متنقلا بين حياة الريف وصخب المدينة بحثا عن معاناة المتعبين، نال المصور البحريني المحترف سعيد ضاحي 200 جائزة في مسابقات عالمية لها وزنها الضوئي في أكثر من 30 دولة.
ورغم حياته التصويرية القصيرة إلا أنه اقتطع مشوارا طويلا في تفاصيل الضوء واللون، مصدره تلك الوجوه المنهكة التي تحمل مشاعر وأحاسيس وخيالات جذابة عبر إطار زمني ممتد ومنفتح، استطاعت أن تستوقف الزمن للحظات عصيبة.
سعيد جاء من بيئة بحرية هادئة في كل شيء، حتى إن زرقة البحر وأصوات الأمواج لا تفارق مخيلته، ومنحه لون اخضرار النخيل مزاجا فنيا راقيا مثل غروب الأصيل على شواطئ المنامة، فترجم بالعدسة حكاياته الكثيرة مع الناس، فسافر إلى البلدان بحثا عن المختبئين وراء العتمة.
كانت انطلاقته بالفوز بالميدالية الذهبية في مسابقة الدانوب بدولة صربيا عام 2013، كأول جائزة عالمية جعلته يحمل كاميرته على ظهره.
وضاحي لا يعتبر الصورة سلاحا فحسب، بل يعدها سلطة وخطيبا بارع التأثير في الجمهور، تغني عن مليون كلمة، وعن ذلك يقول: نعيش في عصر حضارة الصورة المزدهر، حيث بنى الإنسان عن طريقها علاقة جديدة مع الزمان والمكان، وصار يشاهد الأحداث لحظة وقوعها بشكل مرئي ومحسوس.
ولعبت وسائل الإعلام دورا أساسيا في زيادة أهمية الصورة.
ويبرر ضاحي بأن الصورة تستمد قوتها من أقوى الحواس البشرية، إذ تزود العين الفرد بأكثر من 80% من المعارف التي يحصل عليها، بينما تتشارك الحواس الأخرى في النسبة المتبقية، فضلا عن قدرتها الفائقة على ترجمة المشاعر والأحاسيس، وملامسة العواطف والمشاعر والأفكار، كما تتفرد بمزايا عدة في الإقناع والاستثارة والاندهاش وسهولة الاستيعاب الفوري.