يوثق كتاب «نساء العندليب» لعنتر السيد (دار النخبة/ القاهرة) رحلة المطرب عبدالحليم حافظ مع المرأة، سواء تمثلت في بطلات أفلامه أو في مطربات نافسنه، أو في نساء من خارج الوسط الفني ارتبط بهن عاطفياً.
يتضمن الكتاب فصولاً عن أم كلثوم وعلاقتها بالعندليب، وسعاد حسني وأسرار «زواجهما»، ووردة وخلافاتها معه، ونادية لطفي ورحلتها الفنية والشخصية معه، خصوصاً من خلال فيلمي «الخطايا» و «أبي فوق الشجرة». ووثّق المؤلف التفاصيل الدقيقة عن حليم وعلاقته بمعجباته وبطلات أفلامه بناء على مصادر تتصف بالصدق والثقة لتأكيد المعلومات الواردة من أكثر من مصدر حول الواقعة الواحدة، فضلاً عن بحثه عن أبرز حبيبات العندليب وكيف وأين كان يلتقيهن.
ويؤكــد المؤلف الذي يعمل نائباً لرئيس تحرير مجلة «الكواكب» القاهرية، أن الكتاب هو حصاد عمل بدأه عام 2006 عبر الاستماع إلى «شهود عيان» من الوسط الفني ومن خارجه، منهم كُتَّاب وإعلاميون وفنانون وأفراد أسرتي العندليب وسعاد حسني.
ويتطــرق الكتاب إلى عشرات من قصص الحب عاشها «كازانوفا الشرق» الذي «كان يبيع الحب لمن يشتري»، على رغم اعتراف حليم في مذكراته بأنه لم يعش حباً حقيقياً إلا نادراً، خصوصاً مع «ديدي» التي أفرد لها عنتر السيد مساحة كبيرة في كتابه الذي تضمن أيضاً معلومات جديدة عن «فتاة العجمي»، و«فتاة المبتديان»، و«نوال الحلوات»، و«نوال الرملي»، وشقيقة المطربة الراحلة صباح (سعاد فغالي)، و«مروة الجزائرية»، و«حرم سيادة السفير»، و«أميرة اللبنانية»، والراقصة ميمي فؤاد و«فتاة الشرقية طاطا»، و«الزوجة الإسكندرانية». وتطرق الكتاب كذلك إلى علاقة عبدالحليم حافظ بنجاة الصغيرة وبعض مذيعات التلفزيون والإذاعة.
عاش حليم الكثير من قصص الحب، حتى تصور البعض أنه فراشة تتنقل من امرأة إلى أخرى. وكشف الكتاب جانباً خاصاً من علاقة حليم بشقيقته الحاجة علية شبانة. ولفت السيد إلى أن الكتاب «يمثل إضافة حقيقية للمكتبة الفنية كمرجع مهم يوثق حياة واحد من أهم نجوم الغناء والسينما في العالم العربي، بدأ مشواره من القاع وبلغ القمة، فسار على دربه كثيرون».
وأضاف أن رحلة كفاح «العندليب الأسمر» كانت مليئة بحقول الألغام التي مرَّ عليها ليتجاوز مَن سبقوه ويؤرق من جاؤوا بعده. وأكدت سطور الكتاب أن حليم «أحبَّ بعدد أصابع يديه لكنه كان صادقاً بعدد شَعر رأسه، وأنه لولا الحب لما خرجت أغانيه صادقة».
تناول الكتاب بطلات أفلام العندليب، وكيف كانت علاقته بفاتن حمامة وصباح وشادية ونادية لطفي ومريم فخر الدين وميرفت أمين ولبنى عبدالعزيز وزبيدة ثروت وماجدة وزيزي البدراوي وآمال فريد، وكيف عاش أمامهن قصص الحب والغرام في كواليس تلك الأفلام لتظهر صادقة على الشاشة، على رغم ما صادف بعضها من خلافات وإشاعات.
وفي الصفحات «صورة غنائية» كتبها المؤلف شعراً في نحو 11 صفحة عن رحلة حليم الفنية والشخصية، إلى جانب ملف لصور نادرة عن رصد الكاميرا لنساء العندليب، وحياته منذ ولادته لأسرة فقيرة في قرية بشمال مصر، وحياته طفلاً في دار لرعاية الأيتام، إلى مجالسة الزعماء والرؤساء والملوك والأمراء، وارتباطه بعلاقات صداقة مع كثيرين منهم.