الفوتوغرافي التونسي ( عمر عبادة حرز الله Amor Abadah Harzallah‎‏ )..رئيس اِتحاد المصوّرين التونسيين ..بين مطرقة الماضي وسندان الحداثة .

.- بقلم : فريد ظفور

‎‏
أشتاق تفاصيله المبعثرة فقد ثملت الكلمات في انسكاب بوح أيقظ..شموع الوجع …تؤرقني أنفاسي … و أرتشف عطراً لعبق الصمت ..لعبق الوجع ..لعبق الإبداع ..

أشتاق حرفاً نابضاً بالروح  الفوتوغرافية فقد أضناني صقيع الجمر بالأبيض والأسود  … فوضى تصوير الديجيتال تعم قلبي و ترسم جدائل للشمس كالحرير الناعم … و الشتاء يحمل أمتعته مودعاً  كما رحل قبله الخريف و حملنا كورقه إقتلعتها الرياح …. أخشى أن يسقط الحب في عيد الحب يوما على رصيف الوجع بلا عودة …
جالسٌ مع اللّيل أطلق نفسا عميقا يحرّك ذاتي و يتسلّل الى عالم الفوتوغرافيا .. لحنٌ شجيّ في ممرّات الذّاكرة الضوئية ليحيطني… و كلّ من يمرّ يفتح نافذةً التجديد في الرّوح ليضيف لنا صورة ..رسم خطّ في تجاعيد وجوهنا .. رغم أن أفراحنا كالغيوم العابرة لحظاتٌ كما الأحلام … كم هي دروب المصورين الضوئيين طويلةٌ و في النهاية تصبح صورة في ألبوم ذكرياتنا ..حرفاً خُطّ في دفتر الزمن الغابر.. و وحدنا نكبر بين السّطور بينما الزّمن يسكننا و نسكنه في اللّا مكان و اللّا زمان… جميعنا حروفٌ أحاديّة وتدرجات رمادية وربما ألوان قزحية.. …  يكتبها الزمن و يمحوها  القدر كيفما يشاء … فراشاتٌ محلّقةٌ بين الحشائش …تحلّق …تصفّق … و تعزف ألحاناً ضوئية … ثمّ نرحل في غياهب الخفاء اللازوردي …وبين شفرات الديافراجم في أتون عدسة كاميرا فنان مبدع .. لنعبر ونسبر أغوار مصورنا عمر عبادة حرز الله ..

الفوتوغرافي التونسي ( عمر عبادة حرز الله )

قال أرسطو إن التفكير مستحيل من دون صورة ونحن نقول إن الحياة لايمكن تصورها من دون صورة ..وقال : آبل جانس عام 1926م : إننا نعيش عصر الصورة ..وقال الناقد الفرنسي : رولان باريت : نعيش في حضارة الصورة ..

والمصور المثقف دوره صَدّ موجات التغير المتلاطمة التي تدك حصون الإستبداد الضوئي ..متضامنا مع أصحاب السلطات أم ينحاز الى الشريحة الجماهيرية الطامحة الى التخلص من غم الفقر وبؤس الظلم والجوع الضوئي..وتاريخ المصور العربي ليس كله عسلاً بل نستطيع الجزم بأن الأقلية من المصورين المتنورين هي التي إختارت الفكر المستنير والتطور التقني الجديد الذي يبشر ويدعو الى مجتمع الحق والخير والجمال..ولا يفوتنا إحصائية من نهاية القرن تقول بأن ثلث السكان العرب أميين يعيشون في عتمة الجهل  وهي مصيبة يتحمل وزرها أصحاب القرار والمثقفين على السواء..وعلى المثقف أن يصطف بجانب الجموع الحالمة في تشييد مجتمع ضوئي تصان فيه حرية التعبير والإبداع …مجتمع يسعى نحو اللحاق بقطار العصر التقني الذي تخلفنا عن الصعود إليه..ٍ

ورغم أنها كثيرة جراحنا وقليل فينا الأمل لكننا علينا أن نحلم ..وإبداعات المصورين المختلفة هي امتداد القلب وركن حميم سنحط ترحالنا في محطة مصور فريد مميز من المبدعين والأوائل في تونس الخضراء.. بالرغم من أننا نعي خطورة الكلمة المكتوبة ونريدها أن تكون مغموسة بالمحبة بيننا وبينكم ..نريد أن نختلف معكم بالرأي والفكر لأنه إختلاف إدراك لا إختلاف عراك ..وطموحنا التواصل معكم لايقف عند حد وصفحاتنا مشرعة ومفتوحة للجميع وبالأخص لكل إبداع مميز ..فالفكر والصورة لاتعرف الحواجز والسدود سيما وأن العلاقات لم تعد في المجتمع الدولي تحكمها الساسة أو الإقتصاد أو العسكر والمصالح المتبادلة ولكن هناك مايجمع هذا كله في بلورة سحرية وبوتقة واحدة اسمها الإعلام بوسائله المسموعة والمقروءة والمنظورة..وأصبحت الحرب الآن حرب إعلامية وتأثيرها أشد خطراً لأنها تمس أهم مافي الإنسان أفكاره وإتجاهاته ..

الفنان التونسي يكشف عن مرحلة جديدة في تطوره الفني حيث أنه من أبرز الداعين الى استخدام الصورة وقوتها وفاعليتها وممن دعى وأسس متحف للفوتوغرافيا وقدم كل ما لديه من كاميرات وعدسات ومعدات وعرضها مع مجموعة من الصور من أعماله..ليتثنى للجمهور ولا سيما جيل الشباب التعرف على تجربته وخبراته الضوئية في الماضي وفي الحاضر…ويحاول التمسك بالتراث وبالعادات من أزياء وتقاليد وتصوير الآثار التاريخية والآثار والتراث اللامادي في المجتمع التونسي وتوثيقة للحفاظ عليه وتركه بين أيد الشباب في المستقبل كأمانة للحفاظ عليه ومواصلة الأرشفة والتوثيق لكل فاعليات المجتمع..

-وهل يمكن الحديث عن الفنون وخاصة الفن الضوئي دون المرور على فن العمارة الإسلامية ولعل الأشهر فيها هي ..عاصمة الغرب الإسلامي ومدخر الآثار الإسلامية ..مدينة  تقع في سهل فسيح وتحت سماء صافية وعلى وهج أشعه الشمس الساطعة تلوح مدينة تكللها القباب البيض وتحرسها المنارات الشامخة وتحتضنها الأشجار الخضراء فتبدو كالسراب في ذلك السهل الصحراوي.. والقيروان إشتهرت  بصناعاتها الجيدة والمتنوعة كصناعة الجلود و السروج والزرابي أحد المصنوعات التي تشتهر بها القيروان والنحاس والمصوغ المرصع بأنواع الحجارة الكريمة وصناعة الزجاج والبلور وصناعة الرق ولكن تبقى القيروان  بلا منازع مملكة الزرابي ..

وتزخر بالمنشآت المعمارية الرائعة من مساجد ودواوين ومواجل وقصور وحمامات وقناطر وفنادق وأسوار..فهي بحق مدينة الجوامع والمساجد والمآذن والقباب ..وتأتي بالأهمية بعد الأمصار الإسلامية الأولى  : الكوفة والبصرة والفسطاط..  وقد انكب الفاتح الإسلامي عقبة  بن نافع ..مدينة القيروان ..طيلة خمسة سنوات يشيد وينظم شؤون مدينته الدينية والإدارية ..وقد اندمج الفن المعماري الفاطمي في تناسق مع العناصر المعمارية التي ظهرت في العصر الأغلبي..ولاننسى جامع الأبواب الثلاثة وهو من أعرق المعالم الدينية ومقام الصحابي أبو زمعه البلوي صاحب الرسول محم ( ص ) ..فعندما تلج الضريح يتملكك نفسك الخشوع وتزدحم في نفسك ذكريات مشرقة من التاريخ العربي الإسلامي..وكذلك فسقية الأغالبة..وجامع عقبة بن نافع..الخ..هذه مدينة القيروان مذخر الآثار العربية الإسلامية كانت ولا تزال من أهم المدن الإسلامية..

هاهي تدعيات الفكر الوجودي تعود الى الويب بلا معقوليتها مع ارتفاع منسوب القلق لدى جيل النت ألا تسلب تغريبة العنكبوتية طاقات مستخدميها الفكرية الإيجابية لتزجهم في عدمية تغيب إرادتهم ورغبتهم في العمل..لكن كيف يجعل الويب من المصور قرصاناً ومن الصورة الإلكترونية إبناً ضالاً..مع اشتداد حمى التنافس بين محركات البحث وعمالقة الأنترنت ” غوغل وأمازون والتفاحة وبارنيس آندنوبل وهو أوسع سلسلة مكتبية تبيع مؤلفات ورقية ورقمية في العالم فقد بلغت حتى عام 2010 حوالي 15 مليون عنوان والآن تضاعف عدة مرات..

إنها الواقع المثقل بشروطه يساجل فيها المصور بواقعية قاتمة أليمة ..لايخشى من عرض أحداثها الأشد قسوة وإيلاماً ..الجميع يقع في حب الفوتوغرافيا في عالم يكون فيه العشق الخقيقي للماضي نادراً ومعيباً..

مثلما تجد إيقاعه لاهثاً في الحياة تجد أيضاً هذا الإيقاع اللاهث في صوره التي يتباين مستواها على مدى ماينيف عن الـ39 عاماً من العطاء والتعب والسهر والركض وراء الأخبار والمواضيع الضوئية ..إلا أن قيمتها هي أنه إستطاع أن يخلق لنفسه عالماً ضوئياً خاصاً به ..حيث نجد في أي لقطة له نبضاً ومذاقاً ورائحة وطنه الحبيب تونس ببصمته الإبداعية المتفردة والتي شكلت جسر عبور بين جيلين من ماض  مصور شاطر عمل مع الرواد ومن جهة اخرى ركب موجة التطوير والتحديث وشارك الشباب بحيوية نادرة..

ــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق ـــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ

رئيس اِتحاد المصوّرين التونسيين عمر عبادة حرز الله

صور: اول متحف يؤرخ للتصوير الشمسي في تونس لاكثر من قرن للفنان الضوئي

يملك أكثر من 800 آلة تصوير . عمر عبادة حرز الله يوثق ذاكرة الفوتوغرافيا

الفنان الفوتوغرافي عمر عبادة حرز الله يتوج بالميدالية الذهبية 2014م

توج الفنان الفوتوغرافي عمر عبادة حرز الله بالميدالية الذهبية في صالون الشرق الأوسط الثاني الذي تحتضنه القاهرة منذ يوم 30 جانفي وسيختتم اليوم 8 فيفري .
«صالون الشرق الأوسط الثاني للقطع الصغيرة»، يحتضنه مركز شبابيك الثقافي، منذ يوم الخميس 30جانفي، ويختتم اليوم السبت 8 فيفري 2014 بمشاركة نحو 220 فنانا تشكيليا من مصر، والعراق، وسوريا، والسعودية، وفلسطين، وتونس، والجزائر، والمغرب، ولبنان، وليبيا، والإمارات، والأردن، واليمن، وكردستان، وصربيا.
وبخصوص صالون الشرق الأوسط بمصر ..تشرف على هذا الصالون جماعة بصمات الفنانين التشكيليين العرب الدولية تأسست في مصر على يد الفنان الناقد وحيد البلقاسى والفنان علاء صبح ويشرف على التنسيق الفنان احمد غويبة وكان الهدف الحقيقي من نشاط جماعة بصمات مد جسور التواصل الفني بين فناني الدول العربية التشكيلين..
ومن أهداف جمعه بصمات الفنانين التشكيلين العرب مد جسور التعاون الفني والثقافي بين الفنانين التشكيلين أبناء الوطن العربي والتعاون في إقامة المعارض الدولية والورشات الفنية وتناقل الخبرات بين الفنانين التشكيلين المصريين والعرب من الأجيال المختلفة والتعاون على خلق حاله من الحراك الفني خاصة الفنون التشكيلية بين أبناء الوطن الواحد لغة وموروثا فنيا وثقافيا في تألف وحميمية وخلق حالة من التوازن الفني بعيدا عن المحاصصة والاكتفاء الذاتي بين الفنانين أنفسهم دون الحاجة إلى رعاة أو مؤسسات التي تخلق حالة من التحزب التي قضت على حركتنا التشكيلية طوال أكثر من 30 عاما في مصر وعالمنا العربي وطرح الحلول والمناقشات والندوات الفنية النقدية والاستفادة من خبرات الآخر وتناقل هذه الخبرات عمليا من خلال ورشات العمل ومحاولة إيجاد شبكات تواصل بين الفنانين والمثقفين أبناء الوطن بلا مزايدات ومحاولات جادة لتسويق الأعمال الفنية للفنانين لاستمرار مسيرة الإنتاج الفني والإبداع من خلال المعارض وعرض الأعمال الفنية بأسعار في متناول الجميع سعيا لإثراء الذائقة العربية لترويج العمل الفني …
صالون الشرق الأوسط الثاني للقطع الصغيرة هو الفاعلية السابعة من ضمن فعاليات جماعة بصمات الفنانين التشكيليين العرب. كان افتتحه الفنان نور الشريف
ويذكر أن عمر عبادة حرز الله هو رئيس اتحاد الفنانين الفوتوغرافيين التونسيين الذي تأسس مؤخرا وقد قضى سنوات طويلة في وكالة تونس إفريقيا للأنباء.