تعرض الفنانة التشكيلية نادية السمداجي لوحاتها التشكيلية بفضاء مؤسسة البشير بمراكش من 08 إلى 15 مارس 2017 في إطار الاحتفال بعيد المرأة. وتعتبر هذه الأعمال الفنية لهذه الفنانة المائزة بهذا المعرض الفاتن وبهذه المؤسسة الخالدة منجزا تشكيليا يقوم على الواقعية المعاصرة بتثبيت الشخوصات وأشكال الطبيعة باعتبارها مادة متصلة بتصوراتها، تعالجها في الفضاء وفق خاصيات تشكيلية رائقة، باعتمادها بشكل دقيق تراعي فيه مقاسات المادة الفنية وتوزعها في المساحة بعناية فائقة لقيم السطح، مما يضفي عليها جماليات متنوعة قوامها اللون والشكل. وهو منحى سلكته لاعتبارات متنوعة منها قوة المضامين الفنية، ومنها تأثير الواقعية في منجزاتها الفنية، ومنها الاحترافية والتقنية العالية والمهارات الكبيرة التي تتوفر عليها المبدعة مما ولد في أعمالها سحرا تشكيليا متعدد الرؤى والدلالات. فالواقعية بأشكالها التعبيرية الفصيحة لا تتوقف عند حدود اللون والشكل وإنما تتجه إلى مناحي متعددة القراءات. فالتجربة التشكيلية للفنانة التشكيلية الرائقة تنبني على تصورات ورؤى تعبيرية، تمتح مقوماتها من الواقع باختلاف مضامينه وتعدد مشاربه، حيث تتبدى أعمالها وصفا يعبر بشخوصات تعبيرية، تصيغها بألوان زاهية، وتردفها بالمادة التعبيرية لتشكل منها مواد علاماتية مثقلة بالايحاءات والدلالات، فتعمد إلى روابط علائقية تكثف بها المسلك الشخوصي والطبيعي من خلال عملية البناء وإنتاج توليف بين مختلف العناصر المكونة لأعمالها، وهي في الواقع تلجأ إلى تشخيص صور واضحة المعالم لتشكل من خلالها التتابعات الفنية في تحولاتها المرتبطة بالظواهر الفنية والتعبيرية، تنجزها وفق التقنيات العالية والمهارات الكبيرة والمؤهلات الفنية الرائقة، فهي تثبت الملامح المشخصة، وتمررها من مختلف العمليات الإبداعية التي تقاربها بالمادة المرتبطة بالواقع الاجتماعي، وتقاربها أيضا بالرؤى الفنية التي تتوفر عليها، لهذا تبدو مشخصاتها في تفاعلات قائمة مع القارئ، تحاكي الواقع الاجتماعي والفني والثقافي وتعبر عنه بشخوصات وبأشكال من الطبيعة، صادقة في التعبير تحمل في كنهها مفاهيم ذات مغازي عميقة. وبذلك فإن الفنانة نادية السمداجي من خلال معرضها بمؤسسة البشير بمراكش تتخطى ببراعة التشكيل المألوف إلى تشخيص فني يروم معاني الانسجام والفكر والثقافة والفن المعاصر في تجاوز صريح وواضح لمجموعة من المستهلكات. وبذلك فمنجزها التشكيلي المعاصر من خلال هذا المعرض يدخل في سياق مشروعها الفني. وهو إنجاز متكامل فنيا يحمل مضامين عميقة بجماليات رائقة.
