في دراسة مثيرة للجدل، أكدت جامعة ليفربول الأيرلندية أن التغيرات الجذرية في لوحات الفنانين تكشف تدهور المخ لديهم وإصابتهم بمرض الألزهايمر.
وذكرت صحيفة “جارديان” البريطانية، نقلا عن علماء النفس بالجامعة، أن العلامات الأولى من التدهور الإدراكي قد تكشف عن نفسها من خلال ضربات فرشاة الفنان قبل سنوات عديدة من تشخيص إصابته بالألزهايمر.
ودرس العلماء أكثر من ٢٠٠٠ لوحة لـ٧ فنانين كبار،
وشملت قائمة الفنانين الـ٧ كلود مونيه، وبابلو بيكاسو، ومارك شاجال، والذين تقدموا جميعا في العمر دون إصابتهم بالمرض. وكذلك سلفادور دالي، ونورفال موريسو، اللذين عانا من الشلل الرعاش. ويلام دي كونينج وجيمس بروكس، اللذان أصيبا بالألزهايمر.
وأوضح العلماء أن التغييرات التي كشفت التدهور العقلي أصبحت ملحوظة عندما كان الفنانون في الأربعينيات من العمر، وأكدوا أن نتائج الدراسة لا تعني استخدام اللوحات كاختبار مبكر للمرض، إنما تفتح آفاقا جديدة لتحليل المرض.
واستخدم العلماء برامج التصوير الرقمي لحساب معادلة رياضية تسمى “الكثافة الكسرية” التي تفاوتت في لوحات الفنانين على مدى حياتهم المهنية. وهذه الكثافة الكسرية هي أنماط هندسية تكرر نفسها علي أحجام مختلفة، وتتضح في أشكال الطبيعة وتفرع الأشجار والأنهار، وفي الملامح الصخرية من السواحل.
وفي اللوحات، تظهر هذه الأنماط مع ضربات أصغر الفرش بعد استخدامها على نطاقات أوسع. وظهر تغير هذه الأنماط خلال حياة الفنان المهنية، لكن في حالتي كونينج وبروكس تغير المقياس بشكل كبير وانخفض بشكل حاد مع تقدم أعمارهما. وبمعنى آخر فإن الرسامين يؤدون عملهم بالشكل المعتاد لكن عندما يحدث شيء في الدماغ، يبدأ التغيير جذري.
وأضافوا أن الأنماط في لوحات مونيه وبيكاسو وشاجال كانت تميل إلى الارتفاع مع تقدمهم في العمر. أما لدى دالي وموريسو فاتخذت شكل حرف يو بالإنجليزية. أما النتيجة الأبرز كانت في أعمال دي كونينج وبروكس، التي بدأت عالية ثم انخفضت بسرعة مع سن الـ٤٠.
وكانت دراسات سابقة قد كشفت عن مؤشرات مبكرة على الألزهايمر في اللغة التي استخدمها من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان، والروائي والفيلسوف ايريس مردوخ.