الأستاذ المتألق ( محمد الضّو Mohammad Al Daou ).. همزة الوصل بين الواقع النظري والتطبيق العملي في جائزة حمدان للتصوير الضوئي ..
– بقلم : فريد ظفور
الياسمين الذي بدأ يبعثر ألوانه ورائحته في كل مكان هذا الصباح .. ويحاول نشر عبيره في جسد تلك الجائزة
شمسه المعرفية ترسل إبتسامتها الجريئة في صخب عجيب تريد أن توحي باللون المطلوب منها لحظة الإحساس بالآخرين ..
من يدخل محراب جائزة حمدان يوقن أنه يقف على أبواب تغيير وتطوير فوتوغرافي ..سيما وأن الأوضاع القديمة التي كانت سائدة في عالم الفوتوغرافي ..صارت تخاصم التقدم والتطور والأفكار الجديدة ..وأضحى المصور يطالب بإستعادة حقوقه وحمايتها ..وراغب في إقامة مجتمع ضوئي عادل ..زادت اشتعالاً بعد أن كابد المصور عذابات القهر وكوابيس الممنوعات والظلم وعدم الإحترام سنوات ..ووحدها الجائزة هي التي إختارت الفكر الضوئي المستنير المبشر بعالم الحق والخير والجمال.. وفريق العاملين فيها يقف بقوة في وجه الذين يسيئون الى المصورين..
فيصطفون بجانب جموع المصورين الحالمين في تشييد مجتمع دولي تصان فيه حرية التعبير والإبداع الضوئي ..لكي يسعى نحو اللحاق بقطار العصر الفوتوغرافي الذي تخلفنا عن الصعود إليه ..بسبب جهل السفهاء ..مجتمع يقدر الفن والفنانين والعلم والعلماء والأدب والأدباء مثلما يبجل الفنانين السينمائيين والمطربين ولاعبي كرة القدم..
في هذا الربيع الدافيء الذي يُنبي عن إنجاب الآلاف من المصورين المبدعين..لأننا امام حدث جليل يمس شغاف القلب ويعزف على وتر الاحاسيس الضوئية والعواطف الجياشة ..لأن الجائزة والقائمون عليها ..يؤمنون كل الفرص لتأمين هذه الشحنة من العواطف وخير من يعزف على هذا الوتر الأستاذ محمد الضّو المسؤول عن التطوير والتحديث ..وذلك لأدائه المتفرد في جائزة حمدان …ولأنه حمزة الوصل بين النظرية والتطبيق وأنزيم تفاعل بين القيادة والعاملين وصولاً للجماهير التي تحتفل بالجائزة..وهو الشخص الذي يعرف طريقه إلى قلب ضيوفه وهذا الشيء الحقيقي. الذي يؤكد مقدرته على فن القيادة والإدارة والتنظيم وتنفيذ خطط وأفكار الجائزة .. ومحاولة إيصال رسالتها الى أقاصي المعمورة من خلال الإعلام والميديا والعاملين في الحقل الفوتوغرافي..والمراقب لحركة وسيرورة عمل فريق الجائزة هيبا يدرك بأن الأستاذ محمد يعالج الشخصيات بكثير من الهدوء ودقة الإختيار ويطبخ شخصياته على نار هادئه ..تشكل فيما بينها أوركيسترا سمفونية ضوئية بإشراف الأستاذ محمد وبقيادة قائدها الأمين العام الأستاذ علي بن ثالث ..فهو يجعل شخصيات الجائزة تحب بعضها بتوفر نقاط إلتقاء بينها وإيجاد قاعدة وقواسم مشتركة للتقارب توصلهم الى الهدف الأساسي..من العمل والإحساس بمدى إرتياحك الى هذا الشخص أو ذاك ..وفي العلاقة بين الفريق هناك أشياء يمكن تفسيرها كالتقارب الثقافي في الإتجاه الفني والفكري ويحدث أن تولد صداقة من أول لقاء مع شخص ويحدث التفاعل الكيميائي وهو الإحساس بالراحة أو المودة الذي يتولد نتيجة للمخزون الذي تشكل داخلنا عبر تجاربنا في الحياة والذي يمنحنا القدرة على معرفة الآخر منذ اللحظة الأولى..
على الرغم من الأفكار والرؤى التي طرحها البعض من الزملاء في منتديات الجائزة في العام الماضي في حفل السعادة ..والتي لامس البعض منها الواقع الضوئي العربي .. ولكن علينا أن نتعامل مع المتغيرات والقوى الدولية ..بعد ترتيب البيت العربي من الداخل بإعادة صياغة العلاقات على أسس جديدة تقوم على المصارحة والمكاشفة وضرورة التقييم الموضوعي والجاد لخبرات مصورينا .. والوقوف بجانب المواهب الجديدة للأخذ بيدها وإعطائها فرصتها..وأيضاً محاولة التكيف مع التطورات التقنية والإستفادة من تلاقح الخبرات والتجارب مع المصورين والمحكمين والمقييمين والضيوف العرب والأجانب الذين أحضرتهم الجائزة لمتابعة تطوير الفوتوغرافيا التي تقدمها الجائزة ..وقد أضحت الجائزة سفيرة الصورة بلا منازع في عالم الفوتوغراف..لما تقدمه من تمييز ووجهة نظر ورقي فني بالشكل والمضمون من خلال التنظيم والترتيب …سيما ماقدمته بالمنتديات وأيضاً في المعارض الأربعة المصاحبة لحفل الجائزة ..وهذا يعبر عن مستوى وذائقة فنية رفيعة من إدارة المعرض ومن فريق الجائزة وعلى رأسهم الأستاذ علي بن ثالث الأمين العام و الأستاذ محمد الضو.. الذي كان بحق هو أنزيم التفاعل الكيمائي الضوئي في المنتديات ..حيث منحت الفرصة والأولوية لكافة العطاءات والحوارات والنقاشات والإضافات والتعليقات التي تثري الجلسات والنتاج الفكري للجائزة..التي رحبت بالضيوف وفتحت قلبها وأتاحت الفرصة للبعض بشرط الجودة والوضوح والإختصار .. ولعمري كانت بذلك تقدم حواراً معرفياً ديموقراطياً يقبل الرأي والرأي الآخر..بروح رياضية وبلغة عصرية تتجاوز العقبات والإرهاصات التي وقع غيرهم فيها..
تضافرت جهود العاملين في الجائزة على الإبتكار وسد الفراغ الموجود في الساحة العربية حتى توفر الفرص لأكبر عدد من المصورين والصحفيين للمساهمة في فاعلياتتها..لأن من أهدافها تغطية نشاطاتها التي تجري من مؤتمرات وندوات وورش عمل ودروس تعليمية ومسابقات شهرية على أنستغرام وغيره..إن الأستاذ محمد يمتلك قدرة كبيرة على الإحساس بكافة دقائق وتفاصيل العمل الفني الضوئي وتمكناً واثقاً من التحكم بتلك الدقائق والتفاصيل الى درجة تجعله هو من يتحكم بمفاتيح نجاح العمل ويمتاز بأنه يقدم فرصاً استثنائية لتحقيق الإتصال بين الفنانين وضيوف الجائزة
نهر من العواطف الضوئية المتناغمة والصاخبة ..يهدر كالشلال تحت إبداع ستة سنوات ..حيث أضحت موانيء الجائزة تضيء وأفراحها تسمع عالية ..نفتح مع الأستاذ محمد صندوق الدنيا الفوتوغرافي ..فعند أبا مصطفى الخبر اليقين..ونجول في عالم الفن وندخل مختبرات التطور البحثية والتحديث والعلوم عنده..ونرتاح قليلاً في كنف إبداعه الهندسي ..مع عروس التصوير جائزة هيبا ..التي أضحت منبعاً من ينابيع الثقافة البصرية العالمية تسجل إسمها بحروف من ذهب بين عواصم الثقافة الضوئية العالمية ..حيث إحتلت السّدة الرئيسية ..ولا غرابة بذلك فهي سليلة حسب ونسب مدينة وإمارة إسمها دبي رائدة ولا ترضي عن الأول بديلاً..بفضل شعار قائدها الذي ينشد دائماً المرتبه الأولى ..إنه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي ..راعي جائزة هيبا ..
تشكل الجوائز على إختلاف مسمياتها من جهة وجوهرية منهجها من جهة ثانية نقلة نوعية ضمن إطارها الزماني والمكاني في حياة المصورين..وجاءت جائزة حمدان للتصوير متكاملة مصدقة لما بين يديها ومهيمنة في إطار من التوافق والتناسق والشمولية بما يخدم المصور العربي والأجنبي ويسهم في تطويرهما معاً والإرتقاء بهما الى المستوى الذي يقلق آلية التفاعل المبدع والفعل الخلاق بين المهتمين بالشأن الضوئي على أساس من العدالة والمساواة دون تمييز أو تفاوت بين الألوان والأجناس ومستويات المنبت والإنتماء الجغرافي ..
- لم تترك رحى الماضي الضوئي في نفسي حجراً واحداً إلا وطحنته تحت أسنان النسيان القاسية..لتبعثره في مهب الريح.. وجاءت جائزة هيبا لتجمع الزمن الضوئي حجراً من الضوء والإبداع ..لتعوض ما عانى منه المصورين .. فقد بدأت الجائزة في إمارة ناهضة على شاطيء البحر عام 2011م..لأن عمر الرعيل الأول من المصرين كان مجدولاً من خيوط غربتين ..غربة الوجود التي لابد منها لإثارة الإيحاءات والتأثيرات وإغتراب الذات مرتدة الى الذات نفسها وهنا تكمن اللحظة المبدعة المتوهجة التي أفرزتها جائزة قادرة على التسلل الى الروح الفنية عند المصورين..
- كثيرون من المصورين سقطت أعمالهم الضوئية في درك النسيات لإتكائها على المباشرة والشهرة..مع أنها اتستحوذت إعجاب الجمهور عند عرضها ..وما نريده من المصور ليس أن تكون صورته على طبق من الضوء الباهر بقدر ما أتوقع منه أن يكون مبدعاً يغمس عدسته في ألوان من الشفيف الذي يأخذ المشاهد إلى أغواره المعرفية التشكيلية الضوئية وهو مأخوذ بدهشة الصورة الغامرة التي تقوده إلى القبض على روح اللوحة بشفافية طاغية ..وأن لايكوتكون الصورة للصورة أو الفن للفن ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق ـــــــــــــــــــــــــــــــــ