في الذكرى الثانية لرحيل “سيدة الشاشة العربية”، الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، أقامت مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع الدكتور محمد عبدالوهاب زوج الفنانة الراحلة، معرضاً توثيقياً، يضم مجموعة من مقتنياتها، التي ستحتفظ بها مكتبة الإسكندرية، في إطار مشروعها لتوثيق مسيرة الراحلة، ضمن المشروع الأكبر وهو توثيق تاريخ الفن المصري، الذي تتبناه إدارة المشروعات الخاصة بالمكتبة.
المعرض بدأ بكلمة للدكتور محمد عبدالوهاب، الذي قاوم دموعه وهو يتحدث عن شريكة عمره، قائلاً: “أصعب ما يمكن أن أصفه هو شعوري وأنا أتكلم عن فاتن، باعتبارها غير موجودة، فهي بالنسبة إليّ حاضرة في كل شيء، وأحاول دائماً أن أتغلب على إحساسي برحيلها، وتوقف مشوارها في الفن السابع، الذي عشقته وقدمت له الكثير، كما لا بد من أن أشكر القائمين على مكتبة الإسكندرية الذين يحتفون بفاتن، في أكبر مكتبة في الشرق الأوسط”.
قدم المعرض بالوثائق والصور رحلة فاتن حمامة السينمائية والإنسانية، وقد تصدرت العرض صور الراحلة مع ابنتها نادية ذو الفقار، وابنها طارق عمر الشريف، الى جانب صورها مع الزعماء والرؤساء العرب، ومشاهير الفن والأدب والثقافة.
كما ضم المعرض شهادات التكريم التي حصلت عليها فاتن حمامة في مشوارها الفني، ومنها: شهادة وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 2014، وسام الكفاءة الفكرية المغربية، شهادة تقدير من مؤسسة الحريري لحصولها على جائزة المرأة العربية 2001، شهادة تقدير من مهرجان قرطاج وجائزة أحسن ممثلة عن فيلم “يوم حلو ويوم مر” 1988، شهادة تقدير من هيئة السينما والمسرح والموسيقى في مصر عن فوزها في مسابقة أفضل الأفلام المصرية عن دورها في “أفواه وأرانب” 1977، وكذلك شهادة تقدير من المركز الكاثوليكي المصري للسينما في دورته الـ63 بمنح جائزة باسمها بعد رحيلها في العام 2015.
شمل المعرض أيضاً مجموعة من وثائق فاتن حمامة وصورها الشخصية في مراحلها العمرية المختلفة، فضلاً عن مقتنياتها الشخصية؛ مثل نظّاراتها، ساعة اليد، جواز سفرها، بطاقة الرقم القومي، وكذلك البورتريه الذي رسمه لها الفنان التشكيلي الكبير عز الدين حمودة 1958، ومجموعة من الصور العائلية مع ابنيها وزوجها الدكتور محمد عبدالوهاب.
ومن ضمن المقتنيات المعروضة؛ الخطاب الذي وجّهه الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل الى الدكتور محمد عبدالوهاب، عقب وفاة فاتن حمامة، وهو مكتوب بلغة شديدة الحساسية، ومما جاء فيه: “أخي الدكتور محمد عبدالوهاب، لا أعرف كيف أعزّيك، ولا أعرف ماذا أقول لك ولا كيف أقوله، لكنني أعرف أنك تعرضت لمحنة أدعو الله أن يعينك على تحمّلها، فأنت لم تفقد حبيبة قلبك فحسب، وإنما كتبت عليك الأقدار، أن تكون شاهداً على المأساة نبضاً بعد نبض، ونفساً بعد نفس. لقد قضيت عمرك في تخفيف آلام الناس، والكشف عن مكان العلة فيهم، والآن عليك أن تفعل ذلك مع نفسك، وذلك اختبار قاسٍ ومؤلم، ومن سوء الحظ أن أصدقاءك من عارفي فضلك لا يملكون في هذه اللحظات الحزينة أكثر من الدعاء والرجاء، ولعل الله يتقبل. أعانك الله وقوّاك، وشد عزمك، وملأ قلبك سكينة وصبراً وسلمت دوماً.. محمد حسنين هيكل”.
الاحتفال بالذكرى الثانية لرحيل فاتن حمامة لم يقتصر على المعرض فقط، إنما أُقيمت ندوة تحدثت فيها الكاتبة الصحافية زينب عبدالرازق عن مشوار فاتن حمامة، من خلال الكتاب الذي ألفته عنها وصدر بعنوان “فاتن حمامة”، وهو بمثابة سيرة ذاتية عن “سيدة الشاشة العربية”.
كتابة : طارق الطاهر – (القاهرة)