الف شكر سعادة السفير يسري القويضي نورت المعرض ويسلم قلمك حضرتك وتحليل سيادتكم .. سعيد جدا برأي حضرتك
عرض ” الشريان ”
للفنان أيمن لطفي
يعرض الصديق الفنان أيمن لطفي مجموعة من أعماله الفوتوفرافية تحت عنوان ” الشريان ” بقاعة الباب، الملحقة بمتحف الفن المصري الحديث (مارس 2017م).
إستقبلتني لوحات العرض بترحاب وقور، ألوانها مريحة للنظر، غير مستفزة للبصر، بها توازن محسوب بين المساحات القاتمة والأجزاء المضيئة ……… لاحظت حرص الفنان – في عدد من لوحاته – علي إستخدام بؤرة حمراء اللون تجذب الإنتباه، يكسر بها المساحات الرمادية، وتمثلت البؤرة في أشياء بسيطة مثل (وردة، خيوط صوفية، شفاه الفم، طلاء الأظافر، باروكة حمراء، شريط شعر……..الخ)، مما أضفي تأثيرا مريحا، ساعدني علي تأمل اللوحات بتمعن وهدوء.
في بعض لوحاته أستشففت تقارب أسلوبه مع أسلوب الفنانة الإيرانية شرين نشأت، من حيث الإستعانة بكتابات بحروف عربية سواء في خلفية اللوحات، أو ظاهرة ومنعكسة علي جسد الموديل.
إستعان الفنان بموديل أنثوي رقيقة، صورها في جلسات متنوعة، ومعها رموز تمثلت في أشياء مثل ( الهدف، غلالة شفافة، قناع حديدي، قناع ضد الغازات السامة، سلاسل وقفل، مخرطة، نبات الصبار………..الخ) الأمر الذي يدفع المشاهد لفك تلك الرموز، حتي يفهم المقصود منها……………… وهنا تتبدي روعة وجمال الأساليب الفنية الحديثة، التي لا تبوح بما يعنيه الفنان بشكل مباشر، بل تترك للمشاهد متعة الإستمتاع بحل شفرة اللوحات، للوصول لإجابات علي الأسئلة التي تخطر بباله………. وبالقطع ستختلف الإجابات من فرد الي آخر، وهذا منطقي حيث أن للحقيقة أكثر من وجه، وكلها صحيحة.
بدت المسحة السيريالية واضحة في بعض اللوحات، وبخاصة تلك التي صورها بالأبيض والأسود، وهنا يكشف الفنان عن قدراته التقنية البارعة، التي مكنته من المزج والدمج بين العناصر، تكبير بعضها، وتصغير بعضها الآخر، والجمع بين أشياء متنوعة تختلف مكانا وزمانا، ليخرج علينا في النهاية بصورة سيريالية، جاد بها خياله وقريحته.
ختاما، خالص التهنئة للفنان أيمن لطفي الذي عودنا دائما علي تقديم مستو راق من الأساليب الحديثة للتصوير الفوتوغرافي الأبيض والأسود والملون علي حد سواء – وفي إنتظار العروض الجديدة مستقبلا بإذن الله.
السفير/ يسري القويضي
القاهرة في 4 مارس 2017