فرق الأفراح الإسلامية.. ميت يبحث عن زفة!
تطمس فرقة الشيماء للأفراح الإسلامية وجوه فتياتها، تعلن على فيسبوك إنها تجهز العروسة وتحيى ليالي الحنة والزفاف غير المختلطة، تقدم رسم حنة وحمام مغربي وسويت للجسم وحمام عطور، ثم أكثر من “شو”: إسكندراوي، وصعيدي، وهندي، ونوبي، وخليجي، وشرقي. تروِّج الفرقة التي ظهرت منها عدّة نسخ في مصر “ستايلًا” جديدًا في إحياء الأفراح بدأ مع سطوة الدعاية للسلفيين، ومن بعدهم حكم الإخوان، فالتقت كل التفاصيل في نقطة واحدة.
shareبفستان سهرة فضفاض لا يكشف شيءًا، واكسسوارات من الريش والورد، تؤدي فتيات الفرق الإسلامية استعراضات احتفالية العرس
بفستان سهرة فضفاض لا يكشف شيءًا من الجسد طبقًا للقواعد الشرعية، واكسسوارات من الريش، والورد، تؤدي فتيات فرقة الشيماء استعراضات و”نِمَر” احتفالية بالعروس، التي ستدخل بعد قليل عش الزوجية. وطبقًا لطبيعة الأفراح الإسلامية، لا تغني الفتيات ولا تستعين بالكاسيت أو الموسيقى، تكتفي فقط بالإنشاد الديني الذي يتمنَّى التوفيق والرفاء والبنين وطيب الحال للعروسين، وقليلًا من التمثيل والرقص الجماعي العفيف، الذي لا يتعدّى الدوران حول العروس، وذلك في ليلة الحنة، السابقة للفرح مباشرة، وتقتصر الأفراح على فقرتين، أو إحداهما، الإنشاد الديني، أو دي جي إسلامي.
اقرأ/ي أيضًا: العرس الجزائري.. طقوس تقاوم النسيان
عمرو وتامر ممنوعان!
تفضل فتيات الفرق الإسلامية ارتداء زي موحَّد، أحيانًا يتصدَّره النقاب ذو الألوان البمبي والأحمر والأزرق. يمسكنَ بالدفوف، وواحدة تقف على الدي جي لتضبطه، فـ”عمرو دياب وتامر حسني ممنوعان”، وفقًا لقول إحدى عضوات الفرقة.
لا تقدِّم فرق الأفراح الإسلامية نفسها على أنها الأكثر التزامًا فقط، إنما هي الأرخص أيضًا، فأحيانًا يتم إحياء الفرح بما لا يزيد عن ألفي جنيه مصري (100 دولار فقط) رغم احتوائه عدّة فقرات تشمل الدفوف والفراشات واللف والدوران حول العروس على بعض الأناشيد المحافظة.. وترفض أغلب الفرق غناء المهرجانات الحديثة في مصر، أو بعض الأغنيات. تتساهل، أحيانًا، مع أغنيتيْ “مبروك يا حياة قلبي مبروك” لرامي عياش، و”زهرة نيسان” لماجدة الرومي.
تعتمد الفرق الإسلامية بعض الأناشيد ضمن أدبياتها تستعين بها دائمًا، ولا تفوّت فرحًا دونها، وهي: “نورتي، ياسمينة وطلّت، النهارده عيد، زهور الحب”، وبعض الفرق تؤلِّف وتلحِّن بعض الأغنيات الخاصة بها.
shareتعتمد الفرق الإسلامية بعض الأناشيد ضمن أدبياتها تستعين بها دائمًا، ولا تفوّت فرحًا دونها
اقرأ/ي أيضًا: “الزفة المغربية”… إرث المهاجرين في فرنسا
“صبايا الإسلام” تروِّج لنفسها
لا تخفي عضوات الفرق الإسلامية انتماءها إلى مرجعيات دينية، أغلبها سلفي، فتنشر على صفحتها الدعائية بموقع فيسبوك صورهنّ وعلى وجوههن هالة من نور تخفيها، وتقول إحداها، وتدعى “صبايا الإسلام”، في منشورات تعريفية سريعة: “أنشأت الفرقة بهدف إدخال السرور والبهجة على قلوب النساء المقبلات على الخطوبة أو الزواج أو أي مناسبة تخصهن بما لا يخالف شرع الله”.
وتضع الصفحة ميثاق شرف حتى لا تضلّ الزبائن: “فرقتنا لا يوجد بها اختلاط أبدًا، وتعرض فقرات وعروض وإنشادًا داخل مكان مخصص للنساء.. نيتنا وهدفنا أن يبتعد الناس عن الأفراح التي بها اختلاط وخمور ومعاصي، وأن تكون أفراحهم لا تغضب الله، وأن يجدوا من يعمل على إسعادهم، وإقامة أفراحهم بما لا يخالف شرع الله”.
توجه “صبايا الإسلام” نصيحة إلى الفتيات المقبلات على الزواج: “اعلمي أختي الحبيبة أنه من افتتح حياته باتباع السنة وتجنب المنكرات، فإنه يرجى له أن يختم له بالسعادة، ويكون من عباد الله الذين وصفهم الله في قوله: (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما).. مع فرقة صبايا الإسلام للأفراح الإسلامية فرحك له شكل تاني”.
الأفراح الإسلامية في مواجهة المهرجانات
منذ خمس سنوات فقط، كانت فرقة النسائم للأفراح الإسلامية تحيي حوالي 20 حفل زفاف سنويًا، الجموع ترتاح لها بالنقاب الذي ترتديه عضواتها، اللاتي يتوليْن تزيينها وتعطيرها ورسم الحناء على جسدها فيما يشبه الطقوس الهندية.
منذ أربع سنوات تحديدًا، لجأت الأغلبية إلى المهرجانات والأغنيات الشعبية، فتعطَّلت الفرق الإسلامية، وانصرف الناس عنها إلى موضات أخرى في إحياء الأفراح. تفسِّر دلال، إحدى عضوات “النسائم” ذلك بأنّ “الفرق الإسلامية كانت تمنع الاختلاط، وتخصص فقرة في نهاية الفرح لمحارم العروس للرقص والفرحة معها ومع العريس. ذلك لم يعد مناسبًا لأغلب العائلات، فهم يريدون الاختلاط والرقص جماعة، فقررنا الابتعاد حتى لا نتلوث بالذنوب”.