برعاية رئيسية من بنك فلسطين دار الكلمة الجامعية تتوج ثلاثة فائزين بجائزة المصورة كريمة عبود للتصوير الفوتوغرافي
عالم التصوير والمعرفة – رام الله – وسط أجواء ثقافية مفعمة بالإبداع في التصوير الفوتوغرافي، ومواهب شبابية ممزوجة بأجمل اللقطات المعبرة، وتحت شعار “إنسان من فلسطين”، وبرعاية رئيسية من بنك فلسطين، توجت دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في مدينة بيت لحم، وضمن فعاليات الاحتفال بمرور عشرة أعوام على تأسيسها ثلاثة فائزين بجائزة المصورة كريمة عبود للتصوير الفوتوغرافي لعام 2016، وذلك على مسرح دار الكلمة الجامعية.
وقد حضر الحفل عدد من الشخصيات الفنية والاجتماعية والسياسية والدينية الدولية والفلسطينية الاعتبارية العامة رفيعة المستوى، الى جانب حضور شبابي كبير للمهتمين بالتصوير الفوتوغرافي الإبداعي.
ورحبت عريفة الحفل انجي سابا بالحضور جميعاً، مقدمة شرحاً عن أهمية جائزة المصورة كريمة عبود للتصوير الفوتوغرافي، وعن امتنان دار الكلمة الجامعية بحضور هذا الحشد الكبير المحلي والعالمي.
وقد القى القس الدكتور متري الراهب رئيس دار الكلمة الجامعية كلمة رحب خلالها بالحضور وبالفنانة التشكيلية الفلسطينية تمام الأكحل، وأكد “تحتفل دار الكلمة الجامعية هذا العام بمرور عشر سنوات على تأسيسها صرحاً أكاديمياً، منبرأ ثقافياً ومنصة فنية تهتم بصقل مواهب الشباب الفنية واعطاءهم ما يحتاجون من علم ومعرفة ومهارات كي يرسموا أقواس قزح تطرد عنا ظلمة الإحتلال والطغيان وكي يكونوا سفراء فلسطين، فلسطين الحضارة، فلسطين المنارة، وفلسطين الحرة”.
وأضاف:”حتى عشر سنين ونيف لم يكن أحد في فلسطين يعرف شيئاً عن هذا الإسم كريمة عبود، ولكنها الصدف التي شاءت أن نمسك بطرف خيط فنتبعه بحثاً وتقصياً لنكتشف فجأة أننا أمام إمرأة ولا كل النساء، إحترفت التصوير الفوتوغرافي اوائل القرن العشرين لتصير أول إمرأة في العالم العربي تمتهن التصوير وتمارسه لمدة ربع قرن ونيف”.
واختتم كلمته قائلاً: “لقد استطاعت كريمة عبود، والتي ولدت في هذه المدينة، بيت لحم، في عام 1893 من أن توثق بعدستها فلسطين ما قبل النكبة، فلسطين قبل أن يشوه المحتل وجهها، فلسطين الأمل، العلم، التقدم، والرخاء. إذ نطلق اليوم إسم الراحلة كريمة عبود على هذه الجائزة للتصوير الفوتوغرافي، إنما نفعل ذلك لتخليد هذا الإرث من العطاء، وللإعتراف بهذا الفضل والإنجاز، وللإحتفال بهذه العبقرية النسوية الفلسطينية التي ناطحت السحاب. ولكننا لا نريد أن نبقى أسرى الماضي على جماله، ولا أسرى التاريخ على روعته، بل إذ نطلق هذه الجائزة إنما نريد ان نمكن الجيل الواعد في فلسطين ان يستلهم من عطاء هؤلاء العمالقة قوة للتحليق الى العلاء، ووحياً للبلوغ الى قمم الجبال ومنصة للإنطلاق الى النجومية والإبداع”.
وذكر الدكتور إيهاب بسيسو وزيرالثقافة الفلسطيني خلال كلمته: “ان الصور واللوحات التي صورتها المصورة كريمة عبود كانت بمثابة تأكيد اضافي للحق الفلسطيني، وكانت تجسد الدور الحقيقي والفعال للمجتمع الفلسطيني، وتمنحنا الطاقة في زمن نواجه فيه الكثير من التحديات، وان العودة الى المصورة كريمة عبود يعني العودل الى المستقبل فينا للعمل من أجل مواجهة الرواية الاسرائيلية وهو ما يجسد الأعمال المتنافسة على الجائزة من كامل الجغرافيا الفلسطينية”.
وأشاد على اهتمام الوزارة بالشراكة المتميزة مع دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة، وشكر القس الدكتور متري الراهب رئيس دار الكلمة الجامعية على عمله المتواصل”.
كما وقدمت السيدة راية سبيتاني منسقة دائرة تطوير وتنفيذ البرامج في بنك فلسطين شرحا حول برنامج فلسطينية لإدارة الأعمال والذي يأتي ضمن برنامج البنك الرئيسي لدعم النساء الفلسطينيات، ويهدف الى تطوير مهارات العمل والقيادة للنساء الرياديات وصاحبات الأعمال، وتحفيز وتطوير النساء القياديات للشركات الصغيرة والمتوسطة في فلسطين من خلال تطوير مهاراتهن في مجالات مختلفة”.
وقالت خلال كلمتها: “نفتخر بالمصورة كريمة عبود لأنها قدوة لكثير من النساء في العالم”.
كما وألقت الفنانة التشكيلية الفلسطينية تمام الأكحل المتحدثة الرئيسية خلال الحفل حول “كريمة عبود: الفن والصورة” كلمتها والتي ذكرت خلالها:”انها تميزت صور المصورة كريمة عبود بصورها وكأنها لوحات تشكيلية، وبقوة التقنيات الفنية المستخدمة والتي منحتها الجدارة في الاستمرار”.
وذكرت المخرجة محاسن ناصر الدين منسقة مشروع مسابقة كريمة عبود والمحاضرة في دار الكلمة الجامعية في كلمتها: ” نحن نفتخر بهذه المبادرة التي شارك فيها فنانين وفنانات من جميع ربوع الوطن بصور فوتوغرافية تجمع في لغتها البصرية بين الفكر والجمال لتعبر عن مضامين مختلفة، إضافة الى استعادة ارث المصورة كريمة عبود الى الحيز الثقافي الفلسطيني”.
ومن ثم قامت بإعلان اسماء الفائزين الثلاثة فنالت الفنانة الشابة نهاية الحاج المرتبة الأولى، ونالت الفنانة الشابة مي حرباوي المرتبة الثانية، كما ونال الفنان الشاب وسيم علي المرتبة الثالثة، ومن ثم قام القس الدكتور متري الراهب برفقة كل من معالي وزير الثقافة الدكتور إيهاب بسيسو، والفنانة التشكيلية الفلسطينية تمام الأكحل، المخرجة محاسن ناصر الدين، (بنك فلسطين)، ووسط تصفيق الحضور وبهجتهم بتتويج الفائزين الثلاث بالجوائز المادية، وبتسليم الشهادات للمتأهلين للمرحلة النهائية، وهم: لؤي صبابا، علاء أبو أسعد، محمود الكرد، مجد صانوري، مي حرباوي، محمد شلودي، نهاية الحاج، ريم أبو حديد، صالح زغاري، وسيم علي.
وتخلل الاحتفال عرض فيلم بعنوان “صور مستعادة” للمخرجة محاسن ناصر الدين، والذي يلقي الضوء عن حياة وتاريخ المصورة كريمة عبود وهي أول مصورة فلسطينية التي زاولت مهنة التصوير في اعوام ما قبل عام 1920، وأيضاً تخلل عرض لأعمال الفنانين والفنانات الذين تأهلوا للمرحلة النهائية في مسابقة جائزة المصورة كريمة عبود للتصوير الفوتوغرافي.
وتعتبر دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة والتي تحتفل هذا العام بمرورعشرة أعوام على تأسيسها، بأنها أول مؤسسة تعليم عالي فلسطينية، تركز تخصصاتها على الفنون الأدائية والمرئية والتراث الفلسطيني والتصميم، كما وتمنح درجة البكالوريوس في التصميم الجرافيكي والفنون المعاصرة وانتاج الأفلام، ودرجة الدبلوم في المهن السينمائية والتلفزيونية، الدراما والأداء المسرحي، الفنون التشكيلية المعاصرة، الزجاج والخزف، فن الصياغة التربية فنية، الأداء الموسيقي، الأدلاء السياحيين الفلسطينيين، فنون الطبخ وخدمة الطعام وبرنامج ضيافة الطعام المتقدمة، وتعمل على تطوير مهارات ومواهب طلابها لتخرجهم سفراء لوطنهم وثقافتهم وحضارتهم.