الفنانة ( علا خلف ) شمعة فوتوغرافية تحترقلُتنير درب التصوير وعشاقة..
– بقلم : فريد ظفور
الاستاذة علا خلف
ولئن كان من الصعب على المتابع أن يقف على تفاصيل المشهد الضوئي في جائزة حمدان بالوقت الراهن وهو مشهد فني شاسع ..ولكن مايمكن التوقف عنده هو بعض الشخصيات المهمة في فريق الجائزة والتي شكلت محطات أو مراجع وروافد للقادمين من الضيوف الفائزين والمحكمين ومن الإغلامين ..ولعلنا نتدرك جميعاً الأهمية للفريق بدءاً بالأستاذ الأمين العام القائد لفريق جائزة هيبا وأيضاً الأستاذ محمد الضَّو الذي يعتر الذراع الأيمن للجائزة وهو مسؤل التطوير والتحديث فيها وعراب العلاقات العامة …وأيضاً الأستاذ سعد الهاشمي مسؤل النشاطات الثقافية والإعلامية في الجائزة..و قدكانت الأستاذ سحر الزارعي من قبل كأمينة مساعد للجائزة ..ثم يبرز دور فنانة وأستاذة تعج بالحيوية والنشاط إنها المدربة والغطاسة والمصورة ومسؤلة النشاطات الإجتماعية من ضيوف الجائزة..فالفنانة علا ..انها تتألم وتكابد وتتوجع وتسهر الليالي لراحة ضيوف جائزة سمو الشيخ حمدان ..وهي بحق أشغل من وكر نمل وأكثر تنظيماً من خلية نحل ..كما يقال بالعامية..دائمة النشاط …وإذا جاز لنا القول بأن وراء كل رجل عظيم إمرأة …سيكون الأمر معوساً هنا فوراء كل إمرأة عظيمة رجل وأسرة عظيمة كأسرة الأستاذة علا خلف ..فخلفها يقف البروفيسور نور خلف Norman Ali Khalaf وابنته نورا وعائلتهم ..ناهيك عن مميزات وقدرات لغوية وحيوية ومعرفية ضوئية في التصوير على الأرض وفي الغوص بأعماق البحاروالمحيطات…فنكتشف بسهولة بأن الفنانة علا ليست مجرد مصورة ماهرة تمسك بكاميرتها أو جهازها الخليوي لتوثق الحدث الذي يمر وربما لايتكرر ..بل هي فوق كل هذا مبتكرة من طراز فريد وصاحبة موقف في دروسها في التصوير وحارثة أرض لم تفلح من قبل وفاتحة في مجال التصوير الذي ظن الجميع بأن أبوابها أوصدت منذ فترة …ورغم ذلك لاتنخدعوا برقة وهدوء الإماراتية الموطن والمصرية المنشأ والفلسطينية الهوى…فهي إمرأة بعشرة رجال ..وأخت الرجال كما يقال ..هوايتها النظام والتحليل ووظيفتها العمل بإخلاص في جائزة حمدان..
علا خلف الأخصائية وأستاذة التصوير الفوتوغرافي في جائزة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي والحكم الدولي في بينالي الشارقة
استطاعت علا تحقيق حلمها بالعمل ضمن فريق متجانس ومنسجم في جائزة حمدان..وبعد سنوات كثيرة من الجهد والمثابرة استطاعت خلالها أن تصور مئات الأنواع من الكائنات البحرية والبرية وقامت بتجميعها بألبومات خاصة وصور عن نجوم البحر وسرطانات بحرية وأصداف ومرجانيات وأسماك ملونة و جزر من الإسفنجيات..
والفنانة علا ..مغرمة بالغطس في أعماق البحر للتصوير وهذا الغرام نابع من شعور لايهدأ وهو العمل الدؤوب للحصول على صور الكثير من الحيوانات والكائنات البحرية وأنواعها المختلفة..
سحقت العبارات المعلبة في بعض الساحات إبداعاً كما سحق في إطار هذه التبعية للسياسة والإيديولوجيات الفنية مبدعون كثر .. وألحقتها بركبها فخسرت معركة الإبداع وخسرتها الجماهير المحبة للفن الضوئي .. لكن الأستاذة علا ,,كانت خارج السرب تغرد وتتحدى الصعاب والمستحل لإثبات ذاتها ومقدرتها وكفاءتها الفنية الضوئية ,,
وبعد فهل في ظل هذه المناخات التي تحفل بالمحرمات والممنوعات والضائقات يزهر الإبداع أم يضمر ..والإبداع هو ممارسة للحرية بتألق وتعبير عنها بأصالة وجمال ..نتطلع إلى أن نملأ حياتنا الفوتوغرافية بالأحلام الممكنة وأن نولي بعض ما في حياتنا القصيرة من يقظة بفعل مبدع لكي نرتاح ..فهل نغعل ..فدعونا نتمسك بالتفاؤل ولا نبتعد عن حقيقة أن الإبداع بذار للأمل ومنير لشمة الهداية الضوئية والصباح الفني في متاهات الضياع والظلمة المعرفية الضوئية,,
لقد كانت الجائزة تريد تأسيساً لبداوة ضوئية حداثية في مدن قديمة تعفنت وعلاها صدأ التذوق الفني …
في حفل توزيع جوائز المتفوقين بجائزة حمدان ..كانوا شباباً وسيّمي الطلعة يلفهم بهاء من نوم ما إلا أنهم كانوا طليعة جيل حيوي وُجد لتألق ونجاح الجائزة..وصمم ليصرخ بعنف مطالباً بحرق كل اللوائح القديمة عن فن التصوير وابتداع أخرى جديدة ..وهدفهم صناعة جمال زئبقي متشح بالإبداع ولا يقف عند سلم المستحيل .. ولا يقفون عند حدود الإنصياع لتقاليد الماضي المحبطة.. من التبجيل والتعظيم للماضي.. بل تذهب سورة البحث عن حقيقة الأشياء إلى إطلاق العنان لفكرهم ونشاطهم نحو الجائزة الوليدة منذ سنوات قليلة ..لقد وضعوا جثة الماضي بين يدي المشرحين الأكاديميين يستخرجون منها شواهد سوسيولوجيا الماضي التي وجدت نفسها من دون سلم قيم معرفية ضوئية بالحداثة والتطور التقنية في شبكات التواصل الإجتماعي..فيما يحاول المعتدلون تفحص الجزء من الوعي المعرفي للشباب النَّوق الذي فرضته ظروف التقنية في عالم الديجيتال وعصر الأجهزة الرقمية..
فماذا يمكن القول عن ثورة الشباب التي خلخلت واقعاً دام قرابة القرن والنصف من سيادة الأبيض والأسود في عصر الكاميرا الفلمية….مارس فيه القدماء من المصورين أقصى ما استطاعوا من إبداع دون طمس العناصر المهمة في التراث وفي وجدان الأمم..
لذلك كانت ردة فعل الجيل الجديد ربما تكون مشروعة بسبب التطورات التقنية المتسارعة..فقد اعتمد الشباب على مبدأ لاتطور دون فهم ثقافة التقنية الحديثة لعالم الديجيتال..والثورة المعلوماتية فرزت منذ البداية عنصر الشباب الذي كان قابلاً لذلك التنوير وسلمته المهمات سواء في بلدانهم الأم ..أم خارجها…ثورة أظهر الأدب والفن فيهما مقدرتهما وتفوقهما بإمتياز لأنهما كان الرد الأول والحاسم على كل التساؤلات ويعود فضل النجاحات التي حصلت على إظهار المواهب الدفينة الى ميادين التواصل الإجتماعية على الفيس وغيره من مواقع ألكترونية ساعدت بسرعة التعرف على المواهب وعلى أعمالهم الضوئية.. والثقافة هي ركيزة مهمة التي راحت من خلالها تعمل على إستنهاض النصيب المهم من التراث واستنهاض المواهب من ورش العمل والدروس التي قدمتها باسم جائزة حمدان…لأن الربط بين الثقافة ومنهجية الجائزة في رفد الكوادر بالخبرات والمعلومات التي تُقدم لطلبة العلم والمعرفة الفوتوغرافية..
وهكذا قدمت الجائزة للثقافة ماعليها لمواكبة الحدث الرئع حيث كانت جزء مهماً من تفاصيله وهو ماعبر عن الإنصهار بين فريق العمل والجائزة وجعل الجميع يقفون صفاً واحداً نُخباً وعامة من أجل هذف إنجاح الجائزة والفوز برضى ضيوفها ..التي تقام لهم مصدراً كبيراً وثرياً من التفاعل المتبادل بين الضيوف وفريق الجائزة.. هناك نظرة قاصرة لطبيعة الصحراء وطبيعة المكان جعلتنا نهمل بقصد أو بغير قصد تلك المنجزات الحضارية الغنية لإنسان البيئة الصحراوية ..فشعب الجزيرة العربية الذي ننتمي اليه لم يعش في فراغ وجهل ..بل راكم خبرة حياة طويلة أنتجت كماً كبيراً من المعرفة الضوئية والثقافية الفنية التي لايمكن تجاهلها واعتبارها تخلفاً أو أمية ضوئية..
لقد تحققت نبوءة مارك توين الكاتب الأمريكي ففي عام 1923م بدأ إرسال الصور تلفزيونياً بين نيويروك وفيلاديلفيا ..بدء الإرسال التجريبي للتلفزيون الأمريكي …وأيضاً كان بنفس العام ظهر إختراع الدكتور فلايمير زوريكين لآلة التصوير التلفزيوني إيكونوسكوب Iconoscopes وهي أنبوبة كهربائية للرؤية عن بعد ..
وبذلك كانت أول تجربة للإرسال عام 193م في نيويورك وتعد تجربة التلفزيون إختراع غيّر العالم..بعد المحاولات لظهور السينما عام 1895م.. وأيضاً لاننسى بدايات الفن الضوئي بإكتشاف الصورة الفوتوغرافية في النصف الأول من القرن التاسع عشر وبالتحديد في عام 1839م..ومع حلول الألفية الثالثة جاءت كاميرا الديجتال او الكاميرا الرقمية بمفاجأت كبيرة ومذهلة على صعيد تعمير اللون وإغنائه ..إلى أن جاءت جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي التي طلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم “والتي تعكس التزام دبي في تشجيع الفن ودعمه، فضلاً عن رفد الثقافة الفنية الفوتوغرافية بالمواهب الجديدة و بكل ما هو حضاري وعصري ومبدع. وتخصصت الجائزة للمصوّرين المبدعين بكل أصقاع العالم ، وهذا الأمر يصقل المواهب الوطنية، عبر الاحتكاك بخيرة المواهب العالمية ويضعها على سكة التقدم والرقي الفوتوغرافي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق ـــــــــــــــــــــــــــــــ
My beloved wife the International Photographer and Judge Ola El Hati Khalaf was on Sharjah TV today talking about Sharjah Children’s Biennial .. 30.01.2017 — مع Ola El Hati Khalaf.