أبشع الجرائم الصهيونية التى ارتكبت بحق الشعب الفلسطينى
===================================
كانت بريطانيا قد قامت بسحب قواتها من فلسطين مما أسفر عن حالة من عدم الاستقرار واشتعال للصراعات المسلحة بين العرب واليهود؛ حيث اتبع الاحتلال الصهيوني أسلوب تهجير الفلسطينيين للاستيطان في القرى وفى مقابل ذلك شن متطوعون فلسطينيون وعرب – تحت لواء جيش التحرير العربي – هجمات على الطرق المؤدية للمستوطنات اليهودية في حرب شوارع تقدم خلالها العرب ونجحوا في قطع الطرق الرئيسية بالقدس.
حالة الحصار التي شهدتها المستوطنات والرغبة في كسر قوة العرب ورفع الروح المعنوية لليهود دفعتهم لتشكيل هجوم مضاد باستخدام العصابات منها “شتيرن والأرجون” والتي شنتا الهجوم على دير ياسين، القرية الصغير الواقعة على بعد كيلومتر تقريبا من الضاحية الغربية للقدس على تل رابط بين القدس ومدينة تل الربيع المعروفة باسم ”تل أبيب”.
ففى فجر الجمعة 9 إبريل 1948 اقتحمت جماعتان صهيونيتان القرية فجرا وعاثوا فيها قتلا وسفكا للدماء وتمثيلا بالجثث وإجهازا على كل حي سواء نساء أو أطفال أو شيوخ كبار أو صغار، والتي أسفرت عن مقتل من 250 إلى 160 ضحية وفقا لمصادر فلسطينية، بينما قللت مصادر غربية من الأعداد قائلة إن عدد الضحايا لم يتجاوز 107 قتلى.
دخلت قوات “الأرجون” من شرق القرية وجنوبها، ودخلت قوات “شتيرن” من ناحية الشمال محاصرين القرية من جميع الاتجاهات عدا الناحية الغربية، وقوبلوا بمقاومة من أهل دير ياسين أدت إلى مصرع 4 وإصابة 40 من المهاجمين الصهاينة، ثم استعانوا بقوات دعم من أحد المعسكرات المجاورة.
قصفت القرية بمدافع الهاون وهو ما قضى على كل المقاومة من الداخل، وبعدها لجأت العصابتان المهاجمتان إلى استخدام الديناميت لتفجير القرية بأكملها، ثم أطلقوا النيران على كل من قابلهم من الرجال والنساء والأطفال واستمرت عمليات الإبادة لمدة يومين على التوالي.
مارس الصهاينة أبشع عمليات التشويه والتعذيب والتمثيل بالجثث، وذبح الحوامل وبقر بطونهن، على مدار أكثر من 48 ساعة، حيث سجلت موسوعة النكبة إلقاء حوالي 53 من الأطفال الأحياء وراء سور المدينة القديمة، كما اقتيد 25 من الرجال الأحياء طافوا بهم القرية حتى تم إعدامهم رميا بالرصاص، وبعد إلقائهم في بئر وإغلاق بابه.
تزعم عمليات القتل والتعذيب في المذبحة أربعة من قادة الاحتلال عقب حرب 1948، وهم “ديفيد بن جوريون” أول رئيس وزراء لإسرائيل ، و”مناحم بيجين” قائد عصابات الأرجون سادس رئيس لوزراء لإسرائيل ، وإسحاق شامير” قائد عصابات الشترون الذي تولى رئاسة الوزراء بعد بيجين، و”آرئيل شارون” والذي شكل عصابة من الشباب قامت باختطاف فتاتين وتجريدهن من ملابسهن والاعتداء عليهن ثم قطع أجزاء من أجسادهن وألقوهن فى النار حتى فارقتا الحياة.
تبع المذبحة تزايد الهجرة الفلسطينية إلى البلدان العربية المجاورة خشية التعرض للقتل، حيث أسفرت عن تهجير ما لا يقل عن 700 ألف فلسطيني وتركهم بيوتهم وثرواتهم ومزارعهم، بلداتهم ومدنهم، وما لبثت العصابات اليهودية في الاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيون الذين غادروا. كما أدت إلى استيطان اليهود للقرية وطمس آثارها بل وبنوا فوق أنقاضها مباني خاصة بهم وأطلقوا أسماء أفراد عصابة “الأرجون” الذين نفذوا المذبحة على شوارعها.
تم إعلان قيام دولة إسرائيل رسميا فى 8 مايو 1948 .. أى أن المذبحة وقعت قبل حوالى شهر من هذا الإعلان الذى أعلنت الدول العربية على إثره حرب تحرير فلسطين .