فوتوغرافيا
عدسات الأطفال .. رؤية المستقبل
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
عندما تمسك الأيدي الغضّة بالكاميرا فإن اللهو واللعب يكونان أول النوايا، ثم يأتي الفضول ليلعب دوراً أكبر في التعرّف على هذه الآلة العجيبة. في الواقع أن أحد أهم الأسباب التي تثير اهتمام الأطفال بالكاميرا هو ملاحظتهم لطريقة تعامل الكبار معها ! ذلك الوقت والمجهود والتركيز الشديد في التقاط الصور يجعلهم يستغربون في البداية، ثم تبدأ رحلتهم مع التجربة والاكتشاف وملاحظة الصور التي بإمكانهم التقاطها.
الحس البصري لدى الأطفال عامةً مختلف ومميّز، إذ يكون صافياً واضحاً بعيداً عن التشويش والتقاطع مع المهام الذهنية المتعدّدة لدى الكبار. وهذا يولّد لديهم مصداقية كبيرة في نقل الصور من الواقع إلى العدسة والتعبير عنها ومناقشتها. الأطفال في الغالب يولون الاهتمام للمعلومات الواصلة لهم من الكبار بغية التعلّم والاكتساب، وفي حال راقهم موضوع التصوير فهم يوظّفون سرعة بديهتهم ومهارة التعلّم السريع في اختصار الوقت للبدء بإنتاج صور مثيرة للإعجاب. ثم بعد ذلك يتفنّنون في كسر القواعد والأطر والتوجيهات التي تلقّوها تحت تأثير النتائج التجريبية التي يلمسونها، فيعملون كمجموعات على تطويرها ورسم قواعد جديدة تخصّهم وحدهم.
في العديد من المجتمعات الفنية العربية تُقام معارض فوتوغرافية تعرض إبداعات الطفولة التي ترجمتها الكاميرا لرسائل أذهلت الكبار وفاقت تصوّراتهم وكسرت قوالب توقعاتهم ! في إحدى تلك المعارض سأل صحافيّ أحد المصورين الأطفال عن أهم الأسباب التي تجعله يهتم بالتصوير الفوتوغرافي، فأجاب الطفل بأنه يقوم بالتصوير كي يوصل بعض المعاني والرسائل للكبار، حيث أنه من الصعب أن يتقبّلوها منه بالكلام لصغر سنه ! كما أنه تحدّى نفسه في عددٍ من الأعمال كي يثبت للكبار أن الصغار يصنعون الإبداع بأدواتهم الخاصة التي قد يسخر منها الكبار!
أحد الأطفال المصورين في أوروبا قال في مقابلة أنه ممتعض من الكثير من الأشياء التي صنعها الكبار حوله، لذا لجأ للتصوير كي يحدّد الأمور التي يجب إصلاحها كي يعيش هو وأقرانه مستقبلاً أفضل !
فلاش
تأمّل صور الأطفال جيداً .. لترى ملامح المستقبل الذي يخصّهم ..