالها وهواجسها وتنخر في هيكل إحساسها بالأمان الذي يحرص زوجها على تعزيزه وتقويته كل يوم، لقد كان زوجها مُدخِّناً شَرِهاً ومعدّل استهلاكه للسجائر يزداد طردياً مع إحساسه بالقلق والتوتر وبذله المزيد من المجهود الذهني والبدني. استنفذت العديد من الطرق والوسائل لإقناعه بالإقلاع عن هذه العادة السيئة حفاظاً على صحته والتي باتت تعني جميع أفراد العائلة ! وروت له العديد من القصص الواقعية التي تسبّب فيها التدخين بنتائج بشعة، إضافة للأضرار المباشرة على طفلتهما الجميلة، وهذا الأمر الذي نجح في صناعة فارقٍ ما، فقد توقّف زوجها عن التدخين في المنزل.
هذا التحوّل أوحى لها بفكرةٍ عجيبةٍ هرعت لتنفيذها ببراعةٍ ودقةٍ متناهيتين، أمضت بضعة أيام في البحث في ذاكرة هاتفها المحمول عن صورٍ التقطتها لزوجها في المنزل وهو يُدخِّن بحيث تظهر طفلتهما في نفس الصورة، وكان أن وجدت مجموعة من الصور تحقّق المطلوب، اختارت صورةً محدّدة وقامت بطباعتها بالحجم الكبير ووضعتها في غرفة المعيشة ! عندما عاد زوجها دُهِش من الصورة وحدّق فيها لبضعة دقائق .. ثم سألها عنها فأجابت بأنها رأت الصورة جميلة وتجمع أغلى اثنين على قلبها، سألها عن سبب اختيارها للصورة التي تظهر فيها الطفلة تبكي بحرقة فأجابت: عندما ترحل من حياتنا ستبكي ابنتنا .. ستبكي كثيراً ! غادر زوجها المنزل غاضباً .. لكنه أخبرها في اليوم التالي أنها نجحت في مسعاها.
فلاش
ماذا يمكن لصورتك أن تفعل ؟ هل ستنقذ شخصاً آخر ! أو تُسهم في إنقاذ البيئة ! أم ماذا ؟