«زي النهارده».. وفاة الطيب صالح «عبقري الرواية العربية» 18 فبراير 2009
الطيب صالح، أديب سوداني، وأحد أشهر الأدباء العرب، أطلق عليه النقاد لقب «عبقري الرواية العربية»، وهو مولود في 12 يوليو 1929، في إقليم مروي شمالي السودان بالقرب من قرية دبة الفقراء إحدى قرى قبيلة الركابية، التي ينتسب إليها.
وعاش مطلع حياته وطفولته في ذلك الإقليم، وفي شبابه انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته، فحصل من جامعتها على درجة البكالوريوس في العلوم وسافر لإنجلترا وواصل دراسته، وغيّر تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية السياسية.
وتنقل بين عدة مواقع مهنية، ثم عمل لسنوات طويلة في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، وترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما، وبعد استقالته من الـ«بي بي سي» عاد إلى السودان وعمل لفترة في الإذاعة السودانية، ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفاً على أجهزتها وعمل بعد ذلك مديراً إقليمياً بمنظمة اليونيسكو في باريس.
وكان ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي ويمكن القول إن حالة الترحال والتنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب أكسبته خبرة واسعة بأحوال الحياة والعالم، وأهم من ذلك أحوال أمته وقضاياها، وهو ما وظفه في كتاباته وأعماله الروائية، وخاصة روايته العالمية «موسم الهجرة إلى الشمال»، كما تطرقت إلى الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية.
وكتب العديد من الروايات التي ترجمت إلى أكثر من 30 لغة وهي: «موسم الهجرة إلى الشمال» و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسى».
وتعتبر روايته «موسم الهجرة إلى الشمال» واحدة من أفضل 100 رواية في العالم، وحصلت على العديد من الجوائز: وتم تحويل روايته «عرس الزين» إلى دراما في ليبيا ولفيلم سينمائي من إخراج المخرج الكويتي، خالد صديق، في أواخر السبعينيات.
في مجال الصحافة، كتب خلال 10 أعوام عموداً أسبوعياً في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم «المجلة» خلال عمله في هيئة الإذاعة البريطانية، إلى أن توفي «زي النهارده» في 18 فبراير 2009 في لندن ودفن في السودان.