كتب- محمد زكريا:
تصوير- رفيق كحالي وعمر عبادة ولطيفة هرموش ومولاي أحمد ووليد أحمدون:
بينما يحتفل العالم في الـ8 من مارس بحلول عيد المرأة، يأتي اليوم شاهدًا على كفاح السيدة العربية.
وسط مدينة شفشاون شمال المغرب، تجلس سيدة على عتبة منزلها العتيق، تٌمسك بيدها عصا تعينها على الزمان، بينما تسند اليسرى تجاعيد وجهها الشاهد على كفاح الأم الطويل.
داخل جدران المدينة المُلقبة بـالحلم الأزرق، تجلس أخرى في هدوء، يحني ظهرها عمر طويل، تُحيط يُمناها بثَغرها المُبتسم على استحياء، بينما يرسم وجهها رحلة أم أكملت رسالتها بالتمام.
نفس الرسالة يرسمها وجه آخر، يُغلفه “شال” يعبر عن طبيعة جبلية، فيما ينبض قلبها الحنون ابتسامة خجولة، يعلوها بريق أعين عاصرت سنوات من العمل الأُسري المُمتد لعشرات السنين.
وسط أحد حقول المدينة المغربية، تنهمك ثلاث سيدات في جمع المحصول، تُزين ملابسهم ألوان تليق بالأمل في غد أفضل.
وفي ساعات الصباح الأولى، تُمطر السماء بماء خفيف، تتكئ عجوز على مظلة مٌغلقة، بينما تنظر بجدية تليق بمشوار حياة صعب.
على مدخل أحد بيوت المدينة الزرقاء، تتبع سيدة مثيلتها في رضا، تحمل لوح خشبي يعلو سطحه خُبز مُعجن، فيما يشغل عقلها الحصول على قليل من المال اللازم لغذاء أولادها. بينما تتزين أخرى، داخل منزل مُرصع بالتحف، في انتظار هدية الزوج لها في يومها الثانوي.
على بُعد كيلو مترات من شفشاون، داخل مدينة فاس المغربية، بينما تلتقط العدسة جسد يتعكز على عصا خشبية، تتساءل السيدة عن أصل مُلتقطها، يأتيها الرد “مغربية”، ترد المرأة في جدية “عندي ثقة فيكي إنك تطلعيني جميلة في الصورة”، بينما يبتسم قلبها الحنون.
داخل خيمة تليق ببيئة صحراوية، تصب أخرى أكوب الشاي، تستضيف زوار مدينتها مرزوكة المغربية، بينما تحكي عن أسرتها التي حفظتها بقلب الأم العطوف.
في السودان، تٌغطي امرأة رأسها بأقمشة ملونة، تليق بوجه راض رغم مسيرة لم تكتمل تمامًا، بينما يُغطي شَعر سيدة أخرى أسود يتلائم مع وجه ذاق العمل الشاق.
بابتسامة جميلة، تحمل سيدة لوح خشبي يتقدمه حروف أبجدية، تتوجه المرأة نحو تعليم صغار بلدتها قواعد اللغة العربية. أخرى يكسوها وهن على ضيق حالها. فيما تسرح ثالثة قليلًا فيما يملأ عقلها أمل في مستقبل المرأة الجزائرية.
وعلى أرض تونسية، تفترش أم منزلها المتواضع، تنهمك في طحن الدقيق، يُطالبها أولادها بالطعام، فيما تنصحهم بالصبر حتى الفرج.