الليلة الثالثة من أماسي مهرجان الشارقة للشعر الشعبي في دورة الثانية عشرة كانت مميزة بطرائف الغزل وحكايات الرومانسية الجميلة، ولم تخل من قصائد في الحماسة، وتناوب على الإلقاء فيها ثلاثة شعراء، هم: عامر العايذي من السعودية، وهلال الصفليج الشمري من العراق، وأحمد شلشول من الإمارات، وأدارتها زبيدة البلوشي، وذلك بحضور محمد القصير مدير الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وراشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي.
الشاعر عامر العايذي ألقى عدة قصائد بدا فيها رقيق الطبع سلس العبارة، خبيراً بمعاني الغزل، وقصص العشاق، يعرف كيف يستولي على سامعه بحكاياته لتفاصيل العشق الدرامية، وقد بدأ بقصيدة تحية إلى الشارقة، ومن القصائد الجميلة التي قرأها قصيدة «والله أني أذكره»، وفي أشجان العاشق المتردد الذي يطول انتظاره لمحبوبته شهوراً وسنوات، يقول:
السؤال الي يحير ولا يلقى جواب
كاسرن قلب المعنّى وعيّا يجبره
وبيني وبين الحبايب مشاريه وعتاب
تهدم بيوت التواصل ما تعمره
ولي ثلاث سنين صابر على مر وعذاب
كل يوم أسوق نفسي لسور المقبره
ليه يجفاني على ماشيا مال الذهاب
وكل ما ألقيه وجهي يلقيني ظهره
أحسب أني يوم شفته بعد طول الغياب
يتضايق من قصوره ودمعه ينثره
أحسب أني لو سألته وكثرت لعتاب
يجتهد في جمع لعذار من شان أعذره
أحمد شلشول نوّع في قراءته بين الغزل والحماسة، وهو شاعر مطبوع يمتلك أدواته الشعرية، وفي لغته أصالة، وقد بدأ قراءاته بقصيدة وطنية حماسية عدد فيها مآثر الإمارات وشعبها، يقول :
العرق من لمسة إيدينك ترى ذاب
عبّر ولا له في إيديني بياني
يا كيف لو سليت رمشن من أهداب
إن كان فارقت الحياه بمكاني
يا نرجسي حسنك ترى حيل جذاب
متعافي لا شاف زينك يعاني
فحصت قلبي عقبها قال: بطياب،
كذاب، ما يدري بسهمه رماني
هذا دليل أن العشق ما له أطباب
طبه وصال السولعي والدماني
هلال صفليج في شعره قوة وأصالة، ومعانيه متدفقة، وحين يأخذ في الحماسة يستدعي تاريخاً كاملاً من الوصف والمجاز والمعاني الرفيعة النبيلة، ويستدعي رموز التاريخ شخصياته العظيمة، لكن له أيضاً في الغزل حضوراً وقدرة جميلة، ومعاني طريفة، في قصيدة «انتي» يحكي قصة طريفة مع تلك المحبوبة التي أعطاها قلبه، لكنها استبدت به، ونظرت وصدت وهجرت، وأصبحت عينها على غيره، ورغم ذلك لا يريد أن يتنازل عن حبه لها، وفاء للعهد الذي قطعه لها:
يا بنت شفتك وسط قلبي تمشين
الاّ، بعد من غير رخصة سكنتي
وفسرتها من حسن نية، تمونين
وانتي بعد شفتيه فاضي، ومَنتي
بالك على جيران بيتك، تطلين،
ترى عيون الناس تقول: خنتي
أصبوحة شعرية
شدت صباح أمس مجموعة من شاعرات الوطن العربي بأجمل القصائد فى الأصبوحة الشعرية التي نظمها المهرجان في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بحضور الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي ونخبة من الشاعرات وحضور كثيف من متذوقي الشعر.
«وجيت ألبى الدعوة وكأني، حضرت اليوم في يوم عرسي وعيدي» بهذه الكلمات الرقيقة هلت الشاعرة لولوة الدوسري من السعودية، قصيدة المحبة والترحيب التي أهدتها للشارقة حاكماً وشعباً، وتنوعت بقصائدها ما بين الغناء والإلقاء ومنها: أجمل الرزق، أشوم من الردى، غصن قلب، أحبك، ولأنها تهوى الاختلاف والتميز، شاركت الحضور بقصيدة عمودية بعنوان «احتواء الذات» ومن أبياتها:
إحتواء الذات يأبى دون أن ألقي الزمام
يا غرام قادني قود السرية للوغى
أجهشت عيني بكاء
من على دمعي مُلام؟
الشاعرة الإماراتية «عيون القصيد» أهدت الحضور باقة متنوعة من قصائدها ما بين الوطنية والغزلية ومن كلماتها:
يا مدرسة ه الأرض يا سيّدتها
يا فاضلة بالمجد والأخلاق
كل المشاعر لو طفت أوقدتها
وتبسمت في وصلك الأعماق
يا صاحبة كل السمو أوصدتها
في داخلي لمقابلك أشواق
وأما الشاعرة الكويتية العهود راشد، تقول في قصيدة «الصدق»:
الصدق خلاني اعرف أحبابي
وأسمع كلام قلوبهم وأشوفه
واختتمت الأصبوحة ختام المسك مع الشاعرة الإماراتية كلثم عبد الله التي تتسم مفرداتها بالعفوية بقصيدة مهداة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تقول فيها:
تحيي زعيم الفكر والطيب والفخر
وترفع له الرايات في جند وسريه
في واجهة بحر المجاز انشرح لك بال
وشفت السعادة تغمر صبي وبنيه
وبحر الثقافة فاض في دولة الرخا
وفي الشارجه مايات عيه ورا عيه
ترى امبونها دار القواسم منيعه
وأسطولها يبحر جنوب وشماليه