تم تكريم نخبة من أبرز المصورين الفوتوغرافيين الإماراتيين والعرب والدوليين، في حفل لتوزيع جوائز «مسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي»، في دورتها الثامنة، التي تعد واحدة من أهم مسابقات التصوير الاحترافي في العالم.
تحكيم
تضم لجنة التحكيم خبراء دوليين ومصورين فوتوغرافيين عرباً معروفين، مثل سعيد الشامسي (الإمارات)، وأيمن لطفي (مصر)، وغير عرب مثل: مانوليس ميتزاكي (اليونان)، وزهو ميشينغ (الصين)، وديفيد تاي (سنغافورة). وقد اجتمع أعضاء اللجنة في أبوظبي، خلال الفترة 20-25 يناير 2014، لتقييم المشاركات وفقاً لنظام درجات صارم، يكفل تلبية المشاركات الفائزة أعلى المستويات الفنية. «نور علي راشد» تقدم المسابقة سنوياً «جائزة نور علي راشد» لأفضل مصور إماراتي، وهي جائزة خاصة أضيفت تكريماً للمصور نور علي راشد (1929-2010)، الشخصية البارزة في مجال التصوير الفوتوغرافي، والذي أسهم من خلال أعماله في توثيق الحياة داخل المجتمع الإماراتي. وفاز المصور الفوتوغرافي ناصر حاجي مالك بهذه الجائزة في دورة عام 2013، عن محفظة أعماله التي تحتفي بالرموز المحلية والبيئية والثقافية في الإمارات، ونال ميدالية ذهبية وجائزة مالية بقيمة 30 ألف درهم إماراتي. معرض رديف استكمالاً لفكرة المعرض الرئيسة، تنظم المسابقة هذا العام معرضاً رديفاً، تستضيف فيه أعمال أربعة فنانين، هم: لمياء قرقاش، وريم فلكناز، وشهيد العالم، وياسر علوان، تحت إشراف الفنان والمصور طارق الغصين، المدير الفني لمسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي في دورتها الثامنة، وتناقش هذه الأعمال وتستقصي «اللحظة الحاسمة»، التي مر بها الفنانون في حياتهم اليومية. وفيما تقدم لمياء قرقاش صوراً من سلسلتها الفوتوغرافية «عائلي»، التي عرضت للمرة الأولى في معرض منفرد، ضمن الجناح الوطني لدولة الإمارات في «المعرض الفني الدولي» الـ55 في «بينالي البندقية»، تعكس ريم فلكناز في عملها «تموج لا متناهٍ» فكرة «الدراسة» و«الاستكشاف»، التي تشكل صورة شخصية لمكان محدد. |
وتضمنت الدورة الثامنة من المسابقة، التي نظمتها «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة»، مشاركة 8.410 مصورين فوتوغرافيين من 58 دولة حول العالم، تقدموا بـ35.985 صورة فوتوغرافية مميزة.
وذهبت الجائزة الكبرى في المسابقة إلى الإيطالية كريستينا جارزوني، عن مجموعة الصور المؤثرة «الحج إلى لاليبيلا»، وهي مبلغ مالي بقيمة 80 ألف درهم، وميدالية ذهبية من «الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي». ونال البلجيكي روب فان تينين جائزة «أفضل مجموعة صور» عن مجموعته الدينامية «سباق الكلاب»، وتضمنت الجائزة مبلغاً مالياً بقيمة 20 ألف درهم إماراتي وميدالية ذهبية من «الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي».
وقال مشرف المسابقة بدر النعماني «يتجلى هدفنا في تشجيع المصورين الفوتوغرافيين على البحث والعمل على الأفكار الإبداعية الجديدة المستوحاة من ثيمة (اللحظة الحاسمة)، وقد شهدت دورة العام الجاري من المسابقة دعماً واضحاً على مختلف الصعد الدولية والإقليمية والمحلية، ما ألهب حماسة المصورين الفوتوغرافيين المحترفين والهواة، لالتقاط مشاهد فوتوغرافية مبدعة تعكس الحياة الإنسانية بدفئها وعاطفتها».
وأضاف النعماني «تقوم المسابقة على أسس متجذرة عميقاً في العملية التعليمية التي ترمي إلى تطوير فن التصوير الفوتوغرافي في الدولة، وتحفيز الفنانين الموهوبين على التمعن في فكرة فهم الثقافات ونشرها، وسوف يسهم استثمارنا في هذه المواهب في تطوير البيئة الثقافية والفنية لأبوظبي».
وضمت قائمة الفائزين في المسابقة عن فئة «جوائز الثيمة الرئيسية» كلاً من هوي لينغ فان من تايوان، حيث نال عمله «قانون التوازن» الجائزة الأولى في هذه الفئة، وهي عبارة عن ميدالية ذهبية ومبلغ 20 ألف درهم إماراتي؛ فيما ذهبت الجائزة الثانية لصورة «زمالة»، التي التقطتها عدسة المصور الفوتوغرافي اليوناني كوستاس سيمياكاكيس، وتتضمن ميدالية فضية ومبلغ 15 ألف درهم إماراتي، أما الجائزة الثالثة، فكانت من نصيب «الجيل السعيد» للصينية مين يينغ، التي فازت بميدالية برونزية و10 آلاف درهم إماراتي. وتستمد مسابقة هذا العام ثيمتها الرئيسة «اللحظة الحاسمة» من المصور التركي يوسف كارش وأعماله، وتحتفي بأهمية البحث والدراسة والتأمل. وتضمنت أعمال كارش صوراً شخصية لعدد من رجالات الدولة، والفنانين والموسيقيين، والمؤلفين، والعلماء، والمبدعين من الرجال والنساء. وجاء اختياره محوراً للدورة الثامنة من المسابقة، نظراً لنجاحه في تسجيل الإبداع الفني والتاريخي للرجال والنساء، الذين رسموا ملامح القرن العشرين، ودوره في التأثير في الجيل الجديد من المصورين العرب والدوليين.
بالإضافة إلى فئة «جوائز الثيمة الرئيسية»، وتضمنت المسابقة سبع فئات أخرى هي: الطبيعة، والصور الإبداعية، والسفر والسياحة، والألوان، و«صورة المستقبل بعيون المستقبل»، والصور المطبوعة الملونة وبالأبيض والأسود؛ كما اشتملت على مختلف المدارس والأساليب الفنية، مثل البانوراما، والمعالجات التقنية الفنية الحديثة، والصور الفوتوغرافية الرقمية، وأعمال الطباعة.
وتحظى المسابقة برعاية «الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي»، واعتماد من «الجمعية الأميركية للتصوير الفوتوغرافي»، فضلاً عن ترخيص «اتحاد المصورين الدوليين». وتهدف المسابقة إلى تطوير فن التصوير الفوتوغرافي في دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر استقطاب المصورين الفوتوغرافيين من المنطقة والعالم، لإبداع صور مختلفة تعكس أهم معالم الثقافة في أبوظبي، والإمارات العربية المتحدة، والعالم أجمع.
وسيعرض المصورون الفائزون أعمالهم على الجمهور في معرض يستمر حتى 16 أغسطس المقبل في «منارة السعديات»، وسيتم جمع الصور الفائزة في كتاب محدود الإصدار، وقد حاز هذا الكتاب – على مدار السنوات الثلاث الماضية – تصنيف (5 ) من «الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي»، واعتماد من «الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي»، و«الجمعية الأميركية للتصوير الفوتوغرافي».