إن كنت تملك صورًا قديمة تعود لأفراد من العائلة أو أصدقاء لها، فلعلك لاحظت أن الأشخاص في الصور غالبًا متجهِّمون ولا يبتسمون!
قد يجعلك هذا الأمر تشعر أن الناس الذين عاشوا قديمًا لم يكونوا سُعداء، بالبكاد يُمكن أن نعثر على صور لأشخاص مبتسمين من الماضي!
وإن كنت قد لاحظت ذلك، فيبدو أنك على حق! فالابتسامة في الصور القديمة كانت قليلة ولا يُمكن ملاحظتها إلا نادرًا! فهل يعني ذلك أن الحياة كانت سيئة؟ أم أن هناك تفسيرٌ آخر لقلة ابتسام الناس في الصور القديمة؟
لماذا غابت الابتسامة عن وجوه الناس في الصور القديمة؟
على الرغم من أن الكاميرات لم تُوثِّق لحظات السعادة قديمًا، لكن هذا لا يعني أن الناس في الماضي كانو تعساء، بل إن الكاميرا كانت حديثة عهدٍ في ذاك الزمان ولم تتمكن من توثيق كل جوانب الحياة.
منظر الأسنان السيء!
وكان الخبراء المختصين في دراسة الماضي قد طوَّروا أسباب وتكهنات مختلفة حول سبب غياب الابتسامة، من هذه النظريات أن الناس لم يكونوا يبتسمون للكاميرا قديمًا بسبب منظر أسنانهم السيء!
فبسبب غياب أدوات النظافة الشخصية أو ارتفاع ثمنها، لم يكن تنظيف الأسنان من عادات الطبقة الوسطى والفقيرة من المجتمع وحتى الغنية! وكان من السهل أن تتعرض أسنانهم للتسوس والسقوط. فلم يشأ هؤلاء أن يُظهروا أسنانهم المشوهة أو المفقودة للكاميرا ورفضوا الابتسام.
وعلى الرغم من أن السبب وارد، لكن خبراء في دراسة الماضي شككوا في أنه السبب الحقيقي لذلك. فالأسنان السيئة كانت شائعة في الماضي ولم تكن سببًا يدعو للحرج أو ذات تأثير كبير على الناس.
وقت التصوير الطويل!
من أجل ذلك، وضع الخبراء أسباب محتملة أخرى وكان منها التكنولوجيا. فالكاميرات القديمة كانت تتطلب وقتًا طويلًا لالتقاط الصورة. ويُعتقد أن الناس كانوا يتخذون وضعيات مريحة أثناء وقت التقاط الصورة.
لذلك، كان الابتسام لوقتٍ طويل غير محبب للناس ولم يفعلوا ذلك أمام الكاميرات. وتمامًا كالسبب الأول، لم يجد الخبراء أن هذا السبب مقنعٌ للغاية وبحثوا عن أسباب أكثر قربًا للواقع!
أسباب أخلاقية..
من الأسباب الأخرى، أن اختفاء الابتسامة من الصور القديمة كان بسبب وجهات نظر تاريخية. حيث كان يُنظر للابتسام في العلن في الماضي من علامات الجنون أو الجهارة أو غيرها من الصفات غير المحبوبة والمذمومة.
ونجد ذلك أيضًا في لوحات البورتريت التي رُسمت لشخصيات مختلفة من الماضي غابت فيها الابتسامة أيضًا! فكان الأشخاص في الماضي يميلون إلى اختيار وضعيات خالية من المشاعر وصارمة لأن الابتسامة الصارخة كانت تقترن بالأخلاق وصحة العقل!
ونجد أن الابتسامة أصبحت شائعة في الصور بحلول 1920s – 1930s. حيث بدأت التكنولوجيا تتقدم شيئًا فشيئًا ولم يعد امتلاك كاميرا مقتصرًا على المهنيين. فزاد امتلاك الناس للكاميرات وأصبح تصوير اللحظات المثيرة في الحياة من الأمور المحببة. ولم يعد الابتسام من الأمور المستهجنة أو الغريبة.