الأستاذ جاسم العوضي ..فنان إماراتي مخضرم يقدم خبرته للأجيال ..
– بقلم : فريد ظفور
أمطرت سماء الفوتوغرافيا الإماراتية عطراً وزهراً وحنان..وخرجت أنثى التصوير الضوئي.. على كف العذوبة الفوتوغرافية..راقصت عدساته المشرئبة من كاميراته..سابقت غزلانها الملد الطروب في رحلة في البراري ..من أجل قنص لحظة طروب من زمن التصوير الحبيب..عانقت شمس الحياة الدافئة..أومأت للريح الفوتوغرافية الجديدة ..فانقادت لها وتهادت كاميرات الديجيتال كالنسيم داعبت مصطرع الديافراجم وعتلة الكاميرا..لتستعيد زرقة بحر وشطآن الإمارات .أسلس وأعذب الصور ..
فتشت في مناجم التصوير والكلام ..عن ماسة العشق الضوئي التي لم تكتشف ..عن نجمة الصبح التي أينعت..في غابة سماء الفوتوغرافيا..وعندما قطفتها ..غرقت في تدفق ضياء معرفتها وثقافتها..
رأيت في ضرامها ..حمائم السلام وبشائر الإبتسام..تشع في بياضها ..في نقائها.. ترف في الأنسام ..تقدم أسمى آيات الترحاب والسلام ..
بضيفنا الكبير الأستاذ جاسم العوضي ..
فوتوغرافيا نهاية القرن الماضي ..شهدت نهاية وموت الأبيض والأسود والكاميرات الفلمية العادية والملونة ..وولادة عصر كاميرات الديجيتال والهواتف الذكية النقالة المزودة بكاميرات ذات دقة عالية ..علاوة على البرامج الخاصة بالحواسب الثابته والمنقولة ..فخرجت نظم إنتاج دولية استحكمت بها الشركات الأمريكية وغيرها ..فرضت علينا أساليب عمل ومنهجية تفكير ..عممت نوعاً من الصور البسيطة والسهلة التي أصبح بمقدور أي طفل أن يستخدم التقنية الجديدة ويتصدى للعمل في حقل الفوتوغرافيا..وغدى وجود بطولات ضوئية طنانة لبعض المصورين مبنية على مغامرات مفبركة على أجهزة الكمبيوتر وقائمة على أفكار مسطحة لا تملك هاجساً تربوياً أو تعليمياً أو حتى دلالات فنية فوتوغرافية أو تشكيلية فنية .. لذلك عممت الصورة البسيطة ..القوة والتسلط والأنماط المحاربة الفائقة القدرة والذكاء والنذالة ..همها التسيد وإلغاء الحضارات والرفاهيات ..وهدفها جعل قيم الحياة مثل الحب والصداقة والعائلة ..ليس ذات معنى حقيقي وكبير .. ولعل نموذج شريط جيمس كاميرون في فيلم تايتانيك مثال باهر على (الغزو الثقافي ) الحدث السنمائي الهوليودي .. ذلك العمل البريء في ظاهره ولكنه يملك من خبثه الكثير من خلال سعيه التدميري الى إبهار المشاهد والإيقاع به في سهولة المتابعة وسذاجة التضاد الإجتماعي الطبقي بين درجة الأغنياء في الأعلى والفقراء في أسفل السفينة المنكوبة ..ولعل شبابيك التذاكر كانت المتحكم بتسليع الصورة السنمائية من خلال حصول كاميرون على مليار دولار من فلمة..
لكن هذه الصورة القاتمة تخرق دون كلل من قبل مصورين يؤمنون بأن الكاميرا هي قيمة إبداعية بيد فنان .. وعليه ان يملك بصيرته في التمعن بقضايا الإنسان بشكل عام وتمجد ألق الحياة ومعانيها الكبيرة ..وقد تصدى لنا الأستاذ جاسم ومعه الكثير من المصورين كل بإسلوبه وقدرته وبصيرته الى ظاهرة ما أو موقف ما أو تاريخ ما..يثيرون التساؤلات ويحركون الضمائر ..فهاجس الفوتوغرافيا لديهم هو التخاطب في صالات العرض القائم على إثارة انباهة لدى المشاهد بما تقدمه الصور عما يجري من حولهم من عسف وهتك للقيم والكرامات وعليه فإن خياراتهم تلك تنطق من واقعية ذات نبرة حدية ومجابهة علنية لاتخشى الذم أو الندم..
الرهان لمنطق السوق حيث يضعون نصب إلتزاماتهم قدرة الصورة على فتح آفاق ذهنية متنورة وكسر للسواتر الدعائية المغلقة ..ليس عن طريق الجعجعه.. والتطبل والتزمير للأعمال على أنها قمة القمم ..وذلك كي يدخلونهم في شرك الغرور والتعجرف ..
والأستاذ جاسم العوضي يمتلك أسلوباً خاصاً ومميزاً تستطيع من خلاله أن تصل إلى اعماله الفوتوغرافية دون تحديد اسمه عليها.. فهو فنان إماراتي شديد الإلتصاق ببيئته الذي ينقل دفئها في أعماله الفنية الضوئية.. فحبه للكامير والبيئة والصحراء والبحر والخضرة ولكل تفاصيل الحياة اليومية ينعكس في معظم صوره ويكسب أعماله مذاقاً خاصاً قلما يتوافر في أعمال مصورين آخرين..
ولعل تجربة الأستاذ العوضي مع التصوير الذي درسه في بلاد العم سام ..وقد حصل على شهادة الماجستير في التصوير الفوتوغرافي من جامعة نوتنغهام ترنت في بريطانيا ..قد جعل لوحاته أكثر ثراءً في ملء الفراغ بتفاصيل الحياة الدقيقة والشديدة العذوبة ولعل لقائي به في معرض دبي 2016م المرافق لحفل توزيع جائزة حمدان بموسمها الخامس الذي كان تحت عنوان: السعادة ..كان له نكهة خاصة سيما وأنه كان أحد القيمين الـ 19 على معرض دبي ..بحيث إختار لنا مجموعة أعمال فريدة لمجموعة مصورين ومصورات من الشباب الإماراتيين .. وكانت الأعمال تعبر عن حبه الفني العالي وذوقه الرفيع ..وعلى حرفيته العالية في الإختيارت المعروضة شكلاً ومضموناً ..
فقد جسد المعرض فكرة عن التغيير في الفن الضوئي في الإمارات حيث عكست الحاضر والمستقبل مع لمسة من الماضي ..وقد كان من الذين قدمت أعمالهم من السيات : – أحلام الأحمد – وأماني الشعالي.. وموزة الفلاسي..وخمسة شباب وهم: عمار العطار..و سليمان أحمد بن عيد الحمادي..و عمر عبد الرحمن الزعابي..و ناصر حجي ..و جلال جمال بن ثنية..
ناهيك عن إختاراته لمجموعة صور من أرشيف وألبوم سمو الشيخ حمدان راعي الجائزة وكان أيضاً بتوقيع المصور أوسكار متري الذي كرمته الجائزة في حفل توزيع جوائزها ..وهو أول مصور لمجلة العربي ..فقد أغنى ووثق الحياة الإماراتية بكل تفاصيلها بناسها و شيوخها وحكامها ..وكان بحق خير من أرشف لتك الحقبة الزمنية من عمر الإمارات..
وندلف للقول بأن الفنان المبدع الأستاذ جاسم العوضي ..
فنان إماراتي مخضرم خير من قدم خبرته للأجيال .. ومن علم و وثق الكثير من الأوابد التاريخية وقد أمضى من عمره أكثر من الـ 20 عاماً مصوراً لمواقع الجرائم والأحداث القانونية .. وبذلك مزج بين القديم والجديد وقد أضفى على عمله طابعاً ساحراً بين الأسلوب العصري الحديث والأسلوب الوثائقي في فن التصوير الضوئي ..وبهذ كان صلة الوصل بين جيلين من التصوير تعلم وعلم ..ومايزال يرفع راية الفن الضوئي الإماراتي خفاقة في ذرى وروابي العالم ليقدم الوجه المشرق لبلده الرائع الإمارات..
ـــــــــــــــــــــــــــــ ملحق ______________________
جاسم العوضي
وُلِد جاسم العوضي في دبي عام 1961، ويُعد من أوائل الإماراتيين الذين اشتغلوا بالتصوير، وقد حصل على شهادة الماجستير في التصوير الفوتوغرافي من جامعة نوتنغهام ترنت في المملكة المتحدة عام 1999، بعد حصوله على شهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة دايتون، أوهايو، بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1985.
وقد أمضى جاسم أكثر من 20 سنة مصوراً لمواقع الجرائم، وهو ما أضفى على عمله طابعاً مميزاً يجمع بين الأسلوب العصري الحديث والأسلوب الوثائقي في التصوير. وقد شوهدت أعماله في العديد من المعارض داخل الإمارات العربية المتحدة وخارجها.
عمل جاسم في كلية الفنون الجميلة بجامعة الشارقة بين عامي 2004 و2007. كما يتمتع بعضوية العديد من الجمعيات الفنية والثقافية داخل الإمارات العربية المتحدة، وخاصةً: النادي العلمي، وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وجمعية العلوم والثقافة، كما أنه مؤسس ورئيس نادي التصوير الفوتوغرافي في الإمارات العربية المتحدة ومقره الشارقة، وكذلك نادي دار ابن الهيثم للتصوير الفوتوغرافي في ضاحية البستكية في دبي.
منذ عام 2010 شارك جاسم بوصفه رئيساً لمسابقة جامع الشيخ زايد الكبير للتصوير الفوتوغرافي، وكذلك جائزة الفجيرة للتصوير الضوئي. كما أنه شارك بوصفه عضواً في لجان التحكيم لمسابقات عديدة منها جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي لعام 2015.
يوسف الحوسني
الامارات العربية
اقامت رابطة مصوري الامارات ورشة عمل متخصصة بعنوان ( البحث عن الذات ) في منطقة البيادر بالشارقة
كانت ورشة ذات فلسفة خاصة تُمكن الشخص من التعرف على ذاته أكثر و تكشف له معاني و فروقات دقيقة لم يكن يهتم بها سابقا .
النفس ، الروح ، الجسد ، الشخصية و الذات ، أمورٌ كثيرا ما نسمع عنها و نعرفها، ولكن قد يصعب علينا التمييز بينها لدرجة أننا قد نفقد مرحلة التوازن ، و الموازنة بين متطلبات تلك الأمور،
الأمر الذي يسبب قلق أو اضطراب نفسي في اغلب الاحيان . قد تكون المعرفة كبيرة ولكن في عدم وجود تحديات ، يتسبب ذلك بمخاطر ( علم نظري فقط ) كما أن التعامل مع التحديات من غير معرفة يسبب قلق و يقود للفشل .
لذا كان من الضروري معرفة أمور الذات ، ما لها وما عليها . الذات و مفهومها و علاقتها بالفنان بشكل عام كانت هذه نقاط بعض النقاط من الورشة التى قدمها الاستاذ جاسم العوضي بشكل وأسلوب مغاير عن الاسلوب التقليدي للورش السابقة التي حضرتها .
و من أهم مخرجات الورشة مفهوم ( كيف تجعل من الفن نمط او أسلوب حياة ) و أن لا يكون التصوير في حياتنا مهنة تمارس و تترك .
الفنان أبن بيئته وأن جميع ما يحصل حوله من أحداث إنما هي معطيات تترجم لأحاسيس ومشاعر ، يتأثر الفنان بها وتنعكس على عمله الفني .
كيف لهذا أن يؤثر في فكر الفنان ، ركز الفنان العوضي على أن تكون الورشة شاملة على تلك المعطيات كمدخلات رئيسه تسبب بحسب معتقدات المصور و ثقافته و ما يؤمن به من ثوابت توصل إجراءات ردة الفعل كمخرج طبيعي منسجم و متناغم مع المعطيات ، عليه فقد قسم المحاضر العوضي الورشة أربعة أقسام هي ( قسم التعريفات ، قسم الأمثلة ، قسم التجربة ، قسم المشاهدة )
ولكل قسم من هذه الاقسام تفاصيل و مادة علمية خاصة بحيث يكون ناتج هذه الاقسم الاربعة هو بمثابة الخطوة الأولى لمعرفة مفهوم الذات .
جاء بناء قسم التعريفات على هيكلية التسلسل المنطقي في بناء المعرفة الفنية و هي كالتالي .
أولا- ماذا تعني كلمة الذات. من قواميس و معاجم اللغة.
ثانيا – فهم مفهوم الذات . أقول المتخصصين و الباحثين .
ثالثا – شروحات و دعائم من مثقفين و أدباء.
مثال ظافر صالح الشهري
قال الله تعالى ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ).
إذا أخذنا المعنى من منظور إداري فيمكن تجزئه التعريف إلى معنى الإدارة ومعنى الذات.
فالإدارة هي نشاط يسعى إلى تحقيق الهدف عن طريق الموارد والإمكانيات وحسن التوجيه والاستغلال.
الذات:هو اتجاهات الشخص ومشاعره عن نفسه وقيل هو العمليات النفسية التي تحكم السلوك.
ويمكن أن يقال أن إدارة الذات هي قدرة الفرد على توجيه مشاعره وأفكاره وإمكانياته نحو الهدف الذي يصبو إلى تحقيقه.
كان بناء قسم الأمثلة على أساس سرد أعمال فنانين و أدباء و مناقشتها و استخلاص العبر والدروس منها ، كحياة الفنان الفرد استيج لتز و زوجته جورجيا اوكيف والفنان الياباني هيفاشي ساقيموتو
الذي قال (To match informatiom ends to nothingess ) كذلك من موسوعة جبران خليل جبران و قصص رائعة مثل قصة حفار القبور ، التي تعكس مفهوم الذات.
تم بناء قسم التجربة على مفهوم التجربة العملية حيث وزعت أقنعة على المشاركين تم وضعها على الوجه لتقريب معنى الإنعكاس و أن الذات عبارة عن مرآة داخلية .
اعتمد بناء قسم المشاهدة على فكرة مشاهدة فيلم يحتوي على مادة علمية تتناول حياة فنان ، ومن ثم طرح اسئلة حول ما تم مشاهدته لتقوية و تعويد العين والاذن و جميع الحواس على الملاحظة .
فهذه الاقسم الاربعة في مجملها تمكن الفنان من البحث و الحصول على المعلومة و تحليلها بشكل منطقي مما يقرب بشكل عام من فهم مفهوم الذات ، كانت هناك أسئلة متنوعة و مفيدة تقرب فهم مفهوم الذات .
ماهو الهدف من التصوير ؟ برغم أن هذا السؤال بسيط إلا أن الاجابة عليه ليست كذلك و هو يضع المصور أمام منظومة التخطيط الجميلة .
ما تحب أنت لا ما يحبون هم ؟
التحدي و تقبل الذات له وعدم الخوف من التجديد .
كيف تترك أثرا ؟
أهي ذات أم ذوات و هل العزوف عن التصوير من الذوات الميتة ؟