“صناعة الألباستر” فن توارثته الأجيال من الأجداد
بالصور.. “صناعة الألباستر” فن توارثته الأجيال من القدماء المصريين بالأقصر
الأحد، 07 مايو 2017م
الأقصر – أحمد مرعي
وفي هذا الصدد يقول الحاج سيد المطعني أشهر صانع للتحف والتماثيل بالأقصر، إن المرمر أو الألباستر هو نوع من المعادن الخام البيضاء كما يوجد منه نوع ذو لون برتقالي، وتتكون تركيبة المرمر من الجبس، وتركبيه الكيميائي كبريتات الكالسيوم CaSO4 · 2 H2O، ولكن يتميز بصلابته وشدة بياضه عند وجوده طبيعياً، وقد استعمله القدماء في نحت التماثيل وصنع أدوات الزينة.
ويضيف سيد المطعني لـ”اليوم السابع”، أن صناعة الألباستر تعد مصدر رزق للمئات من أبناء مدينة القرنة، والتي توارثها أبناء المحافظة عن أجدادهم قدماء المصريين، ويسعى لشرائها عدد كبير من الأجانب الذين يزورون مصر خلال زياراتهم السياحية للبلاد، مؤكداً أنه يتم صناعتها بطرق مميزة للغاية درسها أبناء المهنة علي أيدي أجدادهم.
ويؤكد أشهر نحات تماثيل وأشكال فرعونية قديمة بالأقصر، أنه يتم استخدام معدات خفيفة كالشاكوش والأزميل والصنفرة، حيث إن الألباستر صناعة يدوية لها ثلاثة ألوان أبيض وبنى وأحمر، وتستخرج في أحجام كبيرة يتم تكسيرها لتصنع منها الأشكال المختلفة، وجميع التماثيل المتواجدة بالمتحف المصرى هي من الألباستر، ومن أنواعها الألباستر البازلت وهو حجر أسود بركانى، والجرانيت والحجر الجيرى والذي يصنع منه اللوحات المرسومة لحفظ الألوان، ومنها أشكال تستخدم كزينة أو يوضع بداخلها شمعة للإنارة، وتماثيل الديورايت وهو أشد أنواع الأحجار صلابة، ومن القوالب الصب يتم استنساخ الأشكال، كما يسمى الفوسفور الذى يسمى بنور الصباح حيث أنه ينير في الظلام.
أما أشرف الحاوي صاحب مصنع تحف مصنوعة من الألباستر بالبر الغربي، فيقول أنه من أهم أشكال الألباستر الملوك الفراعنة مثل “رمسيس الثاني – توت عنخ آمون – نفرتيتى”، وكل ما يدل على الأشكال الفرعونية، وأشكال لأمور مقدسة عند الفراعنة مثل الجعران المقدس وهو رمز الشمس المشرقة، وتماثيل رمسيس وفازات الألباستر اليدوى الشفافة.
وعن أسعار التحف المصنوعة من الألباستر يقول أشرف الحاوي، أن الأسعار الخاصة بالألباستر تبدأ من 20 جنيهاً حتي 300 و500 جنية، وزيادة السعر تكون مختلفة حسب الحجم أو نوعية التصنيع والخامة، ومع إرتفاع سعر الدولار والبنزين وتكلفة نقل الأحجار الخاصة بالألباستر إرتفعت الأسعار بصورة كبيرة.
ومن جانبه يقول المرشد السياحي الطيب عبد الله حسن، أن البر الغربي بالأقصر هو المصدر الأول لصناعة فن التحف من الألباستر، حيث يضم أكثر من 50 مصنع منتشر بمختلف أنحاء مناطق مدينة القرنة، ويقوم داخلها نجوم المهنة بالعمل منذ السادسة صباحاً في عملية تصنيعه بأدوات يدوية لخروج التحف بالأشكال المميزة التي تتواجد في صالات العرض المختلفة الخاصة بالمصانع.
ويضيف الطيب عبد الله حسن في تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، أن الألباستر كان يستخدم لنحت تماثيل السيدات في العصور الفرعونية القديمة والتى كانت تبرز وتصف جمال المرأة، مضيفا أن تمثال سيتى الأول بمتحف الأقصر الكبير، هو تمثال من الألباستر الخام بالحجم الطبيعى، يظهر جمال الجسد ورونقه، ويضيف أن النحت نوعان على على الحجر الجيري والألباستر، وتعتبر مدرسة “الرمسيوم” التى بناها رمسيس الثانى، بمعبد سيتى الأول في القرنة، أشهر مدرسة أيام الفراعنة.