تنقل أفراحهم ومعاناتهم بلا رتوش
عدسة يوسف بن شكر تروي حكايات الناس
تذهب الصورة بك بعيداً، فهي لغة تفوقت على لغات العالم تخاطب العين والعقل والقلب بلغة تجاوزت فيها جميع اللهجات، فهي تشعرك وكأنك تريد أن تمسك بالأشياء، هذا الإحساس يمنحك إياه المصور الفوتوغرافي الإماراتي يوسف بن شكر فهو يعايش الناس ويترصد الجمال في كل مكان يسافر إليه، فأنامله عشقت مداعبة الكاميرا.
فالتقطت حكايات الناس وقصص الثراء الطبيعي الخلاب في العالم، له العديد من الإنجازات وحصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية، وفي حوار خاص مع «البيان» يحدثنا بن شكر عن رحلته المثيرة في عالم التصوير الفوتوغرافي، لننظر بعدسته إلى الحكايات التي ترويها عن حياة الناس.
عوامل النجاح
في البداية حدثنا عن رحلتك مع العدسة والتصوير الفوتوغرافي؟
كانت لقطة جميلة تلك التي قادتني إلى عالم التصوير، حيث كنت أدرس عام 2006 في بريطانيا وأوثق حياتي اليومية مع زملائي بكاميرا هدية من والدتي، وبمرور الوقت زاد تعلقي وحبي لها، وأصبحت الكاميرا لا تفارقني، وبعد تخرجي أهداني شقيقي أول كاميرا احترافية، ومعها كانت انطلاقتي في عالم التصوير الفوتوغرافي.
واكتشفت أنه عالم واسع يحتاج إلى دراسة وبحث عن عوامل نجاح الصورة، والطرق الاحترافية في اختيار اللقطة المناسبة بالوقت المناسب، وفي البداية كان تستهويني جميع مجالات التصوير، لكن اليوم أجد نفسي أميل أكثر إلى مجال تصوير البورتريه وحياة الناس فقد أصبح تخصصي وبصمتي الخاصة بين المصورين في هذا العالم المشوق.
تفاصيل ومشاهد
حدثنا عن أسفارك والأماكن التي التقطتها عدستك؟ وهل تستطيع الصورة أن تشبع العين عن الشغف بالمكان؟
بدأت التصوير في الإمارات، ومن النطاق المحلي سافرت إلى دول الخليج، ثم انطلقت مع عدستي إلى التصوير في الدول الأجنبية كالهند والصين وبريطانيا ونيبال وكشمير وقد واجهت الكثير من الصعوبات، نظراً لاختلاف الثقافات، ولأني اخترت تصوير حياة الناس فكنت أسافر إلى المناطق والقرى النائية والصغيرة.
والتي تبعد مسافات طويلة عن المدن الكبيرة، فمشاهد الحياة اليومية كثيراً ما يستهويني، وأحب تجسيد نبض الشارع، وتصوير أفراح الناس وأحزانهم ومعاناتهم، أنقل حياتهم بتفاصيلها كما هي بلا رتوش، وأعتبر أن ذلك تحدٍّ بالنسبة لي من خلال توثيق عادات وتقاليد الشعوب، ونقل هذه الثقافات في صورة واحدة.
سحر السماء
ماهي الخبرات التي حققتها في مجال التصوير والجوائز التي حصلت عليها؟
لقد شاركت في أكثر من 30 معرضاً داخل الدولة وخارجها، وقمت بالتحكيم في أغلب المسابقات المحلية، وأصبح لدي خبرة واسعة في تنظيم المعارض وإدارة الرحلات الفوتوغرافية، أما الجوائز.
فقد حصلت على الميدالية الذهبية في مسابقة بنغلاديش للتصوير الضوئي، وعلى جائزة لجنة التحكيم في الدورة الرابعة من جائزة الشارقة للصور العربية 2014، وعلى الميدالية الذهبية من الجمعية الأميركية في فيتنام، وحصلت على المركز الخامس في مسابقة «سحر السماء» بتنظيم جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي.
منجم الفحم
كيف ترى اللحظة الجميلة عند التقاطك لصورة بخصوصية تامة وحرفية؟ وهل هناك شروط إبداعية تحتكم لها في لقطاتك؟
اللقطة الفوتوغرافية المثيرة هي كالضيف تأتي بدون ميعاد، ولقد كانت رحلتي إلى الهند من أجمل مغامراتي الفوتوغرافية، واستطعت بكاميرتي اقتناص أجمل اللقطات، وأثناء الرحلة قمت بالنزول لتصوير منجم فحم يبعد عن مدينة حيدر آباد أكثر من 6 ساعات، وبعد حصولي على تصريح للدخول للمنجم قمت بتصوير وتوثيق مشاهد العمال وهم يخرجون الفحم من باطن الأرض
ورغم ضعف الإضاءة في المكان لكنها كانت مغامرة لا تنسى، وبالنسبة لي الشروط الإبداعية التي تحكم لقطاتي تكمن في الحكاية التي ترويها الصورة وقصص الناس والتفاصيل المدهشة التي تحمل معنى وتقول شيئاً، وهذا ما يهمني، وأنا عندما أسافر إلى مكان أحاول أن أكون قريباً من أهله، لأشعر بما يشعرون به، وذلك يساعدني على التقاط الإحساس في الصورة تجعل الناس تشعر بجمالها كما شعرت بها عندما كنت هناك.
سكة الفني
يوسف بن شكر عضو مجلس اتحاد المصورين العرب، ورئيس نادي صقور الإمارات للتصوير، وعن فكرة مشروعه الفوتوغرافي الجديد قال: كل عام أذهب في رحلة فوتوغرافية استكشافية إلى موقع جميل ومثير حول العالم، وهذا العام اصطحبت زميلي خليل المنصوري.
وكانت وجهتنا إلى «قرية زايرو»، التي تقع على حدود الصين والهند، ونستعد حالياً لعرض الصور الاحترافية بغرض توثيق ثقافة المرأة الابتانية، في معرض سكة الفني 2017 الذي يقام الشهر المقبل.