إنها الصورة التي غيّرت مجرى علم الفلك إلى الأبد ،
إضافة الى بعض النجوم المتلألأة وحزم الأشعة الصادرة عنها، فإن كل نقطة منفردة تراها في الصورة أدناه ليست نجماً، وإنما مجرة كاملة.
ورغم أنه لم يكن لديهم أدنى فكرة عمّا سيرونه، حداهم الأمل في وصول أطوال موجية من ضوء أقدم من الذي شاهدناه سابقاً في تطور الكون، وذلك عبر التحديق نحو بقعة مظلمة من الفضاء. كانت تلك مغامرةً كبيرةً جداً؛ ففي ذلك الوقت لم تكن ناسا قادرةً على تحمل أي خسارة مالية، فلم يكن قد مضى وقت طويل على الخطأ الذي قامت به بعثة العلماء حين أرسلت مرصد هابل إلى الفضاء بمرآة خاطئة، مما قاد إلى ثلاث سنوات من التقاط صور ضبابية مشوشة وأدى ذلك إلى جعل وكالة الفضاء الامريكية أضحوكة للحكومة والإعلام على مدار عدة شهور، (إن النظر إلى وجوه علماء ناسا عند إصلاح مرآته تستحق المشاهدة لوحدها).
على أية حال قرر ويليامز، متجاهلاً الكارهين، التقاط (صورة اللاشيء)، وكانت النتيجة صورة حقل هابل السحيق وهي أول صورة مأخوذة لزمن بعيد جدا؛ قدمت تلك الصورة تقنية جديدة في مجال علم الفلك، ولعل الأهم من ذلك أنها غيرت طريقة نشر العلماء للمعلومات إلى الأبد، لكن نترك للفيديو أعلاه توضيح هذه القضية.
من المؤكد أننا مدينون بالكثير لمرصد هابل والعلماء الذين كانوا وراء التقاط هذه الصور الجنونية؛ ومن الحتمي أيضاً أننا سنفتقد مرصد هابل بعد أن ينتهي من عمله في نهاية المطاف.