عززت موهبتها بالالتحاق بالدورات المتخصصة
موزة الفلاسي تدون بعدستها ملامح البيئة الصحراوية
نبض الصحراء
الأحد 24 أكتوبر 2010
خولة علي
توقفت عدسة الفنانة الفوتوغرافية موزة الفلاسي بين أحضان الصحراء التي أسرتها بكافة تفاصيلها الحية، فكست لوحاتها بملامح ومفردات هذه البيئة التي تنبض بمفاهيم الأصالة العربية، ودونت لحظاتها عبر ذاكرة آلة حبس الصورة التي عقدت صداقة معها فتحسست جمالها وتفاصيلها الساحرة وسرعان ما تترجمها إلى لوحات مصورة تنبض بالحياة.
“الصحراء لوحة متناغمة ساحرة في مفرداتها، كلما نظرت عبر مساحاتها الشاسعة تمدنا بالصفاء والنقاء، وتخالجنا ذكريات الأجداد الذين ترعرعوا على رمالها الذهبية، وتشربوا منها معاني الصبر والصمود والقوة”، تقول المصورة الفوتوغرافية موزة الفلاسي موضحة أن هذه البيئة ليست رمالا وأرضا قاحلة والصور التي تلقطها أكبر دليل على ما تخبئه هذه الرمال من جمال.
ثقافة إنسانية
تقول الفلاسي الصحراء بيئة عامرة بمختلف الأحياء شأنها شأن أي بيئة أخرى. وتضيف في الصحراء أجد ذاتي التي مازالت تجوب كل جزء منها، ربما لكوني بدوية الجذور، ولا يمكن أن أحيد عدستي عنها، فهي منبع الرجال الفرسان والشعراء الذي قادوا هذا الوطن. ولابد أن يسعى كل فنان لأن يبرز مفاتن هذا الوطن في مختلف تفاصيله الصحراوية والجبلية والساحلية، فكل جزء منها تحمل في باطنها مفردات جمالية، لا يمكن تجاهلها”.
وتوضح “الفن يعد لوناً من الثقافة الإنسانية التي تختلف من بيئة إلى أخرى فهي رسالة يعبر بها المرء عما يعتريه من أحداث ومواقف ويعرضها بطريقة فنية تختلف من فنان إلى آخر لكنها تصب في إظهار روح الإبداع الممزوج بالقيمة الفكرية التي يحملها العمل”. وتبين “يعد الفن موهبة متأصلة في نواة أي الفنان، فلا شيء يأتي بالإجبار والكراهية وربما أجد ذاتي في العديد من الفنون منها فن الرسم، الذي استشعرت وجوده منذ طفولتي وكرست نفسي على أن أمتطي هذا الفن وأتعرف على أسسه من خلال الدورات، وفي أثناء هذه الدروس كان يطلب منا التقاط بعض الصور حول موضوع معين، حتى نقوم برسمها مجددا، من هنا كانت النقلة الحقيقية في مساري نحو عالم الضوء”.
لغة تواصل
تقول الفلاسي “كثيراً ما كان ينتابني أحساس منذ طفولتي أن للفن مكانا في حياتي ولكني جهلت لحظة الانطلاقة. وجاءت البداية بسيطة للغاية لا تخرج من إطار اقتناص بعض الصور للذكرى فقط سواءً بالأفلام الفورية أو غيرها والهدف تجميع اللحظات من عمر الزمن في ألبومي الشخصي، فالضوء هو اللغة الوحيدة التي بإمكاني أن أتحدث بها وأجسد جميع أفكاري واللحظات المحيطة بي بحبس اللحظة التي قد تكون غالية فلا يمكن أن تتكرر أمامي”.
حول الدوافع التي حملتها على احتراف التصوير، تقول الفلاسي “دوافع الفن هي حاجة إنسانية نفسية للتقرب من الذات، ويظل الفن لغة تواصل سريعة بين المجتمعات من أي كان نوعه حيث ينفتح مجال استنطاق جميع مشاهد الحياة لتفحص عما فيها من دروس ومعان وعبر إيمانية أو فطرية، وهنا تتدخل براعة الفنان في اختيار الزاوية التي يلتقط منها المشهد ودرجة الظل أو حتى اقتناص المشهد الذي يأتي على غفلة فتكون في بعض الأحيان من أروع اللقطات التي سخرها القدر للفنان”.
وتضيف “الفن مصدر لجملة من المشاعر لا يمكن التعبير عنها بالمنطقية أو الواقعية كما يمكن القول إن الإنسان يصنع الفن في بداية الأمر لذاته ومع الإبداع تتولد جملة من الأحاسيس تدفعه للاستمرار”، لافتة إلى أنها وجدت نفسها مرغمة على تحسس جماليات فن التصوير الفوتوغرافي وسبر أغواره، وتوجيه عين العدسة لترجمة الفكرة القابعة في ذاتها والتي تراها تتدفق عبر مفاهيم الظل والضوء لتشكل لوحة غنية تفيض بالمشاعر.
راية الاستسلام
وتؤكد الفلاسي “أحمل على عاتقي مسؤولية حماية ونشر ثقافتنا بما تختزنه بيئتنا المحلية في باطنها من ثروة كالغزلان التي تجوب الرمال حرة طليقة، فأجدني أتتبع خطاها بكل حذر وحرص حتى أقتنص عبر عدستي هذه اللوحة البديعة التي تزخر بها الصحراء. وأمرر تارة أخرى وميض عدستي على أمواج الرمال الذهبي الساكنة والتي يداعب سكونها الهواء العليل، ومرة على لحظة انقضاض الصقر على فريسته، في مشهد الصراع من أجل البقاء، ولا يمكن أن أغفل عن جمال الخيول العربية”. وتوضح “عشقي للضوء لا يقتصر على موضوع معين بل أتناول كافة المواضيع التي يمكن أن أجد فيه جانبا قد يتحول إلى عمل متميز من خلال بعض المجالات”.
ترى الفلاسي أن كل مجال لابد أن يتخلله بعض من الصعوبة التي لا بد أن لا يتوقف عندها المرء رافعا راية الاستسلام وإنما لا بد أن يتحلى بالإصرار والإرادة والثقة بمقدرته على إنتاج عمل ناجح.
وكل فنان له بصمة وأسلوبه، ولكن على الفنان التحلي بروح الفن والصبر والتفاني والتميز في الأداء، وهذا العمل يتطلب، وفقها، المزيد من الصبر، والشغف بالتصوير، وحب المحاولة وعدم الخوف من الفشل، إلى جانب المواظبة على التعلم، والاطلاع على الأعمال الفنية المحلية والعالمية بانتظام وهذه السمات كافية لزرع الإرادة في نفس المصور الطموح وإرشاده لكي يصل إلى النقطة التي يتطلع لها. كما تعد التغذية البصرية، من أهم وسائل تطوير الذات ومسايرة التطور العالمي، بالإضافة إلى متابعة كل جديد من خلال تصفح الكتب المتخصصة في التصوير وبعض المجلات التي تعرض جانباً من تجارب الآخرين، لافتة إلى أنها تسعى إلى إقامة أول معرض شخصي لتنطلق عبره إلى محطات واسعة.
إضافات واقعية
وحول استخدام تقنية معالجة الصور والإسراف فيه، تؤكد الفلاسي أن المبالغة في الأمر يفسد كل شيء. وتشرح “دورنا منصب في خلق إضافات واقعية وتعزيز الكادر الأصلي في العمل، كتعزيز الإضاءة في زوايا معينة من الصورة وتقليلها في الأخرى، أو تعديل الحرارة اللونية. وهناك فئة أخرى تستخدم هذه البرامج لخلق لوحات منفردة في فكرتها ودمج أكثر من صورة وهذا فن آخر كالتصميم وله مزايا مختلفة.
موزة الفلاسي
في سطور
◆ عضو في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية.
◆ عضو في جمعية الإمارات للتصوير الضوئي.
◆ عضو في اتحاد المصورين العرب.
مشاركات ومسابقات
شاركت موزة الفلاسي في العديد من المعارض ومنها:
◆ معرض مصوري الإمارات في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية.
◆ معرض حياتنا في رمضان – جمعية الإمارات للتصوير.
◆ معرض أصايل للجواد العربي – دار ابن الهيثم للفنون البصرية.
◆ معرض مصوري الإمارات في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية.
◆ معرض دبي العطاء.
◆ معرض مسافي (بهويتنا نرتقي).
◆ معرض الرسم في مركز الإبداع الحديث.
◆ معرض نادي تراث الإمارات.
أما المسابقات التي شاركت بها فهي:
◆ مسابقة معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، وفيها حصلت على المركز الثالث- ◆ فروسية في قسم الرسم من المسابقة.
◆ مسابقة معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، وفيها حصلت على مركزين في ◆ ◆ مسابقة التصوير الضوئي، المركز الأول في الفروسية والثاني في الصيد.
◆ مسابقة بيئتنا بعدسة الكاميرا.
◆ مسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي في دورتها الرابعة.
◆ مسابقة بيئتنا بعدسة الكاميرا.
◆ مسابقة مهرجان صيف دبي للتصوير.