مكتبة خزانة الجاحظ .. إعارة وإستعارة الكتب وقصة مُثيرة
دائماً وراء حُب الكتب، تكمن قصة مُثيرة. تختلف باختلاف الزمان والمكان والأشخاص. وتتفق على قيمة القراءة . في خزانة الجاحظ التي تتوسد ساحة في منطقة وسط البلد في عمّان كحارس مناوب لايغفل له جفن على حمى الثقافة، حكاية عن ذلك. كتب فوق كتب، وأعمدة أخرى من كتب، حتى السقف كذلك. كأن المكتبة مبنية بالكتب فقط، حيث تتعدى الحوائط إلى التاريخ وكتب العلم واللغة والمخطوطات النادرة.
بدأت فكرة خزانة الجاحظ لدى الجد أبو ممدوح، حيث أسسها في الكرك جنوب الأردن قبل حوالي 120 عام، لتنتقل بعد ذلك وتتوسط مكاناً لها عند أسوار القدس في العام 1921 م، متخذة لها اسم “صاع خليل الرحمن”، وفي العام 1948م حطت المكتبة رحالها في العاصمة الأردنية عمّان وأشرف عليها ممدوح المعايطة (أحد أشهر ورّاقي عمّان). بعدها أفضت المكتبة إلى شكلها الحالي على يد الحفيد هشام ممدوح المعايطة الذي أقبل على خزانة أبيه وجده وحفظها لهما من الزوال، سائراً على خطى سيرتهما الأولى في الحض على القراءة وتسهيل فكرة تداول الكتب .
يقوم مبدأ الخزانة على فكرة البيع والإعارة، ويكفي أن تختار الكتاب الذي تود قراءته، وتدفع ثمنه، ثم تعيده بعد الانتهاء منه بعد أن تدفع ما قيمته دينار واحد ثمن هذه الإعارة، مسترداً ثمن الكتاب. بالمقابل بإمكانك أن تقوم بتبديل كتاب ما قديم لديك بآخر جديد، مقابل دينار أيضاً. بهذا الشكل تصبح فكرة تداول الكتب وعدم التفكير أصلا بثمن الكتاب أكثر فاعلية وغير محصورة بالقادرين على دفع ثمنه كما أشار المعايطة في حديث له والذي وصفها بـ “خزانة الفقراء”.
أصبحت خزانة الجاحظ بفروعها الأربعة، ضالة محبي الكتب الورقية، ووجهتهم التي يتجهون لها كُلما خطر على بالهم عنوان كتاب ما، فهي تحوي بحسب القائمين عليها، على العديد من نوادر الكتب والمخطوطات القديمة وبمختلف اللغات.