بعيدا عن أعين المتطفلين في صحراء غوبي تقع مدينة غامضة تُعرف باسم “404”، يُقال إنها كانت نقطة محورية في بدايات برنامج مؤسسة الأسلحة النووية في الصين.
وبعد أن انتقلت ملكية الشركة إلى المؤسسة النووية الوطنية الصينية، أصبحت المدينة مركزا هاما لبعض من أعظم الخبراء النوويين في البلاد خلال حقبة الحرب الباردة. أما الآن، فانتشرت لقطات مصورة تٌظهر بقايا متناثرة من “قاعدة القنبلة الذرية” الغامضة.
بُنيت مدينة مقاطعة “قانسو” عام 1958، وتتسم بوجود الشوارع المنظمة ومباني مصممة من الكتل الخرسانية وتمثال حجري للرئيس السابق للحزب الشيوعي الصيني “ماو تسي تونغ”.
ويشير رمز الانشطار النووي الموجود على المبنى الواقع خلف تمثال “ماو تسي تونغ” الكبير، إلى تاريخ المدينة العظيم والحافل، مما يميزها بعدم إعطائها اسما مناسبا، بل رمزا فقط.
يحمل الرمز الحروف الأولى من المؤسسة النووية الوطنية الصينية (CNNC)، وهي المركز الرئيسي لتصنيع الأسلحة النووية في الصين. وطورت في وقت سابق أول قنبلة ذرية في الصين والتي اختُبرت في موقع Lop Nur في صحراء غوبي عام 1964.
نُشرت صور المدينة عبر موقع Sixth Tone، وهي تظهر أبواب حديقة “404” المهجورة، وملعب للأطفال بالإضافة إلى 6 أبراج تبريد في محطة توليد الكهرباء.
وقام السيد لي يانغ الذي يقول إنه ولد في المدينة بتنزيل هذه الصور، ووصف “404” بأنها تشمل العديد من الميزات بالنسبة لبلدة طبيعية صغيرة، بما في ذلك المسرح والمدرسة والحكومة المحلية، كما لعبت دورا مهما وأساسيا في خطة الصين المتعلقة بالتعامل مع الحرب الباردة للقوى العظمى، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقا.
وقال لي يانغ: “كان يوجد في المدينة أول مفاعل نووي عسكري صيني، وأصبحت مهجورة الآن، كما يٌقال أن هنالك قاعدة نووية تحت الأرض ولكن لم يسبق لي أن رأيتها”.
وتابع لي موضحا: “لقد بنى السكان الأوائل لمدينة “404” كل ما هو موجود فيها الآن، ويعتبرون الأفضل في كل مناحي الحياة، حيث اختيروا من قبل الحكومة من مختلف أنحاء البلاد من أجل العمل على أول قنبلة ذرية في الصين، وذلك من أجل ضمان أمن البلاد ومواجهة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق”.
وأفادت الأنباء أن هنالك عدد قليل فقط من كبار السن ومن بينهم، لي يانغ، في “404” الآن، حيث انتقل العديد منهم إلى غربي إقليم قانسو “Jiayuguan”.
المصدر RT