علاقة دائما برؤية الإنسان لجسده و تحويله إلى مشروع فني ذاتي و لكن في بعده الجماعي الإنساني. استحضرت اليوم التجربة الرائعة و الساخرة للفنانة الفنلندية Iiu Susiraja, المزدادة سنة 1975.
انطلقت علاقة هذه الفنانة مع التصوير الفوتوغرافي مع أول كاميرا حصلت عليها و كان ذلك سنة 2007, سؤال الموضوع أو التيمة الذي يطرح نفسه على كل فنان, كان جوابه واضحا منذ البداية عند هذه الفنانة فهي تقول : منذ أول يوم بدأت بأخذ صور لنفسي, و تقول أيضا : أصور نفسي لأنها الموضوع الذي أعرفه جيدا.
و المجموعة التي ترونها هي من الأعمال التي المعروفة لهذه الفنانة و تجدونها هي موضوع الصور, خاصة علاقتها المسالمة بجسدها, و تحويله من هاجس و عقدة نفسية إلى مادة فنية, في الصور صراع خفي و لكن بلباس ساخر و فني, بين الجسد السمين و الأكل مثلا, صراع بين الشهوة و ضبط النفس, أيضا تجد صراعا بين الجسد و اللباس و تلك المعاناة الدائمة في اختيار الملابس, و لعلي أقف هنا مع صورة بالغة الروعة, تحمل في طياتها بلاغة بصرية مهمة و رمزية و هي تلك الصورة التي تعلق فيها الفنانة حذائها الأسود ذو الكعب العالي على ساقيها بعدما أصبح من المستحيل أن يحتوي قدماها.
سلفيهات ( إذا صح القول ) بسيطة جدا لكنها تحمل قوة رمزية لعبت على ” الفكرة ” و ” بساطة ” التنفيذ, شيئان يجعلان المتلقي يقف حائرا بين ما هو سلبي و ما هو إيجابي, تقول الفنانة : أريد أن تغير أعمالي نظرة المتلقي إلى نفسه. و هي الحقيقة التي نقف أمامها فتزعزع اليقينيات و الأفكار الجاهزة عن الجسد المثالي, و الأنثى المثالية, و بعيدا عن المضمون من الناحية الفوتغرافيا نتأكد أن عناصر القوة في الفن الفوتغرافي و الفنون الأخرى ” هو صدق العملية الفنية, التجربة الذاتية و تماهيها مع الفن, و الأهم دائما البساطة في الطرح و الإنتصار للقيم الإنسانية, فالصورة احتفال بجميل بالإنسان و باب من أبواب فهم تعقيدات الحياة, و إن كانت لا تعطي الحلول بالضرورة.
النص : عادل أزماط.
الصور : Iiu Susiraja