Saad Hashmi | HIPA
بيت الزبير العُمانيّ يتألّق حاصداً لقب البحث الفوتوغرافيّ المميز
جائزة حمدان بن محمد للتصوير تعلن أسماء الفائزين بجوائزها الخاصة لدورة “التحدي”
12 مارس 2017
أعلن مجلس أمناء جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، عن أسماء فائزيها بالفئات الخاصة للدورة السادسة “التحدي”، والذين سيتمّ تكريمهم مع الفائزين بالمحاور الأخرى للدورة السادسة مساء الأربعاء القادم 15 مارس 2017، ضمن الحفل الختامي للجائزة الذي يرعاه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وليّ عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي راعي الجائزة، بحضور عددٍ من الشخصيات الفنية والثقافية الهامة من مختلف دول العالم.
بيت الزبير: علامة فوتوغرافية مضيئة من أرض السلطنة
تمّ منح جائزة البحث / التقرير الفوتوغرافيّ المميّز، لمؤسسة “بيت الزبير”، وهي مؤسسة ثقافية عُمانية بدأت بمتحفٍ خاص عام 1998. تدير المؤسسة متحف بيت الزبير ومشروعاتٍ أخرى متعلِّقة بالثقافة والفنون والآداب وخدمة المجتمع والنشر. قطاع التصوير كان على رأس اهتمامات المؤسسة إيماناً منها بحيوية هذا القطاع الإبداعيّ ورغبةً منها بتعزيز الإمكانات الفنية للمهتمين به من مختلف الشرائح والفئات، بجانب الاهتمام الشخصي من معالي محمد الزبير، مؤسِّس البيت.
مَارَسَ بيت الزبير دوراً جوهرياً كموصِّلٍ بين المصورين العُمانيين وبيئتهم وبين التجارب البصرية العالمية، بجانب الاستضافات الفاعلة لأشهر المصورين الدوليين وتنظيم الورش التدريبية والبرامج الثقافية والمعرفية والمعارض والملتقيات لمختلف فئات المصورين، والمشاركة في مختلف التظاهرات الفوتوغرافية محلياً ودولياً.
ويُحسب للمؤسسة اهتمامها الخاص بإبداعات ومواهب الشباب وطلبة المدارس من خلال احتضان معارضهم وتقديم جميع التسهيلات لهم وإرشادهم لطرق التطوّر والارتقاء. كما تميَّزت بتخصيصها جناحاً دائماً يُعنى بالذاكرة المكانية عارضاً صور مسقط القديمة وأهم الأسماء والرموز من مختلف قطاعات الحياة السياسية والاقتصادية والبيئات التعليمية وكواليس الحياة الاجتماعية فيها. ومن أبرز إنجازات المؤسسة إصدارتها الثقافية والفنية، والتي كان للتصوير الضوئي النصيب الأكبر فيها من خلال إصدار كتبٍ مصوَّرة ذات قيمةٍ بصريةٍ ومعرفيةٍ وفنيةٍ كبرى. حيث أصدرت المؤسَّسة أكثر من عشرة كتبٍ قيِّمة من المستوى المرجعيّ، نجحوا في تقديم سلطنة عُمان في الماضي وربطها بصرياً بالحاضر بأسلوبٍ يمزج بين الاحترافية والبساطة. ومن ذلك كتاب “عُمان بلادي الجميلة” وكتاب “مناظر من ظفار” وكتاب “جبال وأودية عُمان” وكتاب “نافذة على عُمان”.
وتعليقاً على الفوز، صرّح الدكتور محمد الشحّي، مدير عام المؤسسة بقوله: النقل البصريّ للحظاتٍ عبر حركة الزمن هو فعلٌ إبداعيّ وصورةٌ من صور النبوغ الإنسانيّ بشكلٍ أو بآخر، ونحن في بيت الزبير أدركنا منذ بواكير إنشاء هذه المؤسسة أهمية الذاكرة البصرية التي تحرس برواز التأمل والجمال ليظلّ متدفقاً بإلهاماته التي تؤثّث الوعي الجمالي والقيم المعرفية في مجال التصوير. إن فوز بيت الزبير بفرع البحوث والتقارير في هذه الجائزة الدولية الأبرز، يمثل لنا دافعاً مهماُ لمواصلة العمل على تبنّي المشاريع الإبداعية في مجال التصوير، إن جائزة حمدان علامةٌ مضيئةٌ بارزةٌ ومُلهِمة في طريقٍ طويل لكل المهتمين بالتصوير الضوئي، نبارك لكل من ينال شرف التتويج بها.
المصور الأمريكي “إيليوت إروت” ينال الجائزة التقديرية
تمّ منح الجائزة التقديرية للمصور الأمريكيّ “إيليوت إروت”، المولود في فرنسا عام 1928 لأبوين روسيين مهاجرين، والذي هاجر للولايات المتحدة الأمريكية واستقرّ فيها منذ عام 1939. خلال وجوده في مدرسة “هوليوود” الثانوية عَمِلَ إروت في غرفةٍ مظلمةٍ تجاريةٍ تطبع صوراً مُوقَّعة لنجوم السينما للمعجبين. خلال رحلة بحثه عن عمل في نيويورك، التقى بـ”إدوارد ستايكن”، “روبرت كابا” و”روي سترايكر” الذين أُعجبوا بأعماله الفوتوغرافية وقدّموا له النصائح الثمينة للارتقاء عالياً في مجاله. في عام 1953 دُعِيَ للانضمام لعضوية “ماغنوم” من قبل مؤسِّسها “روبرت كابا”. وفي عام 1968 أصبح رئيساً لتلك الوكالة المرموقة لثلاث دورات، ولا يزال حتى اليوم من أبرز أعضائها ورموزها.
انتشرت كتب إروت ومقالاته وأعماله الفوتوغرافية والإعلانية في المطبوعات ووسائل الإعلام المختلفة على مدى 40 عاماً، وخلال عمله كمصور بدأ بصناعة الأفلام في السبعينات. وتشمل أفلامه الوثائقية “الجمال لا يعرف الألم” 1971، “العشب الأحمر والأبيض والأزرق” 1973، برعايةٍ ومنحة من معهد الأفلام الأمريكي، وأيضاً فيلم “صُنّاع الزجاج في هِرات” 1977.
يكرِّس إروت وقت فراغه في تأليف الكتب وعرض أعماله في المعارض والمتاحف، إلى جانب عمله مع المجلات والعملاء في قطاعي الإعلان والصناعات المختلفة، وقد ألَّف حتى الآن أكثر من 30 كتاباً في التصوير الفوتوغرافي. أقام إروت عدداً من المعارض الشخصية لأعماله في الأماكن العامة بما فيها متحف الفن الحديث في نيويورك، ومعهد الفن في شيكاغو، ومؤسسة سميثسونيان في العاصمة واشنطن، ومتحف الفن الحديث في باريس (قصر طوكيو)، متحف كونستهاوس في زيوريخ، متحف رينا صوفيا في مدريد، باربيكان في لندن، جمعية التصوير الملكية في باث، متحف الفنون في نيو ساوث ويلز في سيدني، أوبيردان سبازيو في ميلان. كما أنّ العديد من المعارض الخاصة المنتشرة في جميع أنحاء العالم تعرض وتروّج وتبيع أعماله الفوتوغرافية المميّزة.
وتعليقاً على فوزه قال إروت: أتقدّم بجزيل الشكر لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي – الرائدة عالمياً في الترويج للتصوير كفنٍ أصيل – لمنحي هذه الجائزة المشرِّفة، فخورٌ بهذا التقدير الذي يكتسب أهميةً خاصة في هذه المرحلة من مسيرتي المهنية الفوتوغرافية. يؤسفني عدم قدرتي على استلام الجائزة شخصياً، وقد أوفدتُ ابني “ميشا” لاستلامها بالنيابة عني.
سعادة الأمين العام للجائزة، علي خليفة بن ثالث، ثمّن القيمة الفنية للفائزين معتبراً أن ماقدّماه طوال مسيرتهما في عالم التصوير الضوئي جديرٌ بالاحترام والتقدير من ناحية، وبتسليط الضوء عليهم دولياً من ناحيةٍ أخرى للإفادة من نتاجهم الفنيّ والفكريّ الإبداعيّ، معتبراً أنّ مجتمع المصورين حول العالم سيشعر بفارقٍ جوهريّ كبيرٍ لدى اطلاعه على الزخم المعرفيّ الفريد لديهما.