فى ذكرى ميلاده.. بين البؤس والنجاح سطور من حياة عراب السول جيمس براون
الأربعاء، 03 مايو 2017 م
كتب شريف إبراهيم
يمر علينا اليوم الأربعاء الموافق 3 مايو، ذكرى ميلاد المغنى العالمى جيمس براون، الذى لقب بعراب السول كما أطلق عليه لقب مستر ديناميت، ورغم عثراته المتعددة خاض “براون” مسيرة فنية طويلة مع موسيقى الإيقاع والبلوز فى الخمسينيات، حتى أصبح نجما لموسيقى الفانك والسولو فى الستينات والسبعينات، محتلا مكانة كبيرة وسط نجوم موسيقى الروك آند رول، ومتوجًا بالعديد من الجوائز العالمية، حتى وافته المنية عام 2006 عن عمر يناهز 73 عاما، تاركا ورائه تاريخا سطر بأحرف من نور كأحد أكبر من أثروا الموسيقى فى القرن الماضى، ومصدر إلهام لمغنين كثيرين من بينهم مايكل جاكسون.
جيمس براون الذى ولد فى 3 مايو عام 1933، كان طفلا بائسا للغاية بعدما حرم من أمه بناء على طلب أبيه القاسى الذى منعها من أخذه تحت تهديد السلاح، وبقى مع أبيه العنيف حتى سن المراهقة قبل انتقاله للعيش مع عمته، ويقوده القدر فى أحد الأيام ليدخل الكنيسة وتجذبه الموسيقى ويبدأ بالاشتراك مع الحضور فى غناء الترانيم، لكن بعد ارتكابه أحد الجرائم اقتيد إلى السجن ليتعرف حينها على رفيق عمره بوبى بيرد ومنها تبدأ رحلته فى عالم الغناء، حيث يؤسسان، بعد خروج براون من السجن، فرقة The Famous Flames والتى تحت إدارة براون تسجل أول أغانيها Please, Please, Please ومعها يبدأ مشوار الشهرة.
لم تكن حياة جيمس براون الفنية مستقرة تماما، فقد مرت بمراحل عدة، منها خلافات عديدة مع أعضاء فرقته الموسيقية، فهو الفنان الأكثر عملاً فى عالم الاستعراض، إلى جانب حياة شخصية حافلة بعلاقات نسائية، انتهت فى كثير من الحالات، بطلب الشرطة، بسبب استخدام العنف، وطفولة مشردة وعلاقات صداقة أثر عليها كثيراً النجاح والشهرة، إضافة إلى رحلة مع الإدمان ومطاردات مع الشرطة ومواقف سياسية دفع ثمنها أحياناً من جماهيريته.
كانت لجيمس براون لمساته الخاصة على كل الأنواع الموسيقية فى الولايات المتحدة من موسيقى السول الى آر اند بى، وكان مؤسس الفانك وهى نوع من الموسيقى الاميركية الخاصة بالاميركيين من أصل افريقى، والراب، عرف عنه أدائه على المسرح وبازيائه الجريئة حتى بات اكثر شخص يتم تقليده فى عالم المشاهير، وأخذت أغانيه تركز على أوضاع الأفارقة الأميركيين اجتماعيا واقتصاديا، وكانت كلها تشجع على الطموح, وشهدت هذه الفترة إطلاق أغان مثل “قل بصوت عال: أنا أسود وأنا فخور بذلك”، و”لا أريد أى أحد أن يعطينى أى شىء”، ما أعطاه قاعدة كبيرة بين السود الأمريكيين.
وعلى غرار صولاته وجولاته فى عالم الموسيقى كان له صولات وجولات أخرى فى عالم السياسة، حيث قدم عددا من الحفلات بثها التلفزيون على الهواء مباشرة وساهمت عام 1968 فى منع أعمال الشغب التى كان من الممكن أن تقع فى العديد من المدن بعد مقتل مارتن لوثر كينج زعيم الحقوق المدنية، وفى نفس العام صارت أغنيته الشهيرة “قلها بصوت عال.. إننى أسود وفخور بنفسى،” شعارا لحركة الحقوق المدنية، وقد أدى هذه الاغنية خلال تنصيب الرئيس الامريكى ريتشارد نيكسون عام 1969 وهو ما أضر بشعبيته لفترة مؤقتة بين الشبان السود.
ومن المفارقات الكبرى أن جيمس براون قدم دويتو مع المغنى المصرى حكيم تحت عنوان “ليلة”، وهى كانت من كلمات هشام عبد الحليم ومن تلحين محمد سراج٬ بينما قام بتوزيعها٬ الموسيقي العالمي نارادا مايكل الذي قدم أعمالا كبيرة لـ جيمس براون وماريا كاري٬ التون حكيم يقدم دويتو ‘ليلة’ مع جيمس براون ¬، وقدم حكيم الجزء الخاص به من الأغنية باللغة العربية٬ بينما يغني براون بالإنجليزية، وتم نصوير الاغنية فيديو كليب في ولاية جورجيا الأمريكية.
على مدار مسيره فنية طويلة، توج جيمس براون بالعديد من الجوائز العالمية، حيث حصل على جائزة جرامى الموسيقية عن مجمل أعماله فى عام 1992 بعد أن حصل على الجائزة مرتين من قبل عامى 1965 و1987 وسجل تاريخه بصفته من أبرز المغنيين لموسيقى الروك آند رول بمتحف ومؤسسة روك آند رول هول أوف فام ومقره ولاية أوهايو عام 1986، وذلك حتى توفى فى 25 ديسمبر 2006 متاثرا بمرض الالتهاب الرئوى الحاد.