البحرين / (هل تثق بي؟) معرضٌ فوتوغرافي يستدعي السؤال عن حقيقة الصورة
-
يستمر حتى منتصف مايو القادم في «بيت بن مطر»
-
(هل تثق بي؟) معرضٌ فوتوغرافي يستدعي السؤال عن حقيقة الصورة
بمشاركة ثلاثة عشر مصورًا فوتوغرافيًا، من المملكة وعدد من البلدان، افتتح «مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث»، معرض التصوير الفوتوغرافي الجماعي «هل تثق بي»، مساء التاسع من (أبريل)، في«بيت بن مطر»، إذ شارك في هذا المعرض كلٌ من الفوتوغرافية أسماء مراد، وبدر البلاوي، وكميل زكريا، وإيناس السيستاني، وغادة خنجي، وحنان آل خليفة، بالإضافة لهشام العمّال، وجنان حبيب، ومي المعتز، ومروة آل خليفة، وسيمون امبي، وتامارا باتشاتشي، وفاء الغتم.
وجاء هذا المعرض انطلاقاً من كون العالم أصبح ذا ثقافة بصرية، إذ لفت بيان المعرض إلى أنهُ في «كل يوم يتم تحميل حوالي ملياريّ صورة جديدة على وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم، كما يتم تداولها على نطاق واسع ودون تمييز. وشجّع على هذا الأمر ظهور التصوير الرقمي والهواتف الذكية المجهزة بالكاميرات المتطورة وبرمجيات المعالجة الرقمية التي سهّلت عملية التقاط الصور، وجعلت الجميع أشبه بمصورين محترفين».
ويقوم المعرض الفوتوغرافي باستكشاف معاني الحقيقة والواقع والثقة، وذلك عبر طرح مسألة اختيار المواضيع، ووضعها ضمن إطارها الصحيح، وتنقيح المجموعات الفوتوغرافية لابتكار المعاني، حيثُ عمل الفوتوغرافيون الثلاثة عشر على إظهار المدى الذي تلعبه الثقة في النظرة إلى أعمالهم، عبر عكس هذا العالم بأشكال مختلفة ومتعددة، وعبر تحريفه، أو مقاربته، ليضعون المتلقي في حيرةٍ أمام هذا الذي يعتقد بأنهُ واقع.
وقد جاء معرض «هل تثق بي؟» ثمرة مشروع مشترك بين «مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث»، و«معهد غوته لمنطقة الخليج»، استمر لستة أشهر، وعني بالتصوير الفوتوغرافي، بالتعاون مع مصورين محترفين، لإلقاء الضوء على الأصالة والحقيقة اللتين ترتبطان بفن الفوتوغرافيا، وإلقاء نظرة على الصورة الفوتوغرافية، ودراسة مصداقية نقل الواقع في الصورة، سواء في الصحافة أو الفن، إذ باتت الصورة في زمن وسائل التواصل الاجتماعي، والأخبار السريعة، تنتشر بسرعة يتعذرُ ضبطها، وقد شكل ذلك تحدياً لمفاهيم الصحافة التقليدية، إلى جانب فهم الفنون، إذ بات على المتلقي أن يقف ملياً ويتساءل: هل ما أنظرُ إليه واقعي؟
إن هذا السؤال الواقعي في عصر الصورة، لهو فرض واجب على كل متلقٍ قبل وثوقه في حقيقية الصورة، ونقلها، خاصة إذا ما تأكدنا من أن للصورة القدرة على خلق حدث ما، بل وقد تكون سبباً في نشوء صراعات، وتضليل، وغير ذلك من المفاهيم التي اقتحمتها الصورة، لتفوق من خلالها كل الوسائل الأخرى كالنص، والصوت، بل إن ذلك أضحى كالحقيقة من خلال المثل الذي أضحى دارجاً، والذي يؤكد أهمية الصورة من خلال تأكيده على أن صورة واحدةً تقوم مقام ألف كلمة.
لهذا جاء عنوان المعرض «هل تثق بي؟» لتحفيز التساؤل عن مدى صدقية أو حقيقة ما ننظرُ له كرائين، وبالتالي مدى صدقية المشاعر والسلوك الناتج عنها، من خلال وثوقيتنا بهذه الصورة، أو عدمها،
وهو بذلك إشارة تنبيهية لافتراض نسبة من الشك أمام كل ما نراهُ، لأن لا تأخذنا الصورة إلى فضاء التضليل، وما قد تؤول إليه الأمور، فنحنُ مطالبون بالتساؤل أمام كل صورة فوتوغرافية، ومحاولة استنطاق المعنى المراد من هذا العمل أو ذاك، فلطالما أسرتنا صورة ما، وحركت مشاعرنا، بل إنها قادرة على تحريكنا لاتخاذ خطوة ما، وليس بعيداً عنا ما أحدثتهُ صورة الطفل إيلان كردي، أو عمران دقنيش، من ردود فعل، وليس بعيداً عن الذاكرة صور التعذيب في سجن أبو غريب، وأبعد من ذلك صورة الفتاة الفيتنامية أثناء الحرب، فالصورة إذاً محطُ تساؤل اليوم، وهي تقول للمتلقي قبل كل شيء «هل تثق بي؟».
المصدر / صحيفة الايام