الصديقان يهزمان إسرائيل فوق “كرسي متحرك”.. “السوافيري”: اخترت التدريس لزرع الإرادة القوية في التلاميذ.. و”قريقع”: واجهت صعوبات لكنني نجحت
الخميس 09-02-2017| 09:12م
الصديقان يهزمان إسرائيل
أحمد سعد
حمل كل واحد منهما أمله على كتفيه وأكمل طريقه صانعًا من عجزه قوة أكبر من تلك التي كانت لديه قبل إصابته في الحرب، المعلم أحمد السوافيري وصديقه المصور مؤمن قريقع اللذان أصيبا فى الحرب ضد غزة عام 2008، استطاعا أن يقدما للعالم صورة واحدة جمعت بين معانى الصداقة والأمل والنجاح في وقت واحد.
” أحببنا أن نوصل رسالة للعالم أننا مازلنا نعمل ونزرع الأمل فأنا مدرس وهو صحفي، والأصابة والإعاقة لم ولن تكون عائقًا في حياتنا “، بتلك الكلمات وصف لنا كل المعلم أحمد السوافيري في حوار خاص لـ”البوابة” قصة الصورة التي تم التقطها لهما في إحدى الفصول التعليمية بالمدرسة التي يعمل بها، والتي هي نفسها التي كان يدرس فيها في مرحلته الابتدائية.
ويضيف المصور مؤمن قريقع خلال حديثه معنا “بدأت العودة للعمل بعد أن استغرقت 9 أشهر فى رحلة علاجي بالمملكة العربية السعودية، وكان ذلك بمساعدة أصدقائي وزملائي الصحافيين، كما إنى واجهت صعوبات من تقبل البعض لعملي، حيث كانوا يتسألون كيف ساستطيع العمل، كما أن الوكالة التي كنت أعمل بها قبل إصابتي رفضوا أن استمر معهم لإنى كنت مصور فيديو.
وقال أحمد السوايفري: “استطاع الاحتلال الإسرائيلي أن يبتر أطرافي، لكنه لم ولن يستطيع بتر إرادتنا وعزيمتنا، إرادتي وعزيمتي هي بفضل من الله أولا وثم بدعاء الولدين ثم بمساندة زوجتي كما إنى أحب الحياة وأحب أن أزرع في نفوس الناس الأمل، فقد تزوجت وأنجبت طفلين وأكملت تعليمي وحققت حلمي في أن أصبح مدرسا”.
وعن اختيار السوافيري لمهنة المعلم تحديدا يقول: “اخترت تلك المهنة لزرع الإرادة القوية والقدرة على تحدي الواقع الصعب لتحقيق الأحلام والطموحات لدى التلاميذ والأطفال، كما إنى أحاول أن أساهم في تربية جيل جديد يحمل حب الوطن، والأخلاق الإسلامية ويعمل من أجل تحرير فلسطين”.
ورغم أن مهنة التدريس تحتاج للحركة المستمرة والقوية ولكنه استطاع السوافيري اأن يجتاز تلك الصعوبة، وقال حين سألناه عن السبب: “فى البداية واجهت صعوبات بالغة بسبب إعاقتي التي تجعلني دائما بحاجة للمساعدة من الآخرين، لكني رفضت الاستسلام وتمكنت بمساعدة زوجتي تزوجتها عام 2008، من التغلب على ظروف حياته القاسية”.
وهنا يكمل قريقع: “تحديت المجتمع أولًا لإنى كنت مؤمنًا بأن النجاح ليس مستحيلًا، فأنا لا أعتبر نفسي معاقًا، الإعاقة هي إعاقة الروح والنفس، وبالإصرار على النجاح التقطت أجمل الصور ثم شاركت بها في معارض دولية”.
وعن الصعوبات التى واجهها قريقع قال: إن أهمها في عدم وجود مواقع خاصة لذوي الإعاقة لتصوير الأحداث منها.
وعن تنقله بين الأحداث الميدانية لتغطيتها يشرح قريقع: “التنقل فى البداية كان بسيارة أجرة وبعدها أقتنيت دراجة نارية، وأخيرًا من شراء سيارة يقودها بنفسه”.
ويضيف قريقع: “أصبح تغطية الحروب فى غزه شيء أساسي بالنسبه لى فلا يمكن أن أفوت مثل تلك الأحداث أبدًا، كما إننى قمت بتغطية حرب 2012 من فوق البنايات كما قمت أيضا بتغطية حرب 2014 التي استمرت 51 يومًا من داخل الميدان لأوثق جرائم الاحتلال “.
ويختم السوافيري قائلا: “على الفلسطينيين أن يتحدوا إعاقات الحروب، وعلى الجهات المعنية الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، وإعطائهم حقوقهم كاملة ولا يجب على المعاق أن يستسلم، وعليه أن يتحلى بالعزيمة والإصرار، وعدم الركون إلى كونه معاقا فهذا ما يريده الاحتلال الإسرائيلي”.
فيما ختم قريقع حديثه قائلا: “الإنسان لازم يصبر ولازم يتحدى الصعوبات اللي بتواجهه في حياته ودائمًا يتذكر أنه في أمل موجود إن شاء الله، ويحاول يعمل الشيء اللي بيحبه ويبني علاقات مع المجتمع ليقدر يغير فكرهم عن أصحاب الإعاقة الحركية وأن الإعاقة إعاقة العقل وليس الجسد”.
لم تنتهِ قصة الصديقين عند هذا الحد بل استطاع كل منهم أن يحصد عدة جوائز في مجاله، حيث حصل قريقع على جائزة أفضل قصة صحفية، في مركز الدوحة لحرية الإعلام، بعد نحو أربع سنوات من إصابته، وشارك في العديد من المعارض المحلية والدولية، فيما حصل السوافيري من سكان مدينة غزة على جائزة إنجاز العمر لعام 2016 التي تمنحها مؤسسة أياد الخير نحو آسيا “وذلك لإرادته القوية واستطاعته في تحقيق حلمه رغم كل المعوقات”.