بواسطة
ندى بديوي
يُعرف الناجحون باجتهادهم، وهي من أولئك الذين يقودهم التفاني والاجتهاد إلى وضع خطوات ثابتة على سلم النجاح.
فكانت بداية “هدير صالح” مع تفوق في الثانوية العامة بجموع يتجاوز الـ99% ضمن لها مكانًا بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فدخلتها بحلم الوصول إلى الشاشة الصغيرة كمذيعة إلا أن القدر كشف لها عن بذرة موهبة التصوير بداخلها منذ بداية طريق الدراسة لتولى وجهها شطر التصوير الصحفي وخلال أربعة أعوام تصبح الكاميرا نقشًا على يدها تعبيرًا عن جريان التصوير مجرى الدم.
منذ سنواتها الدراسية الأولى تدربت في جريدة “روز اليوسف” لستة أشهر، تلاها ثلاثة أشهر بمؤسسة “المصري اليوم” إلا أن تأهلت للعمل بجريدة “فيتو” منذ ثلاثة أعوام.
“هدير” من الجنوب كما تفضل أن تعرف نفسها، ولدت لعائلة ذات أصول أسوانية، استقر بها المقام في القاهرة. مما أورثها قدرًا من قوة واندفاع النيل بأسوان، تجلت تلك القوة عندما طلبتها جريدتها لتغظية الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، الأولى بعد 30 يونيو والتي رغم الاستعدادات الأمنية واحتفالات أنصار المشير السيسي، -الذي لم يكن قد أعلن ترشحه للرئاسة بعد- كانت لها سيناريوهات دموية في أماكن أخرى منها منطقة الألف مسكن بعين شمس حيث تسكن “هدير”
التي تغاضت عن قدمها المصابة وحملت عكازها واصطحبت أختها لتغطى أحداث المنطقة، واستطاعت أن تحول مجرى التغطيات الاحتفالية وتلفت الانتباه للدماء التي سالت بالمنطقة بما عادل 29 قتيل، فيما وصفته باليوم الأصعب في حياتها حيث كان شبح الموت يمر بين الحين والآخر.
لم تقف تركتها الجنوبية عند هذا الحد، ولكنها منحتها ابتسامة كبيرة وارتباطًا عظيمًا بالعائلة والجذور، فترى أن عائلتها هي خط دفاعها الأول وخصوصًا والدها “أحمد صالح” ووالدتها اللذان ورغم أخطار المهنة لم يمنعاها من التحليق خلف حلمها أبدًا.
لدى هدير شغف “أرشفت” اللحظات خصوصًا تلك المتعلقة بالطقوس العائلية في رمضان والتي تتمثل بغلق شارع “أحمد زكي” بعين شمس، أيام 10، 15و25 رمضان، من أجل تجمع العائلة التي تسكن الشارع بالكامل على موائد الإفطار.
أما عن الصورة الأقرب لها فاختارت صورتها التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء اعتصام نقابة الصحفيين في مايو الماضي، رغم أنها لا تجدها صورتها الأفضل ولكن لها فضل في معرفة اسمها كمصورة صحفية تزامن هذا مع إشادة “علاء الغطريفي”، مدير تحرير جريدة الوطن السابق، بما قدمته خلال مشروع تخرجها من تقارير مصورة.
وتطمح الفتاة التي لم يمر على تخرجها في كلية الإعلام سوى أشهر قليلة للمشاركة في المسابقات الدولية وأن تتجه أكثر إلى صحافة الفيديو، كما تعبر عن كونها لا تؤمن بوجود المثل الأعلى الذي يجب أن تسلك نفس طريقه في التصوير لأن لكلٍ شخصيته ونظرته المختلفة للأشياء، لكنها تحب التعلم من مصوري وكالات الأنباء وكذلك شباب المصورين المصريين.