الديوان السوري المفتوح …
المقدمة
تعبق مواويل الفرح بأزاهير الكلمة الموهوبة ، ليتنفس الشعراء من كل أقطار العالم أجمل ما تجود به قرائحهم من الشعر الجميل حبا و تكريما لسورية الحبيبة في ديوانها المفتوح ، لأن الشعر ديوان العرب و سيبقى الإبداع الشعري متواصلا ليخلد لنا فترات حياتنا و لو بالشيء القليل ، لكن لن يتوقف النزيف الروحي للإنسان الشاعر في الحزن أو الفرح .
إن « الديوان السوري المفتوح » بصمة عربية جديدة في عالم الأدب عموما و الشعر خصوصا. لأن المقال الذي جاء بعنوان « التوصيف و التعريف بالديوان السوري » في صحيفة «الواحة» الدولية العدد 26 سنة 2016 » في صفحة «واحة الثقافة» لصاحبه الشاعر السوري «حسن إبراهيم سمعون) الذي أسس لهذا العمل الإبداعي المميز، هو مجهود يستحق عليه كل التقدير، لأنه يسعى إلى توثيق الأحداث التي تعيشها سوريا ويجعل من الإبداع صرخة في وجه الأعداء المتآمرين على الأمة العربية.
————-
بقلم – الشاعر ياسين عرعار
تبسة – الجزائر
أولا – التعريف بالشاعر « حسن إبراهيم سمعون » .
——————————————–
وهو أديب ، شاعر سوري يكتب القصة القصيرة والمقالة الأدبية والنقدية. يكتب الشعر العمودي والتفعيلي والمحكي الموزون والقصة القصيرة جدا, والمقالة الأدبية والنقدية. يكتب بالدوريات والصحف الأدبية الورقية والإلكترونية….
* ولد الشاعر حسن إبراهيم سمعون في بلدة عين السودا بريف حمص في سوريا عام 1956
* عمل بمجال المعدات الهندسية الثقيلة والإنشاءات المعدنية .
* أنهى المرحلة التعليمية بالكلية الفنية باختصاص ميكانيك محركات عام 1978,
* درس بعدها الأدب العربي بجامعة البعث في كلية الآداب ولكن لم يكمل فيها..
* يتابع حالياً دراسات وأبحاث خاصة بمجال الفلسفات الشرقية , والأديان القديمة , والميثيالوجيا السورية .
مؤلفاته :-
* في المسرح: «مسرحية الزئير» «حياة وطن » مديرية المسارح والموسيقى دمشق.
* في القصة القصيرة: مجموعة من القصص القصيرة و منها «المجهر» (مجموعة قصص قصيرة جدًا).
* في الشعر : له عدد من الدواوين الشعرية منها:-
– ديوان«إمضاء على الشاهد»
– ديوان «مقامات التاسوعاء»
– ديوان «قصار الصور»
وله عدد من الدواوين المشتركة مع بعض الشعراء العرب والسوريين في الداخل والمهجر ومنها:
– «رثائية النور» : وهي مرثية مهداة لروح الشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق .
– «الديوان الألفي» :- ( ألف قصيدة لفلسطين و المؤسس والمشرف العام عليه )
– «قصار الصور»:- عدة دواوين شعرية بعناوين فرعية ومنها قصار الصور بالمحكي الموزون و منها قصار الصور مشترك مع شعراء من الوطن العربي.
– «الديوان السوري المفتوح» :- وهو مشروع من سلسلة أجزاء, والشاعر هو المؤسس والمشرف العام عليه, وهو سلسلة مستمرة من الأجزاء المطبوعة, يرصد و يصف الحالة السورية .
* المساجلات والحواريات الأدبية :
– مساجلة « وجع المحار خلف البحار »:- مع الشاعرة الفلسطينية دينا الطويل (ختام حمودة) أستاذة الأدب العربي المقيمة في السويد
– مساجلة « وطن وعشق » :- مع الشاعرة السورية عبير الديب.
– مساجلة « حكايا السعتر البري » مع الشاعرة السورية هيلانة عطالله .
ثانيا :- الأسئلة :-
مرحبا بك أديبنا الشاعر حسن إبراهيم سمعون و بالأسئلة نبدأ :-
السؤال 01 – الديوان السوري المفتوح … عنوان التف حوله الشعراء بأجمل قصائدهم الرائعة .
– هل لكم أن تضعوا لنا تعريفا موجزا للديوان السوري المفتوح في جزئه الأول من حيث عدد القصائد و تصنيفها بين العمودي و التفعيلي الحر ؟
و استقبال الهيئة الناشرة للكتاب ؟
– صدور الجزء الأول من الديوان السوري المفتوح بعد رحلة عمل مضنية استمرت ثلاث سنوات عانيت فيها الكثير ..لكنها تكللت بالنجاح والحمد لله .
* الطبعة الأولى 1000 نسخة بواقع 500 صفحة /الناشر دار الغانم للثقافة والنشر.
* يحتوي الجزء الأول حوالي 175 مشاركة أدبية من كافة أنحاء العالم والوطن العربي وسورية .. كلها تشيد بمواقف سورية وجيشها وتاريخها ودورها على امتداد العصور وتصور مايجري في هذه الحرب المجنونة التي تشن على سورية وتدعو إلى التكاتف الوطني . وجاءت المشاركات بالأجناس الأدبية التالية : شعر عمودي / شعر تفعيلة / شعر منثور / قصة قصيرة / قصة قصيرة جدا / ولقد لاقى الديوان ترحيبا بالأوساط الأدبية والفكرية كعمل إبداعي فريد من نوعه ونفيدكم بأن الجزء الثاني مستمر وتقبل المشاركات من كل من يشاركنا عشقنا لسورية التاريخ والحضارة .
السؤال 2 – من خلال تجربة الجزء الأول من «الديوان السوري المفتوح» .. هل باعتقادكم أن الوضع العربي الراهن سيفرز لنا شعر جديدا وفق آليات تطبع الواقع المعيش ؟
– أغلب الظن نعم , فهذه الانعطافات والانقلابات التي حصلت في مجتمعاتنا العربية بعد مايسمى بالربيع العربي أدت إلى تباينات وصراعات عمودية وأفقية بشكل حاد وعنيف وبالتالي سينتج عنها انقلابات فكرية وسياسية واجتماعية وهذا سيؤدي بدوره إلى تبلور أدب جديد بأطروحات وأشكال جديدة تماما كأدب الثورة الفرنسية أو أدب ما بعد الحربين , وهذا من الطبيعي فكل حالة تفرض قاموسها ومفرداتها وكما تعلم الشعر وليد المعاناة والألم وإرهاصات الواقع .
السؤال 03 – ماذا قدم النقد العربي لتجربة «الديوان السوري المفتوح» بعد إصدار الجزء الأول ؟.
حتى الآن لاشيء ,باستثناء بعض القراءات الانطباعية الموفقة والتي أحترمها وربما من المبكر بعد أن نفكر بدراسة نقدية فعمل كهذا له خصوصيته فهو لمئات الأدباء الذين كتبوا بخمسة أجناس أدبية مختلفة وحول موضوع واحد في زمن واحد .
السؤال 04 – من خلال تقييمكم للجزء الأول من هذا المشروع الضخم .. هل ستتغير منهجية إصدار الجزء الثاني أم ستحتفظون بالخارطة العامة للديوان في كل أجزائه ؟
– الديوان السوري المفتوح ربما هو العمل الأبي الوحيد بفرادته كتشكيل وبناء فهو مشروع كتب فيه مئات الأدباء ومن مختلف الجنسيات والملل والنحل والمشارب وأصقاع الأرض كتبوا في خمسة أجناس أدبية حول موضوع واحد وهو سورية في فترة زمنية واحدة وبالتالي لابد من أن تتشكل لدينا قاعدة بيانات سنستفاد منها ومن عثراتنا في تطوير الجزء الثاني وهذا أمر طبيعي أن تتشكل الخبرة بعد خوض التجربة , وثمة تصورات جديدة سنحاول تكريسها في الجزء الثاني وهذا من الضروري والطبيعي مع المحافظة على منهجية الديوان برؤى تطويرية جديدة وربما إضافة قسمين جديدين قسم إعلامي حرفي , وقسم لأدب الأطفال .
السؤال 05 – ما البعد السياسي الذي حققه هذا المشروع الأدبي الراقي ؟؟
– لا أبعاد سياسية للديوان السوري المفتوح بالمفهوم المتعارف عليه , فهو مشروع أدبي وطني إنساني يحاول رصد الواقع السوري وتصويره لتستفاد منه أجيالنا القادمة كي لايكرروا التجربة المريرة التي عشناها ويدعو إلى لم الشمل والمحبة والتسامح وبأن سورية وطنا نهائيا أزليا لكل السوريين تحت سقف المواطنة ونبذ العنف وقبول الآخر فسورية تتسع الجميع وللجميع وكل أبعاده أدبية وثقافية وفكرية بعيدة عن الخندقة وتدعو إلى لم شمل السوريين كل السوريين
السؤال 06 – كيف يبدو لكم المشهد الثقافي العربي على العموم و السوري على الخصوص في زمن الحرب ؟
أنا من المتفائلين بالمستقبل الثقافي العربي عموما والسوري خصوصا وأرى جنينا ثقافيا سليما قريب الولادة بعد هذا المخاض العسير فلا ولادة لجنين متكامل معافى إلا بعد تمزق وألم … وأنا منذ بداية الحرب على سورية راهنت بكسر أقلامي و حرق دووايني على انتصار العقل السوري .. فهو هوية عمرها 11000سنة إنما الرحلة طويلة لأن الحرب الحقيقية ستبدأ بعد توقف هذه الحرب المجنونة حيث يبدأ دور النخب وذلك بإعادة الثقافة الهوياتية إلى صورتها الصحيحة , وتخليصها من أيدي المدعين والعودة إلى الدين الحنيف وانتزاعه من أيدي الدعاة والجهلاء والمفتين العبثيين وقس على ذلك السياسة والإدارة وغيرهما .
السؤال 07 – أبرز العراقيل التي واجهتموها في إنجازكم الراقي و ربما مازلتم تواجهونها بمواصلتكم لهذا المشروع الإبداعي الكبير ؟
حقيقة إن مايحصل في وطني من حرب ودمار وقتل لايشكل ظرفا ملائما وبيئة مناسبة لإنتاج مشاريع أدبية, على كافة المستويات وربما تصبح ضربا من الترف أمام الدم والقتل والدمار..ناهيك عن إرهاصات التواصل والمتابعة مع مئات الأدباء من كافة الأمزجة والمناهل والمشارب أضف إلى ذلك الصعوبات بالتواصل التقني مع السيدات والسادة المشاركين .. أضف غلى ذلك آراء بعض المـُحَبـّطين .. ويبقى للمشجعين والمخلصين الفضل الأكبر
السؤال 08 – كيف تعامل الإعلام العربي مع هذا الإصدار الجديد على الساحة العربية؟
– بالنسبة للإعلام السوري لم يقصر معنا ، بل قدم لنا وفق المستطاع و الممكن والمتاح .. أما الإعلام العربي فكانت اهتماماته فردية ومتواضعة عن طريق بعض الأصدقاء , خاصة وأن الديوان كان قيد الإنجاز فهو غير معروف على المستوى العربي إلا قليلا .
السؤال 09 – القصيدة العربية تنتفض من حين إلى آخر تبعًا للأحداث السياسية وغيرها … فهل جسدت تجربة الجزء الأول من «الديوان السوري المفتوح» الصورة الحقيقية للأحداث السياسية الراهنة في العالم العربي ؟
أتصور بأن ما يحصل في العالم العربي هو مخاض ستولد من رحمه تغيرات وبكل المستويات السياسية الاجتماعية والدينية والأدبية … أما بالنسبة لما يتعلق بالقصيدة العربية ، نعم أظن بأن هنالك مفردات ومعاجم فرضت نفسها لم تكن متداولة سابقا وعليه أتوقع ولادة انتفاضات بنيوية جديدة وطروحات فكرية ذات إشكاليات كبرى ربما لم تتبلور بعد ،و لقد كانت ثمة مؤشرات على هذا التمسناها في الديوان السوري فلقد طرحت و استخدمت مصطلحات طارئة وناتجة عن الواقع المؤلم الحاصل .
السؤال 10 – كلمة مفتوحة لصاحب «الديوان السوري المفتوح» ؟
– يحق لكل إنسان في العالم مهما كانت جنسيته , أو دينه , أو عرقه , أن يشارك بنتاجه الأدبي طالما يشاركنا عشقنا لسورية التاريخ والحضارة ويحرص على إنقاذ سورية من براثن الرجعية وقوى الظلام والتكفير والتقسيم، ويقبل بسورية وطنا نهائيا أزليا لكل أبنائها بمللهم ونحلهم , وأعراقهم , ويقف وراء مشروع الدولة بالعلم الوطني وبألوانه الأحمر والأسود والأبيض , ونجمتيه الخضراوين …وجيشنا العربي السوري الذي هو من كل الشعب , ولكل الشعب ومستوفٍ للشروط الأدبية , ويحظى بموافقة اللجنة الأدبية الفنية المختصة .
السؤال 11 – كلمة أخيرة ..؟
وأخيرا أشكرك أيها العزيز صديقي القديم وأخي الشاعر ياسين عرعار ..لفتة كريمة منك هذا الحوار لكن ليس بغريب من ابن الجزائر العظيمة التي لها كل المحبة والاحترام في قلوبنا نحن السوريين.
كلمة تقدير بقلم ياسين عرعار
* و أنا بدوري أهنئك أخي حسن إبراهيم سمعون من أرض الجزائر على هذا المجهود الرائع مع تحياتي لكل الشعب السوري و كل العرب . و الشكر موصول أيضا للمشاركين في هذا الديوان و الذين سيشاركون بقصائدهم الرائعة في الأجزاء الموالية إن شاء الله .