تحت عنوان «انعكاسات ثقافية»، أعلنت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، صباح أمس، انطلاق فعاليات الدورة السابعة من مسابقة الامارات للتصوير الفوتوغرافي، التي تنظمها الهيئة برعاية الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي FIAP.
صورة المستقبل
أوضح بدر النعماني أن المحور الخاص بفئة المصورين الشباب سيكون بعنوان «صورة المستقبل بعيون المستقبل»، وهو يختص بالمواهب الشابة والطلبة في جميع أنحاء العالم من الفئات العمرية التالية: حتى عمر 16 سنة (مواليد ما بعد عام 1994)، حتى عمر 21 سنة (مواليد ما بعد عام 1989). وثيمة هذا المحور عامة ومفتوحة، لتتناول موضوعات مختلفة كالطبيعة والناس والتفاصيل والحركة، ومجالات التصوير الأخرى، على أن يراعى في الأعمال المقدمة الجانب الإبداعي والتأثيرات الفنية المرتبطة بالإضاءة والتكوين، وزاوية الرؤية المبتكرة، التي يمكن أن تسهم في تقديم الرسالة، أو القصة في الصورة بشكل مؤثر ومبهر. لافتا إلى ان الاشتراك في هذا القسم لا يتطلب استخدام كاميرات احترافية، إنما يمكن استخدام أية كاميرا رقمية يمكن من خلالها الحصول على صور بجودة عالية، ولايسمح بالمشاركة بصور تم التقاطها بواسطة كاميرات الهواتف المحمولة، كما يمكن للراغبين من الطلبة تقديم مشاركاتهم بشكل جماعي، بالتعاون مع هيئات التدريس في المدارس والجامعات، والمؤسسات التعليمية المختلفة، وبالتنسيق مع ادارة المسابقة. وأرجع النعماني عدم تضمين الصورة الصحافية في ثيمات المسابقة هذا العام، رغم ما شهدته الفترة الماضية من أحداث صحافية شغلت العالم، إلى ان المسابقة فتحت المجال في دورتين سابقتين للصور الصحافية، لكن الصور التي تلقتها كانت «مأساوية»، حيث ركز المشاركون على تصوير لقطات تفتقد القيمة الفنية، والتركيز فقط على تصوير مواقف وحالات مأساوية بطريقة تفتقد إلى الموضوعية أحيانا. مشيرا إلى انه قد يتم طرح هذه الثيمة في الدورات المقبلة. كما افاد النعماني بأن آخر موعد آخر موعد لتسلم الأعمال هو 30 سبتمبر ،2012 بينما يقام حفل التكريم خلال شهر ديسمبر. موضحا أن المسابقة تتيح هذا العام إمكانية تحميل الصور، وتسديد رسوم الاشتراك الكترونياً عبر موقعها على شبكة الإنترنت، للمرة الأولى. |
وأعلن مدير إدارة الثقافة والفنون في الهيئة عبدالله سالم العامري، أن «المسابقة استحدثت في هذه الدورة جائزة «الفنون الجميلة في التصوير الضوئي»، التي تقدم ثلاث ميداليات ذهبية تمنح لأفضل الأعمال التي تقدم أفكاراً إبداعية مبتكرة وحديثة تسهم في تطوير فن التصوير الفوتوغرافي، إضافة للميداليات الذهبية الخمس التي تمنح لجائزة الصورة العربية، وجوائز أفضل خمس مشاركات جماعية من جمعيات وأندية التصوير العالمية، تشجيعاً لدور هذه المنتديات والتجمعات الفنية في دعم الحراك الثقافي للصورة الفوتوغرافية. موضحا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد، صباح أمس، في المركز الثقافي التابع لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في أبوظبي، ان مسابقة الامارات للتصوير الفوتوغرافي ليست مجرد مناسبة لحصد الجوائز وحسب، إنما هي مهرجان ثقافي فيه تتلاقح المواهب وتتثاقف التجارب، وتتحاور الثقافات العالمية من خلال لقاءات المصورين ببعضهم بعضاً، القادمين من مختلف انحاء العالم.
أبيض وأسود
أوضح المدير الفني للمسابقة، بدر النعماني، ان الدورة السابعة تستنبط ثيمتها الرئيسة «انعكاسات ثقافية» من مكنونات أعمال الفنان مراد الداغستاني، تقديراً وإيماناً بأهمية البحث والدراسة والتأمل فيها. حيث يعتبر الداغستاني (1917 – 1982) رائدا لفن الفوتوغراف العربي الحديث، وذلك لما تمثله أعماله من سمات إبداعية ونظرة حداثوية، وعلى الرغم من أن المرحلة التي عاصرها كان الدور الكبير فيها للصورة التسجيلية والتوثيقية الكلاسيكية، فمنذ منتصف الثلاثينات في القرن الماضي حتى وفاته قدم الداغستاني أعمالاً عكست قيماً ثقافية لبداية الفن الفوتوغرافي العربي الحديث. مضيفا: «كما تعلن المسابقة في دورتها لهذا العام عن استمرارية تقديم جائزة «نور علي راشد»، لتصبح جائزة سنوية، وتمنح لأفضل مصور إماراتي للعام تبرز في أعماله الرموز المحلية والبيئية لدولة الإمارات العربية، من خلال مشاركته في ثيمات المسابقة المختلفة، وذلك ضمن تكريمها للمصور نور علي راشد (1929 – 2010) إحدى الشخصيات الرائدة في فن التصوير الفوتوغرافي في الإمارات، عرفاناً له، وتقديراً لأعماله الفوتوغرافية التي ساهمت في توثيق حياة مجتمع الإمارات، وأسره الحاكمة».
وذكر النعماني ان المسابقة تطرح سنوياً «ثيمة رئيسة» يراعى فيها حث المصورين على البحث والاشتغال في جوانب غير مطروقة، وتم اختيار «انعكاسات ثقافية» في هذا القسم، ويتضمن التقاط صور فنية مبتكرة بالألوان أو بالأبيض والأسود، تعكس القيم الثقافية للمجتمعات، وتجسّد الغنى المتنوع في أنماط حياة الشعوب وهوياتهم المختلفة، والتباين المتنوع في المواضيع المختلفة من الحياة التي نشاهدها بالعين الأخرى، ونسجلها بإبداعات العدسة في المهرجانات الوطنية والدينية، وفي استعراضات الموسيقى والفلكلور، وفي العادات والأزياء، والوجوه التي تعكس شكل الصورة الثقافية لأي مجتمع، وتشكّل مشهداً جمالياً غنياً، مرتبطاً بالبيئة التاريخية الطبيعية، وطابع البناء في المدنية الحديثة وأنساق الفنون المختلفة.
ثيمات عامة
إضافة إلى الثيمة الرئيسة، هناك أربع ثيمات عامة متداولة ومتغيرة من عام إلى عام، ومحور خاص بفئة المصورين الشباب، وفقا لما ذكره بدر النعماني.
المحور الأول في هذه الثيمات العامة هو «الطبيعة» الغنية بمشاهدها، وتنوع بيئاتها وتضاريسها المختلفة، إذ المناظر الطبيعية للصحارى والجبال، والغابات والبحار، والمجرات السماوية والنجوم، والتفاصيل المدهشة في عالم الحيوانات والطيور، والأشجار والنباتات، ومن منطلق حضور كل هذه التفاصيل في الطبيعة، فإن دور الصورة لا يقتصر فقط في الحفاظ على البيئة، وإنما هو شكل من أشكال التعبير بالفن، يستطيع الفنان وحده على ترجمة هذه الفرص وتوظيفها للتواصل العاطفي مع الطبيعة بواسطة الصورة.
أما المحور الثاني فيختص بفن «البورتريه»، أو تصوير الوجوه للأشخاص والمجموعات، وهو فن قائم على سرد ذاكرة البشر من خلال الصورة، حيث عين المصور تنقل تلك اللحظة الصغيرة من حياة الناس لتبرزها في حياة أكبر تسعها أعين العالم وقلوبهم.
ويختص المحور الثالث في التصوير الرياضي والحركي الذي يعد مثالاً حياً على قيمة اللحظة الحاسمة لأي التقاطة، سواء كانت ثابتة أو متحركة بطيئة أو سريعة، في الفعل وأثنائه، وما بين ردة الفعل وما بعده من ألم أو انتصار، وفي حالات التعبير المختلفة لحركة الأجسام وتتابعها في ميادين المنافسة المختلفة، أو من خلال حضورها في عين المتفرجين، ورغماً عن التقارب مع التصوير الصحافي لهكذا مجال، فإن الصورة المتقنة فنياً ودرامياً يمكن أن تعطي التأثير الكبير.
ويركز المحور الرابع على التصوير المقرب للأجسام الصغيرة جدا، وهو يعتبر من فروع التصوير العلمي، ويمارسه معظم المصورين الهواة في تصوير القطرات أو الزهور والحشرات إلخ.. ومهما اختلفت أبعاد التكبير للجسم الصغير، فإن تشكيل رؤية فنية لواقع لا يمكن لعين الإنسان مشاهدته أو إدراكه يعتبر قيمة من قيم الإبداع، التي تتكامل بتطويع العدسات المقربة والأدوات التقنية لصالح صورة فنية مبهرة.