رفيق سبيعي : أتمنى من دريد أن يرجع إلى «غوار»
لن يتمكن المصريون من الوصول إلى هذه الغاية
الفنان الكبير رفيق سبيعي أمضى حتى الآن نحو ستين سنة من عمره على طريق الفن ولا يزال في قمة عطائه, ذاق المرارة قبل الحلاوة, وعانى من القسوة والتشرد من أجل الفن الذي أحبه, قبل أن يسير على طريق المجد والشهرة, فنان ساهم بالحركة المسرحية في بلده وأجاد التمثيل مثلما أجاد الغناء له تاريخ فني طويل قدم من خلاله جميع الفنون وترك بصمات واضحة ومميزة سواء في الدراما أو السينما أو الإذاعة أو المسرح .إلا أن الشخصية الطاغية عليه دائما هي شخصية “قبضاي الحارة الشعبية أبو صياح ” هذا الكاركتر الذي اشتهر به على مستوى الوطن العربي رغم اعتزازه بشخصية أبو صياح إلا أنه حريص جدا على التنوع ولم يتوان أبدا في أي عمل يقدم له سواء من الأعمال التاريخية أو الشعبية أو المعاصرة فقد نذر حياته لحمل تلك الرسالة التي يعتبرها مقدسة لخدمة المجتمع ,رفض أن نطلق عليه الفنان السوري وإنما الفنان العربي باعتبار أن الوطن العربي هو وطن واحد يعتبر من الفنانين الرواد والمخضرمين في عالمنا العربي فنان يمتلك ثقافة فنية واسعة والتزام يشهد له به لجميع.
شخصية أبو صياح
أكد الفنان رفيق سبيعي أنه لم ينزعج من تقديم الفنان صالح الحايك الشخصية ذاتها في مسلسل “باب الحارة”، الذي عرضته MBC.وقال سبيعي “كنت مسرورا من الفنان الحايك، فقد أجاد فيها بشكل ممتاز وأحييه على ذلك وأعتز بزمالته، صحيح أنني أطلقت شخصية أبو صياح لكنها ليست ملكا لفنان معين؛ حيث يمكن لأي فنان أن يقدمها، وحسب ما يجيد الأداء ستصل للناس، وأنا مع أي فنان يريد أن يجسدها حتى تنتشر أكثر فأكثر”، بحسب صحيفة “الشرق الأوسط”.
أتمنى من الأستاذ دريد لحام
وحول ما أعلنه الفنان دريد لحام عن إطلاقه لمسلسل جديد يعود فيه بشخصية “غوار الطوشة” ولكن بشكله المعاصر، قال سبيعي “أتمنى من الأستاذ دريد أن يرجع إلى شخصية «غوار» التي أحبها الناس وأسعدهم من خلالها، فقد استهجنت الأمر عندما تركها، وتساءلت لماذا تركها واستغنى عنها، فالفنان يعيش عمره ليجد الشخصية التي ينجح فيها ويتقرب بها إلى الناس، فقد كانت السبب في نجاح الكوميديا والدراما السورية بشكل عام، والتي نشرها عربيا الفنان الراحل نهاد قلعي ودريد لحام”.
وأضاف “أنا ليس لدي أي مانع من المشاركة في هذا العمل، خاصة أني أشاهد دائما مدى حب الناس للشخصيات الشعبية الشامية التي قدمناها حتى عندما تعرض بعد أربعين عاما من إطلاقها وبالأبيض والأسود، ولا مانع لدي من إعادة نفس الشخصية “أبو صياح”، خصوصا أننا نشرنا الشخصية في الأعمال الشامية ولاقت إعجاب الجمهور.
وأوضح الفنان السوري أنه شارك مؤخرا في ثلاثة أعمال من البيئة الشامية من إخراج بسام الملا مخرج “باب الحارة”؛ هي “الخشخاش” و”أيام شامية”، و”ليالي الصالحية”.
غياب الكوميديا السورية
وعن غياب الكوميديا السورية في شهر رمضان الماضي، لا سيما في ظل غياب “مرايا” و”بقعة ضوء”، أكد سبيعي أن الكوميديا هي أصعب أنواع الأعمال الدرامية التي تقدم إن كان على المسرح أو في التلفزيون أو السينما، فكل ما نتابعه من كوميديا وخاصة الكوميديا المصرية التي نشاهدها في السينما والتلفزيون نرى فيها مبالغة واضحة، وفيها محاولات لإضحاك الجمهور بتافهات.
وأضاف “نحن نربأ عن أن تقدم الكوميديا بالشكل الذي نشاهده حاليا، وأطلب من القائمين عليها التأني، خصوصا أن كتّاب الكوميديا قلائل جدا، وإذا لم يكن الكاتب الكوميدي لديه الروح الكوميدية في الأصل ويرى الدنيا بمنظار ضاحك فلن يستطيع أن يقدم عملا كوميديا ناضجا”.
وعن رأيه في الكوميديا الخليجية مثل “طاش ما طاش”، قال الفنان السوري “في رأيي أن هناك ممثلين شبابا في الخليج يقدمون كوميديا تتلاءم مع البيئة التي يعيشونها، ولكن أحيانا تكون اللهجة شبه عائق في انتشارها عربيا، وأتمنى أن تحصل محاولات من الكتّاب لتقريب ما بين اللهجات حتى لا يضيع على المشاهد أي مشهد في هذه الأعمال الكوميدية الخليجية، مثل مسلسل “طاش ما طاش”.
مؤامرة مصرية
واعتبر سبيعي أن هناك مؤامرة لجذب الفنانين السوريين للمشاركة في الدراما المصرية، غير أنه أضاف “لكن في اعتقادي لن يتمكنوا من الوصول إلى هذه الغاية لأننا نقدم فنا عربيا، وأتمنى أن نشاهد عملا عربيا يشارك فيه فنانون من كل البلدان العربية؛ لأننا كنا السباقين بمثل هذه الأنواع من الأعمال؛ حيث أشركنا فنانين عربا في مسلسلاتنا السورية”.
وأكد رفيق سبيعي أن المسلسلات التركية تقدم أعمالا أقرب إلى العرب من الأعمال الأجنبية، غير أنه عاب عليها تطويلها.
إعداد: نور ملحم
الإثنين 2010-01-25