الخطوة الثالثة : بين الخفايا و الظواهر
هنا ياتي دور آراء المستخدمين و المتخصصين . فلا يكفي أبداً بالنسبة لمستجد أن ينظر صور هذه الكاميرا أو تلك و يكتفي بالصور النهائية ليحكم على أن الكاميرا المقصودة هي الأفضل و الأمثل. لا بد من استشارة المختصين ممن جربوا هذه الكاميرا لفترة كافية و يعرفون عيوبها و مميزاتها جيداً . فلا كاميرا بلا عيوب ، الكاميرا المثالية هي التي تدرك تماما نقاط قوتها و ضعفها و تستغل فيها نقاط قوتها للحد الأمثل. فقد تكون الكاميرا التي تريدها تتمتع بعدد من العيوب التي لا تهمك في شيء و قد تهم بعض الخبراء. لنقل مثلاً أن الكاميرا المطلوبة تحمل عيباً لا يظهر إلا عند طباعة الصور بمقاس A1 . كم من صورك تريد طباعتها أساساً ، فضلاً عن طباعتها بمقاس كبير مثل A1 ؟ ففي هذه الحالة لن تجد ما يمنع من شراء الكاميرا.
مثلاً لنقل أنك رأيت صورة مدهشة من الكاميرا س ، و قلت أنك تنوي شراءها . لكن عند سؤالك عن ظروف تصوير تلك الصورة المدهشة لاحظت أن امتلاك نفس الكاميرا ووقوفك في نفس المكان لتصوير نفس الهدف في نفس الوقت من النهار لم يأت بنفس النتيجة ؟
في هذه الحالة تلعب الإضافات دورها ، فالكاميرا س تقبل تركيب بعض الإكسسوارات التي قد تفوق سعرها لتظهر النتائج بشكل مختلف أيضاً ، و بهذه الإكسسوارات تصبح الكاميرا س ثقيلة و غير جذابة نظراً لصغر حجمها مقارنة بالإكسسوارات المستخدمة .
فعند الرغبة في استخدام صور معينة للدلالة على أداء كاميرا ما لا يكفي النظر في عشرة أو عشرين صورة من مصور واحد أو اثنين. بل ينبغي السؤال عن ظروف التصوير و الإعدادات سواء من جهة الكاميرا أو خلف الكواليس. مما لا تظهره الكاميرا و يعتبر ضرورياً لصورة ممتازة. فمثلا مقارنة صورة تم تصويرها من شخص باستخدام الفلاش المدمج بالكاميرا و شخص استخدم فلاش خارجي بطريقة ذكية لتوزيع الإضاءة بشكل أكثر نعومة ستكون مقارنة ظالمة كلياً نظراً لاختلاف الضوء المستخدم في كل من الصورتين. ففي كثير من الأحيان يلعب الضوء دوراً أهم في صنع الصورة الممتازة من دور الكاميرا نفسها، كما سيتم توضيحه لاحقاً في مواضيع مستقلة.
كنا قد حددنا بعض النقاط التي تساهم في جعل عملية اختيار الكاميرا أسهل . لكن بالنسبة لمن يجلس و ينظر لصندوق الكاميرا أو الإعلانات عنها يجد إعلانات و مميزات كثيرة و قد يتوه بينها و يظن أن كثرتها تعني أن الكاميرا مميزة.