متحف سرسق: يضُّج بالحضارة على أطلال الأشرفية اللبنانية بأصالة ومعُاصرة
كُتبت بواسطة محمد اسماعيل
نُشر في سبتمبر 16, 2016
صورة متحف سرسق
مصدر الصورة : الوكالة الوطنية للإعلام
ذاك أن هذا يصلُح لأن يكون فيلماً سينمائياً، وثائقياً أو حتى مسلسلاً تلفزيونياً بثلاثين حلقة، له قصة وحبكة وأبطال. فيه حكايا وأحداث وتفاصيل، أكثر من أن نكتب عنها في سطور مساحتنا هنا. قصة قصر سرسق الأثري في لبنان، الذي تم بناؤه في العام 1912م على يد أحد الشغوفين بالثقافة والفن والأدب والحضارة.
متحف قصر سرسق الأثري، الماضي الذي يرتدي المُعاصر شكلاً والمعاصر الذي تلُّفه رائحة الماضي بآن واحد، مزداناً بروح نقولا ابراهيم سرسق الذي بناه في منطقة الأشرفية بمدينة بيروت اللبنانية في عام 1912م، هذا الرجل الذي كان لديه ميل كبير للفنون، حيث أقام في قصره هذا طيلة أعوام، العديد والعديد من الندوات الفكرية والأمسيات الشعرية والمعارض الفنية، وقد أوصى أن يتحول القصر إلى متحفٍ بعد وفاته، على أن يُصبح أيضاً مركزاً يحتضن مواهب الناشئة والفنانين وأعمالهم الفنية.
على مدى أعوام، مرّ القصر بكثير من التغيّرات التي أثْرَت من قيمته وطبعته بغنى ثقافي، كمكان حاضن لهذه الفنون، ومركز إشعاع لنتاجاتها المحلية والعالمية، ففي الفترة ما بين عام 1953 و1960م كان القصر محل استضافة لكثير من الشخصيات والرؤساء والملوك الذين زاروه في فترة إقامتهم في لبنان، وبعد ذلك أصبح القصر مُتحفاً ومُنظماً لكثير من الفعاليات الفنية كما أشرنا سابقاً. دخل بعدها المتحف في رقادٍ دام 7 سنوات منذ العام 2008م وحتى العام 2015، بسبب أعمال الترميم فيه، ليفتح أبواب أصالته وعصريته مجدّداً.
صورة قصر سرسق
مصدر الصورة: رويترز
موريل نبيل قهوجي، رئيسة قسم الإعلام في المتحف وضّحت في حديث سابق لها كيفية عمل المتحف بقولها : “نسعى في المتحف، من خلال مجموعتنا وأرشيفنا ومعارضنا وبرامجنا الموجهة للجمهور، إلى نشر المعرفة المتعلقة بالممارسات الفنية في المنطقة، واستطلاع الأعمال التي تعكس لحظتنا الراهنة. ومن أهدافنا أيضا، دعم إنتاج الفنون المحلية، وخلق منبر للتحاور والتجريب في الفن والأفكار، وبث الوعي في أوساط جمهور متنوع وتحفيزه بأساليب جديدة وغير متوقعة”.
اليوم، يحوي متحف قصر سرسق حوالي الـخمسة آلاف تحفة فنيّة من منحوتات وتماثيل ولوحات تعود بقدمها إلى القرنين الـ 18 و19 ميلادي.
