حوار – عامر الأنصاري – مي العبري –
نال معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام مؤخرا «وسام الصداقة الفخري» المقدم من الاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي، المعروف اختصارا بـ «الفياب»، وذلك نظير الجهود التي قدمها معاليه في خدمة التصوير الضوئي محليا وعالميا، وبسبب دعم معاليه الدائم والمتواصل لكل الفعاليات والمعارض والمسابقات التي يقيمها الفياب، ومسيرة التصوير الضوئي بشكل عام، وبالسلطنة خصوصا، الأمر الذي انعكس على مكانة السلطنة أمام دول العالم وارتقاء مصوريها حتى تربعوا في مصاف الدول، ونالوا بجدارة العديد من الجوائز العالمية، وليس آخرها كأسان عالميتان في بينالي الشباب العام الماضي في كوريا لفئة أقل من 16 سنة، وفئة أقل من 21 سنة.
هذا ما أكده «ريكاردو بوسي» رئيس الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي «الفياب» في لقاء حصري لـ «عمان»، كما تطرق «ريكاردو» إلى العديد من المواضيع المتعلقة بصميم التصوير الفوتوغرافي عالميا، فكان الحوار:
ملامح السلطنة
وعطفا على ما بدأه «ريكاردو بوسي»، من حديثه عن الوسام أضاف: «قبل 7 سنوات لم تكن السلطنة في خارطة العالم الفوتوغرافي، أي في خارطة المصورين الضوئيين، ولكن السلطنة في أقل من 10 سنوات استطاعت أن تبرز في هذا المجال والوصول إلى أعلى المراتب في الساحة الدولية، بحصولها على كأسين عالميتين في بينالي الشباب العام الماضي في كوريا لفئة أقل من 16 سنة، وفئة أقل من 21 سنة».
وأضاف: «كما أنه من السهل التعرف على الصورة العمانية بمجرد النظر إليها، فلم يعد نحتاج إلى قراءة شرح الصورة حتى نتعرف على أن هذه الصورة ملتقطة في عمان، أو ملتقطة بعدسة مصور عماني، وحتى صورة البورتريه (الوجوه) تعرف أنها تعود لأشخاص عمانيين، فلطبيعة السلطنة تُفرد واستثنائية تنعكس حتى على الأشخاص، والعمانيون استغلوا هذه النقطة إضافة إلى إبداعهم في مجال التصوير، فصنعوا لأنفسهم بصمة مميزة لا يقارعها حتى أكبر المصورين العالميين». وتابع: «أهم محورين يتميز بهما العمانيون، محورا الطبيعة، والوجوه».
معرض متوازن
بالنسبة للتعاون المشترك بين السلطنة والاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي وما نتج عنه مؤخرا، قال: «تمخض عن اجتماعنا مع معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، وسعادة السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي الرئيس الفخري لجمعية التصوير الضوئي العمانية محافظ البريمي، وأحمد بن عبدالله البوسعيدي مدير الجمعية، الاتفاق على إقامة معرض في السلطنة وفي إيطاليا بشكل متزامن، والهدف من هذين المعرضين المتزامنين بالتوقيت واللحظة إبراز ثقافة السلطنة وطبيعتها، كما تم الاتفاق على أن ينطلق هذه المعرض في إيطاليا، ومن ثم في بقية الدول الأعضاء في الاتحاد».
مدير العلاقات الدولية
في ما يتعلق بمجلس إدارة الاتحاد الدولي، أشار ريكاردو بوسي أنه لا يوجد في مجلس إدارة الاتحاد أعضاء من السلطنة، لكن سعادة السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي لديه منصب في الاتحاد، ويشغل مدير العلاقات الدولية للمنظمات الدولية، وهو المسؤول عن عقد صفقات المنظمات الدولية.
تصوير الهاتف
وتعقيبا على قوانين بعض مسابقات التصوير في المنطقة، والتي لا تقبل مشاركة الصور الملتقطة بالهاتف، قال: «استغرب من هذا الشرط، فنحن نقبل جميع الصور المشاركة، ولا نهتم بالآلة التي التقطت الصورة، مادام أن الصورة موافقة للقواعد العامة وأساسيات التصوير، والمحور المراد، وعلى سبيل المثال في شهر مارس من العام الماضي كنت عضوا في لجنة التحكيم في الكويت، فاكتشفنا أن الصورة الفائزة بالمركز الثالث ملتقطة بهاتف آي فون 5 إس، وعليه اقترح أحد أعضاء لجنة التحكيم أن ينال صاحب الصورة المركز الأول، ولكن لم يتم ذلك واستقر مركزه في الثالث».
وفي ذات الإطار قال: «عدسات الهواتف تتطور يوما بعد يوم وربما تنافس الكاميرات الاحترافية، ولكن باعتقادي أن محور الطبيعة والتصوير الرياضي لا يمكن الخروج فيه بنتائج قوية إلا باستخدام كاميرات احترافية».
السلطنة رابعًا
وفي ما يتعلق بتطورات بعض القوانين، أشار ريكاردو بوسي إلى أنه في السابق كانت معارض الفياب الدولية لا تقام إلا في العاصمة الفرنسية باريس، ولكن مع بداية عام 2012 حين تولى رئاسة الاتحاد، تم الإقرار بأن يكون لكل دولة عضو الحق في أن يقام على ارضها معرض دولي للفياب، فكانت بداية الانطلاق بإيطاليا لتكون الدولة الأولى التي يقام فيها معرض للفياب خارج باريس، ثم أتت السلطنة وتحديدا مدينة مسقط رابع المدن التي تستضيف معرض الفياب الدولي وذلك في أرض المعارض والمؤتمرات بمرتفعات المطار، وستستضيف إمارة دبي معرضا للفياب قريبا».
وتابع: «الهدف من خروج المعارض من باريس السماح لأكبر قدر من الجمهور بالاطلاع على صور مختارة من إبداعات المصورين الأعضاء».
500 فعالية
ومن ناحية مسيرة الاتحاد وفعالياته السنوية، قال ريكاردو بوسي: «ينظم الاتحاد سنويا 500 فعالية في السنة الواحدة، إضافة إلى رعاية بعض الفعاليات، وذلك في محاور متعددة، منها محور الأبيض والأسود، والوجوه، والطبيعة». وغيرها الكثير من المحاور.
وتابع: «أهم فعاليتين يقيمهما الفياب، وتعتبران الأساسيتين، أولا بينالي الفياب المسمى بالـ» كونجرس»، وثانيا جلسات الصور أو لقاء الصور، وهو عبارة عن استضافة دولة من الدول الأعضاء لهذا الحدث الذي يتم من خلاله دعوة مصورين عالميين، ويكون هذا الحدث أشبه بمؤتمر لتبادل التجارب والعلاقات بين المصورين».
منظمة غير ربحية
وحول الاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي المعروف اختصارا بـ «الفياب»، أشار ريكاردو إلى أن الاتحاد منظمة غير ربحية تقوم أساسا على الصداقات بين الدول، لذلك لا تتأثر مسيرة الاتحاد الدولي بالمشاكل السياسية والاقتصادية العالمية، قائلا: «إننا في الاتحاد نسعى إلى أن يكون الأعضاء على قلب واحد بعيدا عن الأبعاد السياسية والعنصرية وغيرها بل التركيز على فن التصوير والاجتماع للارتقاء بهذا الفن، لذلك في بيناليات الفياب نحرص على مشاركة كل الأعضاء وأن يرتدوا أزياءهم التقليدية من باب الاطلاع على الثقافات الأخرى وتقبل الآخر كما هو مجردا من الأحداث السياسية الحديثة التي تشتت ولا تُجمع».
وتابع: «في التاريخ حوالي 7 رؤساء أداروا الاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي، أنا آخرهم، كما أن رئاسة الاتحاد تتم كل أربع سنوات قابلة للتجديد، وتم انتخابي في عام 2012 في سنغافورة وتمت إعادة انتخابي مرة أخرى عام 2016». جدير بالذكر أن الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوتغرافي «الفياب» تأسس عام 1950 في سويسرا، وقد أسسه دكتور بلجيكي وهو لاعب منتخب ومصور.
بدأ الاتحاد بعضوية 16 دولة، واليوم يضم 90 دولة من كل القارات، وكل دولة بمثابة عضو تنفيذي، والسلطنة تمثلها جمعية التصوير الضوئي، أما من ناحية الأفراد الأعضاء فيبلغ عددهم أكثر من مليون ونصف مصور محترف حول العالم نالوا مختلف درجات العضوية.