خطوات اختيار الكاميرا المناسبة ( الجزء الخامس )
الخطوة الخامسة : هل هذه الكاميرا تناسبني ؟
لا يزال البعض في حيرة في أي كاميرا هي الأنسب لهم و لهذا ظهرت الحاجة لهذا الجزء. فمهما كانت الكاميرا مميزة و غنية بالمواصفات الرائعة التي تجذب كل شخص، إلا أن أذواق الناس مختلفة. و من يرضى بهذه الكاميرا قد لا تعجبه تلك و إن كانت كلتاهما مميزتين و ذات مواصفات عالية. لهذا السبب فهناك خطوة يجب على المشتري القيام بها قبل الشراء ليضمن أنه سيكون راضياً – على الأرجح – باختياره و هي تجربة الكاميرا بنفسه قبل الشراء.
الخطوة الخامسة : هل هذه الكاميرا تناسبني ؟
هذه الطريقة لا تصلح مع الشراء على الانترنت في حالة عدم توفر الكاميرا المطلوبة محلياً، لكنها مناسبة لأكثر الكاميرات المتوفرة. توفر كثير من المواقع الخاصة بالشركات المنتجة للكاميرات شرحاً مصوراً للكاميرا يشمل أزرارها و صوراً لها من كل الزوايا بالإضافة إلى وصف دعائي لكل من المزايا التي قد تجذب الزبون.
هذه المواقع بالإضافة لما يصفه دليل استخدام الكاميرا الذي يتوفر غالباً بعدة لغات (ليس من ضمنها العربية عادةً للأسف) ستجعل من السهل على المستخدم نسبياً أن يبدأ في تعرفه على الكاميرا بعد استخدامها لأول مرة دون مواجهة عقبات كبيرة خصوصاً في حالة كان المستخدم ذا خبرة بنماذج سابقة مماثلة من نفس الشركة المنتجة أو سواها.و لضمان أفضل تحليل للنتائج التي حصلت عليها يفضل أن تستخدم بطاقة ذاكرة مناسبة للكاميرا التي تفكر في شرائها بحيث تخزن الصور التجريبية التي التقطتها في بطاقة ذاكرة خاصة بك سواء لمعاينة الصور على حاسوبك أو طباعتها لاحقاً للحكم على نتائج الكاميرا من وجهة نظرك الشخصية.فضلاً عن تجربتك لاستخدام الكاميرا نفسها و مدى سهولته و مرونة التحكم بها في ظروف مختلفة، ففي بعض الأحيان تجد من لا تعجبه كاميرا مميزة في نتائجها بسبب تصميمها أو لونها أو شكلها أو حتى حجمها ووزنها.
يمكن للمستخدم تجربة الصور المأخوذة من الكاميرا على حاسوبه للطباعة أو المعاينة باستخدام قارئ بطاقات ذاكرة Card Reader يدعم نوع البطاقة المستخدمة في التجربة. و تتوفر أنواع كثيرة من شركات كثيرة لكل من بطاقات الذاكرة و قارئاتها، لكنهم يؤدون الغرض نفسه في هذه الحالة.
و هنا قد تظهر مسألة أخرى و هي : هل أشتري كامير مدمجة أم SLR ؟ و ما معنى SLR أصلاً ؟ ما هي مزايا و عيوب كل اختيار ؟ و ماذا سأخسر لو دفعت أكثر للحصول على كاميرا أفضل تحقق لي نتائج أعلى مقابل ما سأحصل عليه ؟ كل هذه الأمور ستتم مناقشتها في مقالات قادمة بإذن الله ..
منذ بدأت كاميرات DSLR إصدار كاميرات يقل سعرها عن 8000 درهم قبل عدة سنين بإطلاق كانون لكاميرا EoS 300D و النايكون لكاميرا D70 ، ظهرت فئة من المستهلكين ممن لديهم ميزانية تتراوح بين 2000 – 5000 درهم أو ما يعادلها و هم يتساءلون : هل أدفع قرابة 3000 درهم لكاميرا مدمجة تتمتع بكل تلك المزايا أم أشتري كاميرا ذات عدسات متغيرة التي يسميها كثيرون حولي ( احترافية ) ؟
قد يكون سؤال كهذا أجيب جزئياً في المقال السابق بإيضاح الفروق الأساسية بين أنواع الكاميرات الرقمية ، لكن حيرة البعض قد ازدادت و تشابكت . لهذا كان لا بد من موضوع يضع صورة واضحة لكل مستهلك كيف عليه أن يصرف ميزانيته ليتجنب القرارات الخاطئة المتسرعة التي قد ينتج عنها بيع الكاميرا في أقل من 3 شهور من شرائها !
هذه المقالة ستسلط في السطور القادمة الضوء على القيود و الحريات التي يتيحها لك كل اختيار بشكل أكثر تفصيلاً .
في هذه المقالة سنتضمن كاميرات DSLR و الكاميرات المدمجةلمقارنتهم من عدة نواحي هي كما يلي :
– مقاس شريحة المستشعر ( Sensor ) و تأثيرها على الفرق بين النوعين من حيث :
دقة الصورة بالميغابكسل
مقدار التشويش خصوصاً بالضوء الخافت
حجم العدسات المستخدَمة و الكاميرا
مقدار استهلاك الطاقة
– سرعة التركيز Focus في كل من النوعين و سرعة استجابة الكاميرا
– القدرة على التصوير بالظروف المختلفة
– مزايا العدسة الواحدة ضد تعدد العدسات
– تكلفة كل من النوعين على المدى الطويل
و كلمة ختامية لشرح الاستنتاج النهائي
و سنبدأ بشرح الفرق ابتداءاً من الفرق بحجم شريحة المستشعر ، التي تزيد مساحتها في حالة كاميرات DSLR عن مثيلاتها في الكاميرات المدمجة بما يقارب 20 ضعفاً في المعتاد ، خاصة عند مقارنتها بكاميرات الزوم العالي . لكن ما هي مزايا حصول الكاميرات المدمجة على مستشعر أصغر ؟ و ماذا حصلت عليه كاميرات DSRL بالمستشعر الأكبر ؟ و ما علاقة ذلك كله بالميغابكسل ، و أداء الكاميرا ككل ؟
كما ذكرنا سابقاً من مميزات الكاميرات الرقمية ، فكل كاميرا رقمية بها شريحة مستشعر ( Sensor ) ، و لكل مستشعر مقدار معين من النقاط التي يسجلها و التي تكون الصورة النهائية . هذه النقاط هي ما نسميه بالبيكسل . فإذا كانت تلك النقاط تسمى بكسل . لماذا نقارن الكاميرات بما يسمى بالـ ( ميغابكسل ) ؟
الميغابكسل : كلمة مقسمة لقسمين : ميغا و تعني مليون . و بكسل و هي الأخرى كلمة مكونة من كلمتين : Picture Element أو عنصر الصورة . لكن الترجمة الحرفية لن تخبرنا بمعناها و هي أصغر جزء لا يتجزأ من الصورة و له لون واحد فقط . لكن بوجود ملايين البكسلات يمكن للصورة أن تحوي تدرجات لونية لا تلحظ معها العين البشرية أنها مجرد عدد هائل من المربعات المتجاورة معاً لتكوين الشكل الذي قد يبدو للعين كدائرة مثلا.
لكن مما نلاحظه بالسوق أن مقدار الميغابكسل للكاميرات المتقدمة المدمجة ذات المزايا العديدة غالباً ما تماثل مقدار الميغابكسل لكاميرات DSLR ، بل و في بعض الأحيان تزيد عن ذلك . لكن عند مقارنة الصور الناتجة فغالباً ما تبدو الصور الناتجة عن كاميرا DSLR أفضل أحياناً . فما هو السر في ذلك ؟ و ما فائدة زيادة الميغابكسل أصلاً ؟ و لماذا تبدو الصور التي تحوي ميغابكسل أقل أعلى جودة من تلك التي تحمل ميغابكسل أكثر أحياناً ؟
فما سر الفرق في جودة الصور و الذي يكون غالباً للكاميرا ذات الميغابكسل الأقل- خاصة عند تجاهل جميع العوامل الأخرى – ؟
نظرياً ، يفترض أن تؤدي زيادة الميغابكسل لزيادة جودة الصورة. هذه نصف الحقيقة التي صارت القاعدة التي غرستها حملات التسويق عميقاً للغاية في أذهان المستهلكين . فمن جهة لا يحتاج المستخدم العادي حقاً لأكثر من 4 ميغا بكسل تقريباً لأعمال الطباعة على ورق بمقاس A4 بجودة عالية جداً ، و 4 ميغا بكسل أكثر من كافية لأغراض الاستخدام الرقمي في المواقع و ما شابه
و من جهة أخرى ، يوجد عامل آخر مهم في زيادة جودة الصورة. و هي كثافة البكسلات على المستشعر . أو بتعبير أكثر دقة : مساحة كل بكسل على سطح المستشعر.
الميغابكسل يؤثر في جودة الصورة . لكن لهذا مقابل ، فبزيادة مقدار الميغابكسل تقل المساحة المخصصة لكل بكسل على سطح الشريحة.
تخيل أنك تريد رسم مربعات متساوية المساحة على سطح ورقة صغيرة .لو أردت رسم مربعات أكثر لكن بدون استخدام ورقة أكبر فستضطر لتكوين مربعات أصغر من المربعات السابقة . هذا تماما ما يحدث في غالب الحالات عندما تصنع الشركات مستشعرات أصغر بميغابكسل أكبر
زيادة الميغابكسل مفيدة طالما أن كل بكسل سيحصل على مساحة كافية. لهذا السبب تجد كاميرات SLR أغلى ثمناً غالباً لأنها تحوي على شريحة أكبر بكثير. لهذا السبب تجد أن الميغابكسل الأكبر معها لا يؤدي لنفس تآكل الجودة بالنسبة للكاميرات المدمجة. فمع حشر الكثير من البكسلات على مساحة صغيرة ، تفقد الصورة جزءاً من تفاصيلها و حدتها ضحية للتشويش الذي يبتلع التفاصيل الأكثر التي كان يفترض أن تكون جزء من تحسين الجودة بزيادة الميغابكسل.
لحل هذه المشكلة ، تحاول الشركات دائما تطوير أساليب جديدة و مبتكرة لتخفيف أثر التشويش عن أعين المستخدمين غالباً ببرمجيات خاصة داخل الكاميرا لتخفيف التشويش مما قد يؤدي في بعض الكاميرات لتفاصيل غريبة الشكل نتيجة المعالجة القوية ضد التشويش مما يؤدي أحيانا لتآكل التفاصيل المهمة بالصورة. فكما يشرح ذلك موقع كانون الدعائي لاستخدام كاميرات DSLR ( فإن استخدام الشريحة الأكبر يؤدي لدقة صورة أعلى لأن مساحة كل بكسل تكون أكبر و بتالي أكثر حساسية للضوء ، فعدد الميغابكسل لا يشير لجودة الصورة بل لكم نقطة بكسل تقع على سطح مستشعر الكاميرا فقط لا غير ) .
لكن هل هذا التأثير الوحيد لحجم المستشعر الأصغر ؟ أليس هناك نتائج أخرى ؟
لا ، هناك عدد من النتائج الأخرى أحدها حجم الكاميرا الذي يتأثر نسبياً بمقاس المستشعر لكنه ليس العامل الأساسي في الفرق الكبير بفرق حجم العدسات بين الكاميرات المدمجة و كاميرات DSLR كما سبق التوضيح في مقال سابق حول أنواع الكاميرات الرقمية. فمن النواحي الإيجابية لحجم المستشعر الأصغر هي :
تقليل استهلاك طاقة بطارية الكاميرا أثناء التصوير ، خاصة تصوير الفيديو
تصغير حجم العدسة المطلوبة للكاميرا
و إليكم شرح كل نقطة : فأما مسألة استهلاك الطاقة ، فتتميز الكاميرات المدمجة بشاشة كبيرة عادة هي مصدر استهلاك الطاقة الرئيسي ، أما أثناء التصوير فإن آلية عمل الكاميرا تقوم بشحن المستشعر بكمية من الطاقة الكهربائية تتناسب و حساسيته للضوء أو ما يعرف باسم ISO . لكن في حالة تصوير الفيديو ، فإن المستشعر يتم إمداده بالطاقة بشكل مستمر و ذلك لتظهر الصورة على الشاشة نتيجه لاستشعار المستشعر للضوء . و كلما كانت الشريحة أكبر حجماً ، زاد استهلاكها للطاقة لذلك يتم في العادة صناعة بطاريات أقوى للكاميرات من فئة DSLR عن مثيلاتها المدمجة . ولو أن كاميرات DSLR نادراً ما تستخدم الشاشة بها – خاصة من قبل المحترفين – مما يقلل يوفر من طاقة الكاميرا للتصوير بشكل أساسي ، خصوصاً و أن ضبط الإعدادات ممكن عادة بكاميرات DSLR عبر فتحة النظر أو شاشة إضافية ثنائية الألوان و أقل استهلاكاً للطاقة .
و أما عن نقطة صغر حجم العدسات فهذه نقطة اخرى سببها الفرق الشاسع بحجم المستشعر بين الفئتين . و لهذه النقطة شرح مفصل قد نأتي عليه في مقال قادم لكن لتبسيط الصورة ، تخيل عدسة صغيرة . تقوم بصنع صورة على مساحة بسيطة . و عدسة أخرى تقوم بصنع صورة على مساحة تفوق السابقة ثلاثين مرة . هذا هو سبب الفرق بالحجم حتى لو كان الزوم متساوياً بين العدستين المقصودتين . و للسبب نفسه لا تملك كاميرات DSLR حتى اليوم عدسة بزوم يصل 20X مثلا . لأن الصورة الناتجة عن عدسة بذلك المقاس لكاميرا مدمجة لن يمكنها أبداً أن تصنع صورة تغطي كامل المستشعر لكاميرا DSLR بكل بكسلاته. و السبب الآخر يقع في تعريف كلمة زوم نفسها و التي يجعلها الكثيرون فمصطلح ( زوم ) لا يعبر فعلياً عن البعد البؤري للعدسة . و إلا لما تمكن تلسكوب لا يملك أي قدرات ( زوم ) من رؤية القمر بعدسته بوضوح تام بينما تعجز عن ذلك عدسة تملك زوم 30X . فهما هو الزوم أساساً ؟
الزوم – كما أسلفت – لا يعبر عن البعد البؤري للعدسة بل هو مجرد نسبة لا غير. أي كسر أقل قيمة له 1 و تطبق على العدسات عديمة الزوم ( الثابتة ) و التي تضطر المصور للحركة للحصول على التكوين المطلوب للصورة .وهذا لا يعني أنها ستمنعك من تصوير الأهداف البعيدة أو القريبة و أفضل مثال على ذلك عدسات مناظير التلسكوب التي تستخدم في مراقبة القمر . فمن العدسات الثابتة ما يمكنه تصوير أهداف يستحيل رؤيتها بالعين المجردة لبعدها . و منها ما يعطيك زوايا عريضة للغاية لا يمكن للعين البشرية رؤيتها في لحظة واحدة. بينما عدسات الزوم تحسب قيمة الزوم بها بقسمة أعلى قيمة بعد بؤري على أقل قيمة. و قد تكون نسبة الزوم متساوية في عدستين لكن حجمهما و ما يمكنهما تصويره يختلف اختلافاً جذرياً ، خاصة بالنسبة لكاميرات DSLR ، أما في الكاميرات المدمجة ، فقد تتساءل أحياناً عن سبب ظهور صورة صديق لك عندما وقفتما من نفس البعد عن هدف معين بشكل يظهر تفاصيل أكثر للهدف عندما لم تستخدما الزوم ، و عندما استخدم كل منكما الزوم حتى قيمة 4X ظهرت صورتك بتقريب أعلى من صديقك . رغم أن كلاً منكما يملك كاميرا لها نفس الميغابكسل و نفس الزوم . فما هو السر في اختلاف كهذا ؟ السبب هو الاختلاف بين تأثير كل من العدستين فلو كانت عدسة صديقك تبدأ بما يعادل 28 مم مثلا كبعد بؤري أدنى و كاميرتك تبدأ بما يعادل 38 مم كبعد بؤري أدنى ، فهذا يشير إلى أن اختلاف قيمة الزوم ليس لها علاقة بمقدار التقريب الفعلي الذي يظهر بالصورة و الذي يعتمد بالدرجة الأولى على البعد البؤري المكافئ للصورة و لهذا حديث آخر مستقبلاً بإذن الله .
أما سرعة التركيز على الهدف بالنسبة لكاميرات DSLR فغالباً ما تفوق الكاميرات المدمجة بشكل كبير ، و كذلك في سرعة لاستجابة و قلة الفارق الزمني بين لقطة و أخرى مما يجعلها أفضل للتصوير المتتابع عادة ، و تصوير الأهداف السريعة من الكاميرات المدمجة . لكن صوت التقاط الصورة بالنسبة لكاميرات DSLR قد يعتبر نقطة ضعف لدى البعض بسبب وجود المرآة فيها و ارتفاعها لحظة التصوير ، بينما يمكن التصوير بكاميرا مدمجة بصمت شبه تام .
و لا ننسى التصوير في يوم مشمس ، حيث تواجه الكاميرات المدمجة المتقدمة ، خاصة تلك التي تفتقر لفتحة النظر منها إلى مشكلة كبيرة ، هي عدم وجود محدد النظر viewfinder الذي يتيح لك مشاهدة اللقطة و توجيه العدسة بالشكل السليم قبل التقاط الصورة . مما قد يمنعك من ضبط الإعدادات كما تريد مقارنة بكاميرات DSLR التي تتيح لك هذا بكل سهولة مهما كانت الإضاءة.
أما الميزة الأبرز و الأكثر تعبيراً عن عالم SLR بشكل عام فهيمرونة اختيار العدسات ، فللمستخدم مطلق الحرية في اختيار العدسة التي تناسب احتياجاته بشكل أمثل . بحيث يستخدم العدسة المناسبة للظرف المناسب و غالباً ما يكتفي المستخدم العادي بعدستين أو ثلاثة لتغطية أهم احتياجاته خاصة إن كان لا يريد إثقال نفسه بالعدسات ، و قد يستخدم أكثر من ذلك إن كان لا يستخدم عدسات الزوم. لأسباب قد نتطرق لها في وقت لاحق. من ناحية أخرى ، تتمع الكاميرات المدمجة بعدسة ثابتة لا يمكن فصلها عن الكاميرا أو استبدالها بأخرى . مما يعني أن استخدامك للكاميرا مقيد بالعدسة التي تأتي معها ، و الميزة الأساسية لهذا عن كاميرات DSLR هي أن ذلك يعتبر مانعاً لذرات الغبار من التسلل لقلب الكاميرا و الانجذاب نحو المستشعر الذي يكون عادة مشحوناً بالكهرباء كمغناطيس أغبرة عندما يعمل ، بينما كاميرات DSLR دائما ما تجد ذرات الغبار طريقها للمستشعر بطريقة أو بأخرى ، خاصة عند استبدال العدسات أو نزعها قبل إطفاء الكاميرا . و هو ما يجعل مستخدم DSLR عادة شخصاً يحتاج لإرسال الكاميرا للصيانة بشكل دوري للتخلص من ذرات الغبار بين وقت و آخر ( مثلا كل 8 شهور ) .
رغم المرونة الواسعة التي تقدمها العدسات المتخصصة لكاميرات DSLR إلا أن رخص فئة منها قد جذب المستخدمين الباحثين عن كاميرا ممتازة بميزانية محدودة . و أمثال أولئك غالباً ما يريدون اختيار عدسة واحدة لتحقق جميع أهدافهم ، و قد يستخدمون كاميرا DSLR على أنها كاميرا ( صوب و صور ) لا أكثر بدون الدخول في متاهات الإعدادات و خلافه . تلك الفئة غالباً ما تحاول المفاضلة بين كاميرا مدمجة سابقة استخدموها أو يطمحون ليحققوا بكاميرا DSLR ما تعجز الكاميرات المدمجة عنه بدون عناء شراء عدة عدسات خاصة مع ارتفاع أسعار بعض العدسات المتخصصة إن قورنت بأسعار عدسات الكل في واحد . و قد تحوي تلك الفئة أيضاً على مستخدمين لم يسبق لهم استخدام كاميرا رقمية أصلاً و يريدون ما ينسيهم معاناة التفكير بـ ( ما هي العدسة التي أحتاجها ؟ ) . فإن كنت أحد هؤلاء ، فربما يجب أن تبحث عن كاميرا مدمجة متقدمة أو كاميرا EVIL مبدئياً بدلاً من كاميرا DSLR . فإن استخدام كاميرا مدمجة متقدمة يجعل الانتقال إلى عالم DSLR أكثر سهولة و يقلل من الحيرة الناتجة عن الجهل بالاحتياجات الأساسية . فمقارنة استخدامك للكامير مدمجة سابقة و فهمك التام لمزاياها و عيوبها و المدى الذي كنت تستخدمه عادة بمقارنته بما يقابله في كاميرا DSLR التي تريد شراءها ، يمكنك أن تضيق على نفسك الاختيار الأول للعدسة الأولى بحيث تحدد لنفسك عن طريق استخداماتك السابقة للكاميرا المدمجة ما تريده من الكاميرا DSLR إن رأيت أنها أنسب لاحتياجاتك .
القاعدة العامة بخصوص تعدد العدسات هي : أن استخدام العدسة المناسبة للظرف المناسب دائماً يعطي نتائج أفضل من استخدام عدسة لكل الظروف . و اعتماداً على ظروفك العامة و احتيجاتك الأساسية تختلف معايير و تعاريف ( عدسة كل الظروف ) من شخص إلى آخر . و إن كان هناك عدسات ذات مجال واسع تغطي احتياجات كثيرة لكن بالمقابل لا تقارن بجودتها بأداء العدسات المتخصصة. و لهذا فإن تكلفة الكاميرا DSLR تعتبر هامشية مقارنة بتكلفة العدسات بالنسبة لأكثر مستخدمي كاميرات DSLR خاصة الهواة الجادين منهم أو المحترفين. فمع تراكم العدسات تلاحظ أنها قد تكلف 4 أضعاف سعر الكاميرا بعد عدة سنوات أو أكثر من ذلك . إذاً فكم تريد أن تستثمر في هذه الهواية على المدى الطويل أيضاً عامل مهم في تحديد اختيارك للكاميرا التالية لك . و من المهم أن تعلم أنه من المستحيل مقارنة كاميرا مدمجة بكاميرا DSLR مباشرة ، فشراء كاميرا DSLR مع أية عدسة هو استثمار في نظام كامل يتكون من العدسة و الكاميرا و لا يصح أن تحكم على أداء الكاميرا من صورها باستخدام عدسة واحدة و هو خطأ قد يقع فيه من يقارن بين النوعين . فالكاميرا المدمجة لن تتغير جودة عدستها عالية كانت أم منخفضة مهما طال الزمن بها ، أما كاميرا DSLR فتعطي بشكل عام نتائج أرقى مع عدسات ذات أداء عالي مقارنة بأدائها مع عدسات أقل جودة .
خلاصة هذا كله :
لا شك أن لكل من الاختيارين مزاياه الخاصة ، فلو كنت تريد نتائج عالية الجودة و استخدام كاميرا تتيح لك بعض الخصائص المتقدمة التي يتمتع بها مستخدمو كاميرات DSLR أو كنت صاحب كاميرا DSLR تريد الذهاب في مكان لا يمكنك فيه اصطحاب كاميرا DSLR لأي سبب ، أو كنت تكره حمل DSLR بحجمها ووزنها و عدساتها ، فمن الأفضل الاختيارات أمامك البحث عن كاميرا مدمجة بمزايا متقدمة .
أما إن كنت تملك عدسات معينة بالفعل ، أو تنوي شراء بعضها و على وعي تام بكلفة العدسات التي تنوي شراءها في السنوات القليلة القادمة و كيفية استفادتك من كل واحدة منهم ، فلعل من الأفضل لك التوجه لكاميرا DSLR خاصة إن كنت بالفعل متمرساً في كيفية استخدام المزايا المتقدمة للكاميرات الرقمية حيث لا يوجد فارق شاسع بين التحكم بكاميرا DSLR و كاميرا مدمجة متقدمة .
فلا تدع بريق كاميرات DSLR يعمي عينيك عن احتياجاتك الأساسية في تأسيس نفسك و استيعابك للتصوير الرقمي تدريجياً ، ثم تقع في فخ اختيار العدسات و تكتشف أن كلفة العدسات التي تفيدك فيما تحتاجه مكلفة جداً أو أنها أثقل مما كنت تتخيل أو أكبر حجماً من كل تصوراتك لأنك كنت تقارنها بما يماثلها بالكاميرات المدمجة التي غالباً ما لا يصل حجمها ووزنها و سعرها إلى ما يماثل ما قد تصل إليه كاميرا DSLR خاصة في مجالات تصوير الحياة البرية و الطيور التي تعد من أكثر أنواع التصوير صعوبة و كلفة ، نظراً لغلو سعر العدسات التي يتطلبها ذلك للحصول على نتائج ممتازة.
ملحوظة : استخدمت بعض الصور التوضيحية من موقع كانون الدعائي لكاميرات DSLR لترويج تلك الكاميرات مقارنة بالكاميرات المدمجة .
ذكرنا في الجزء السابق بعض مميزات الكاميرات القابلة لتبديل العدسات عن الكاميرات المدمجة من عدة نواحي و كان أحدها مقدار التشويش المرتفع نسبياً في الكاميرات المدمجة بسبب أحجام مستشعراتهم الأصغر بشكل عام عن الكاميرات القابلة لتبديل العدسات ( بأنواعها ) فما هو الاختيار الأمثل لمن يريد كاميرا صغيرة بقدر الإمكان و بأعلى جودة صورة ممكنة للذكريات و التصوير العائلي و ما شابه ؟ هذا هو موضوع هذا الجزء تماماً .
مما لا شك فيه أن حمل كاميرا DSLR للتصوير العائلي و خلافه له مميزاته العديدة التي طرحناها بالجزء السابق و له أيضاً سلبياته الكامنة في حجم تلك الكاميرات و صوتها عند الالتقاط فضلاً عن عدم ملاءمتها للانتقال بخفة مثل الكاميرات المدمجة ، ناهيك عن قدرتها المدهشة على جذب الأنظار و إفساد الجو في بعض الأحيان مقارنة بالكاميرات الأصغر حجماً .
بالإضافة إلى ذلك كله أن استخدام الفلاش من الأمور اللافتة للنظر و التي قد تشد انتباه الطفل مثلا مما يفسد عملية التقاط صور عفوية له عندما يلعب داخل البيت مثلاً . لهذا فمن المستحسن عادة استخدام قيم ISO مرتفعة إن أمكن لالتقاط جو المكان و حيوية اللقطة بإضاءتها كلما أمكن لكن ذلك له ثمنه كما سبق الإيضاح عند شرح مصطلح ISO فهذا يؤدي إلى تشويش زائد بالصورة أيضاً في معظم الحالات .
هل تفكر بشراء كاميرا تسمح لك بالتصوير بقيم ISO عالية ؟ إن كان هذا قرارك فمن المحتمل أنك ستفكر بشراء كاميرا قابلة لتبديل العدسات نظراً لأن حجم مستشعراتها يؤهلها لنسبة تشويش منخفضة نسبياً مع قيم ISO مرتفعة . أما إن كنت تريد كاميرا مدمجة بحجم مستشعر يؤهلها لتشويش شبه معدوم و بحجم صغير نسبياً فالاختيارات أمامك محدودة للغاية إلى شركتين لا غير : Leica و كاميرا Leica X1 التي لا مثيل لها بين كل الكاميرات الرقمية المدمجة الأخرى نظرا لأنها ذات أكبر مستشعر بينهم جميعاً . أما الشركة الأخرى فهي Sigma و توفر عددا من الكاميرات مثل Sigma DP2s و Sigma DP1x . لكن معظم المستخدمين سيفضلون على الأرجح الابتعاد عن مثل هذه الكاميرات لعدة أسباب :
– الاهتمام بالمرونة و تقديمها على الجودة : فهذه الكاميرات جميعها لا تتمتع بأي زوم . جميعها ذات عدسات ثابتة ، مما ينعكس إيجابياً على الأداء و سلبياً على راحة المصور كما سبق الشرح في سلسلة التعرف على العدسات
– السعر : أسعار هذه الكاميرات مرتفعة خصوصاً لمن يحسب جودة الكاميرا بالميغابكسل فمثلا سعر Sigma DP2s يصل إلى 2450 درهم و هو سعر مماثل لكاميرا Canon G11 الذي يبلغ حالياً 2499 درهم في الإمارات . أما سعر Leica X1 ففي فئة خاصة بها حيث يبلغ ما يربو 7 آلاف درهم ، مبلغاً أكثر من كاف لشراء كاميرا DSLR جيدة لكن ليس كافياً لشراء كاميرا DSLR بنفس مقاس المستشعر مع عدسة زوم عالية الجودة.
– قلة الميغابكسل : فباستثناء كاميرا Leica X1 ذات 12 ميغابكسل تقدم Sigma ما لا يزيد عن 5 ميغابكسل بمقاس مستشعر يقارع مقاس مستشعرات الكاميرات DSLR الابتدائية مثل D90 من نايكون و 550D من كانون. و صور بمقاس 5 ميغابكسل تكفي لطباعة واضحة جداً لورق بمقاس A4 و ربما A3 أيضاً .
– تصوير الفيديو : أداء الفيديو في هذه الكاميرات متأخر نسبياً عما هو منتشر بين الكاميرات المدمجة الأخرى بمراحل مما يجعلهم خيارات غير مرغوبة لمن يهتم بتصوير الفيديو خصوصاً عند أخذ السعر بعين الاعتبار .
فما هو الحل حالياً لمن يحتاج كاميرا صغيرة المقاس لكن بأداء يقارع ما تقدمه الكاميرات DSLR دون أن تكلف ما يزيد عن 10 الاف درهم ؟
قليلة هي الكاميرات التي تتمتع بأحجام تتوافق و الكاميرات المدمجة لكن تقبل تبديل العدسات في الوقت نفسه . من أبرز تلك الكاميرات كاميرات EVIL التي بدأت مع باناسونيك و ألومبس و أعلنت سوني مؤخراً عن انضمامها للعبة و إن لم تدخل هذا السوق فعلياً بعد في لحظة كتابة هذه السطور.
من أبرز المتنافسين في هذا المجال كاميرا باناسونيك GF-1 و تعتبر الأفضل حالياً في مجال تصوير الفيديو بين هذه الكاميرات. و من جهة أخرى تقدم أولمبس كاميرا PEN EP-L1 الأصغر نظراً لتخليها عن ميزة الفلاش المدمج بالكاميرا لصالح الحجم . و التي تتميز بأداء أفضل في قيم ISO المرتفعة بالمقارنة مع باناسونيك GF-1 التي تكاد تستبدل بخليفتها GF-2 التي أعلنت عنها باناسونيك منذ فترة لكنها هي الأخرى لم تصل السوق بعد.
أي هذه الكاميرات هي الأنسب لك ؟ هذا يعتمد على ذوقك بالدرجة الأولى فجميع هذه الكاميرات و إن لم تكن من فئة DSLR إلا أنها تعتبر منافساً قوياً لها و بديلاً له وزنه إذا كان للوزن و الحجم أهمية بالنسبة لك و تريد أداءاً يفوق ما تقدمه أفضل الكاميرات المدمجة في هذا المجال من قبيل Panasonic LX-3 و Canon S90 أو Canon G11 في حالات التصوير بقيم ISO مرتفعة أمراً ستحتاجه إن كنت من هواة التصوير بدون استخدام الفلاش .
أما إن كنت ممن لا يهتم بالوزن و الحجم ، فعليك انتظار الجزء القادم من هذه السلسلة !