كتبت- شروق غنيم:
من جدار يفيض زُرقة بالصور المُعلقة عليه، إلى آخر لا يخرج عن لوني الأبيض والأسود، وثالث غنيّ بالألوان؛ تزيّنت قاعات قصر الفنون بدار الأوبرا، أمس الأحد.
وبين التصوير المسرحي، المعماري، الحياة البرية، وصور الطبيعية، الشارع، وفن البورتريه شارك مصورين من 14 دولة عربية بمُلتقى المصورين العرب، الذي يُقام لأول مرة في القاهرة.
تنوّع الحضور بين من ألقته الصدفة إلى المُلتقى، ومصور هاوٍ يبتغي التعلم، طاف الحاضرون بقاعات القصر الخمس، كل منهما تحتوي على صور مختلفة تُغازل الأعين، يتفقدون الأعمال المُشاركة، يشيرون لتلك بانبهار، وأخرى يفتحون حولها نقاش.
على مدار 3 أشهر عمل فريق اتحاد المصورين العرب فرع مصر، على إتمام المُلتقى الأول، ويقول كريم نجيب، عضو مجلس إدارة الاتحاد، لمصراوي، إن الاتحاد تلقى حوالي 300 صورة من المصورين المصريين للمشاركة، لكن لجنة الفرز توصلت إلى 245 صورة تقريبًا.
وضع الاتحاد معايير بسيطة للمشاركة في أول ملتقى؛ أن يتحلى المصور بالموهبة والابتكار، على أن يُقدم صورتين فقط كحد أقصى.
ويوضح نجيب أن الاتحاد لم يشترط التصوير بكاميرا بعينها، بل شارك أحد المصريين بصورة التقطها بهاتفه المحمول “عاوزين نوصل رسالة إن الصورة الكويسة رؤية مصور وبالعقل، مش بالمعدات”.
احتوى المعرض على 80 صورة من مصوري الوطن العربي، وباقي المُشاركات من مصر، فيما طبع الاتحاد أعمال الأول على نفقته، أما المصورين المصريين على نفقتهم الخاصة.
من بين كل الصور التي التقطتها جوهرة العتيبي، عضو اتحاد المصورين العرب؛ قررت المصورة الكويتية المشاركة بصورة نيجاتيف واحدة، تحمل قصة ورائها، وهي صورة لمكحلة قديمة تعود لجدتها “صورتها بطريقة خاصة” لتتجلى شخصية جدتها القوية والثابتة.
يتنقّل محمود الجندي، مصور هاوٍ، بين قاعات قصر الفنون، يتأمّل الصور المشاركة، يلتقط صورًا لها بهاتفه ليتمكن من الإطلاع عليها من وقت لآخر، يهوى الجندي تصوير المناظر الطبيعية، وأن يطل غلى المعارض الفوتوجرافية بشكل دائم، ويأمل أن تحجز صورة له مكانًا بإحدى المعارض القريبة.
رغم عمل محمد هشام كمصور صحفي لمدة طويلة، قرر أن يولي عدساته للحياة البرية، من خلال السفر كل عام إلى وسط إفريقيا، من خلال صورة لنمر، وأخرى لطائر يصطاد سمكة، شارك هاشم بالمُلتقى.
اختار هشام صور من رحلاته البرية لإثبات أن المصور المصري أو العربي لديه القدرة على تصوير الحياة البرية مثل الأجانب، إذا توفرت الفرصة.
وفيما يخص المُلتقى ككل، انتاب هشام، المسئول أيضًا عن لجنة الندوات وغرفة العمل بالملتقى، السعادة تجاه حصيلة الصور المُشاركة، والتي تأخذ زائر المعرض في جولة حول العالم، إذ أن المصورين لم تقتصر مشاركتهم على صور من بلدانهم فقط، بل من رحلاتهم بالخارج أيضًا، ويضيف لمصراوي أن الملتقى يُقرّب المسافات بين مجتمع المصورين العرب.
الصدفة كانت سبب تواجد عبدالرحمن، خريج اللغات والترجمة، بدار الأوبرا، وما إن رأى افتتاح الملتقى، قرر دلوف قصر الفنون. يُطيل عبدالرحمن الوقوف أمام الصور المُلتقطة لمجموعة من البشر، أو شخص بمفرده، إذ يؤثر الصور الإنسانية، وتحديدًا التي تعكس الحياة البسيطة، أو الكادحة.
من خلال صورتين، شاركت ناجية محرم، أستاذة كلية العلوم بجامعة القاهرة، بالملتقى، إحداهما من واحة سيوة، والأخرى من التشيك.
تختلف الصور التي شاركت بها ناجية، فـصورة سيوة ألوانها هادئة، لون البيوت أصفر، فيما تسطع الشمس ويفترش العشب الأخضر خلفيتها، أما التشيك فبمانيها مفعمة بالألوان، وتقول عنهم محرم -التي تهوى التصوير منذ أهداها والدها كاميرا بالصغر- إن صورة سيوة زغم ما تحمله من أنقاض إلا أن “فيها تاريخ وجمال”.
الساعة تُدق العاشرة والنصف، يُعلن المسئولين عن قصر الفنون انتهاء فعاليات المعرض للأمس، فيما يفتح الملتقى أبوابه للزوار حتى 11 من فبراير المُقبل.