عروض اللهب .. متعة وتشويق واحترافية في الأداء –
يواصل علي بن ناصر الشعيبي حرفته في مجال السعفيات حيث يتواجد في مهرجان مسقط 2017م من خلال ركن خاص به بالقرية التراثية ولمعرفة المزيد عن هذه الحرفة حدثنا قائلا : كانت بدايتي منذ صغري حيث تعلمت هذه الحرفة من والدي عندما كنت اجلس بقربه وهو يعمل بعض من الأدوات المصنوعة من السعفيات بعدها اكتسبت الحرفة وعن المواد التي تدخل في صناعة السعفيات أضاف قائلا: استخدم الخوص وبعض من الأصباغ بمختلف ألوانها وهي تدخل في صناعة القفاف ( القفران ) والأغطية (المكب) الخاصة بتغطية الأغذية مثل التمور والحلوى والرز وغيرها وكذلك الصناديق الخاصة بالهدايا ووضع أدوات الزينة والكحل والحصير وغيرها من المصنوعات وعن مشاركته تعتبر هذه المشاركة الخامسة في مهرجان مسقط وعن الهدف من المشاركة أضاف قائلا : إنني ارغب في نشر هذه الحرفة وتعليمها للجيل الحاضر بمعنى ربط الحاضر بالماضي .
لمسات جميلة في صناعة النسيج
شيخة القرينية من النساء اللواتي قضين فترات طويلة من أعمارهن في تعلم وتعليم صناعة النسيج فمنذ صغرها كانت صناعة النسيج رفيقة دربها ومشاركاتها المتعددة في مهرجانات ومناسبات مختلفة اكسبها خبرة في هذا المجال التقينا بها في ركن القرية التراثية بمتنزه النسيم العام وسألناها بداية عن حرفة النسيج ومكونات المنتوجات التي تنتجها؟ فأجابت: أساس صناعة النسيج من حيوانات الماشية والمعروفة محليا (بالجعد) نقوم بقصها من الخرفان ثم تتم عملية الغسيل والتنظيف ويتم غزله ثم برمه ويتم تشكيله وفق النماذج التي يتم إنتاجها، وعن الآلة التي تستخدمها في صناعة النسيج والتي وجدناها تقوم بالعمل من خلالها أضافت القرينية: هذه الآلة تسمى (ممغاطا أرضيا) وهي متنقلة ونقوم بوضع أعمدة لها وأوتدة وهناك ( المنساي ) و(الميشع ) وهي أدواته ولا يكتمل العمل إلا بتواجد هذه الأدوات معه، وهذه الآلة يجب على من يريد استخدامها ان يكون ماهرا فيها لأن كل قطعة فيه يحتاج الى معرفة أدق التفاصيل حتى يكون المنتج رائعا. وعن المنتجات التي انتجتها من هذه الصناعة تضيف شيخه القرينية: أقوم بإنتاج العديد من المنتجات ذات الأشكال والنماذج التي تكون في متناول الرجل والمرأة العمانية منها الحقائب اليدوية والمسابيح والفرش وغيرها من الأدوات الاستهلاكية وحول إقبال الفتاة العمانية للعمل في هذه الصناعات قالت القرينية: لله الحمد هناك تجاوب كبير من الفتيات والنساء العمانيات، ومن خبرتي السابقة وجدت ذلك التفاعل واضحا وجليا من خلال إقبالهم على الدورات والبرامج التدريبية التي نقوم بتنفيذها في محافظة شمال الباطنة وفي ولاية السويق تحديدا ويقمن بإنتاج مجموعة من النماذج والمشغولات اليدوية الرائعة وكل ما أتمناه هو ان يجدن دعما لعرض منتجاتهم والإقبال عليها كبير ولكن في نفس الوقت نحتاج الى اهتمام اكبر ودعم اكثر فاعلية وشراء منتجاتنا من قبل المؤسسات وشركات القطاع الخاص والجهات الحكومية حتى لا تبقى هذه المنتجات حبيسة المكاتب وتمضي عليها السنوات ويتم إتلافها، وحول وجودها في مهرجان مسقط تنهي شيخة القرينية حديثها معنا بقولها: بالنسبة لي مهرجان مسقط من المهرجانات المحببة لي وأرى تفاعلا كبيرا من قبل الزوار للتعرف على الصناعات التقليدية وهذا الإقبال يظهر جليا في طلب الزوار تجربة العمل بالنسيج ومزاولته وكيفية إنتاجه ولله الحمد وهذا الأمر اسعدني كثيرا لأنني شعرت أنني ساهمت ولو بالقليل في التعريف بصناعات بلادي التقليدية .
عروض اللهب
تحتضن ساحات متنزه النسيم بالقرب من مسرح الطفل عروض اللهب ضمن فعاليات مهرجان مسقط 2017 الترفيهية والتي تؤديها فرقة مكونة من 8 أعضاء بتألق وتناغم فريد وبتشكيلة جمالية تجمع بين المتعة والتشويق والاحترافية في الأداء مقترنة بالمرونة والخفة في الحركة والخطوات والحذر في التعامل مع اللهب.
وتقدم الفرقة ثلاثة عروض مختلفة يوميا ويستمر العرض لمدة نصف ساعة يقوم المؤدون بجذب أنظار الجمهور بما يقومون به من التلاعب بألسنة اللهب عن طريق الرقص على إيقاع الموسيقى المتناغمة مع حركة النار ممسكين بطوق مشتعل من النيران مشكلين به تكوينات وتشكيلات جميلة متحركة وراقصة. يظهر العرض إبداعا وتميزا في الأداء حيث يتطلب هذا النوع من الفنون احترافية ودقة بالغة ورشاقة في الخطوات والحركات المتنوعة. ويستعين مؤدو العرض بعدد من الأدوات التي يتم إشعالها وتقديم العروض بها مثل القضبان وحلقة النار وهي عبارة عن حلقة دائرية ومفرغة من الداخل ينطلق منها وقود لإشعالها إضافة إلى السلاسل الطويلة من الفتائل وعصا النار. حيث تشهد عروض اللهب تفاعلا من الجمهور زوار المهرجان موثقين لحظات العرض من خلال كاميرا الفيديو عبر الأجهزة الذكية والكاميرات الرقمية. وتتواصل عروض اللهب تقديم فقراتها يوميا خلال ثلاث فترات على ساحة حديقة النسيم العامة بدءا من الساعة السادسة وربع والساعة السابعة وخمسين دقيقة والساعة الثامنة وخمسين دقيقة .
فن العيالة والحماسية
تجسدت ألوان الفرح بميدان النسيم ممزوجة بالطرب الأصيل، الذي يحكي عراقة الفنون العمانية التقليدية التراثية المغناة ، فهي حاضرة في كل محفل أو أعياد وطنية أو مناسبات وأفراح المواطنين ، فمهرجان مسقط لا تكتمل حلته ولا يزهو بريقه إلا بوجود مثل هذه الفرق الحماسية والفرق التقليدية. ففرقة ساحل الخليج لفن العيالة القادمة من ولاية لوى بمحافظة شمال الباطنة ألهبت حماس زوار متنزه النسيم العام بوصلاتها الغنائية ، ولمعرفة الفنون التي تقدمها الفرقة كان هذا اللقاء مع رئيس الفرقة سعيد بن راشد الريسي فقال : فرقة ساحل الخليج تقدم عددا من الفنون والوصلات الغنائية من أهمها العيالة والحماسية وفن بو زلف وعدد من الفنون التي نقدمها في أفراح المواطنين ، كما نقوم بمزج لونين غنائيين في آن واحد باستخدام الإيقاعات هما فن العيالة وفن الحماسية.
وأشار الى أن الفرقة تأسست في عام 1998 ومسجلة لدى وزارة التراث والثقافة ويبلغ عدد أفرادها 45 عضوا ، والفرقة لها مشاركات داخلية كثيرة منها مهرجان مسقط ومهرجان خريف صلالة السياحي ، والأعياد الوطنية وحفلات الأفراح ، ومشاركات خارجية في عدد من دول الخليج كمهرجان هلا فبراير بالكويت ومهرجان مملكة البحرين ودولة قطر.
وأضاف: قمنا بإصدار ألبوم غنائي يحمل عنوان “نبض الخفوق” يتضمن 8 شيلات حماسية منوعة بين الوطنية والغزلية، ومن كلمات وأشعار سعيد الريسي ، ونعمل حاليا على إصدار البوم ثان بعد النجاح الذي حققه الألبوم الأول من مبيعات وطلب متزايد.
مجسمات للسفن البحرية
يزخر مهرجان مسقط في جميع دوراته بوجود العديد من المشاركات التي تتعلق بالمهن والحرف التقليدية حيث تتواجد في جميع مواقع المهرجان المختلفة ومن بين تلك الحرف حرفة لها عبق من التراث البحري العتيق، ففي ركن من القرية التراثية بمتنزه النسيم توجد مشاركة فعالة لحرفة صناعة مجسمات السفن التقليدية وذلك من خلال عرض مجموعة من مجسمات السفن والقوارب بمختلف أنواعها وأحجامها ولمعرفة المزيد من تلك النماذج المعروضة التقينا مع أحمد بن جمعة الحمداني ليحدثنا عن مشاركته في المهرجان حيث قال: أحرص على المشاركة في المناسبات والمحافل المحلية كمهرجان مسقط فلقد شاركت في متنزه العامرات خلال الأعوام من 2014 إلى 2016م وأما بالنسبة لهذا العام فكانت مشاركتي في متنزه النسيم حيث إنني أقوم بعرض العديد من مجسمات السفن الخشبية وكذلك المصنوعة من سعف النخيل لزوار المهرجان وذلك بعدما أقوم بصناعتها فهذه الحرفة أخذت مني وقتا لكي أتعلمها وأتقنها ففي البداية واجهة بعض الصعوبة لأن هذه الحرفة تحتاج إلى دقة جيدة في الصنع ولكن الحمد لله تمكنت بعد فترة من عملية إتقان صنعها، وعن المشاركات داخل السلطنة تحدث أحمد: لقد شاركت في بعض المناسبات والمحافل التي تقام على أرض ولاية صحار وفي مهرجان مسقط ومهرجان خريف صلالة وكذلك بعض المدارس التابعة لمدارس ولاية صحار وأما بالنسبة للمشاركات الخارجية فكانت في دولة الإمارات العربية المتحدة وكان ذلك عام 2012 م ، وفي البرازيل عام 2013 حيث كانت مشاركتنا من خلال الاحتفال الذي أقامته سفارة السلطنة لدى البرازيل ونالت على استحسان الحضور، وأضاف: مؤخرا شاركت في مهرجان المحامل التقليدية في دولة قطر الشقيقة عام 2016م .
وعن الأدوات المستخدمة في صناعة تلك المجسمات حدثنا الحمداني بقوله: هناك أصناف من السفن والقوارب كالبوع والبدن يستخدم في صنعها السدر والشريس والبيذام ويوجد نوع آخر من السفن يصنع من سعف النخيل واستخدم في صنعها بواسطة الحبال والزور ( جريد النخيل ) ولكل نوع من تلك الأنواع فترة معينة لصناعتها تعتمد على الحجم فالسفن الصغيرة تستغرق أسبوعا والمتوسطة من 20 إلى 30 يوما .
يذكر أن الحمداني لديه متحف أثري في منزله يحتوي على مقتنيات من الأثريات التراثية القديمة .